يقترب رمضان من نهايته وقد يترك لدى بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، تعقيدات قد تصل إلى الإنعاش او الوفاة في بعض الاحيان، نتيجة عدم احترام توجيهات الاكباء المعالجين، حسبما يؤكّده رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط.
يلجأ بعض المصابين بالأمراض المزمنة إلى أداء فريضة الصيام، إما بدون استشارة الطبيب المعالج أو بعدم الأخذ بنصائحه حول هذه المسألة، لكن غالبا ما تكون العواقب كارثية على المريض من خلال التعقيدات التي تعقب سلوكه «غير المسؤول هذا»، ويتأثر بالضرورة محيطه الاسري، كما ذكر الدكتور مرابط في هذا التصريح لـ «الشعب».
أحصى المتحدث أمراضا مزمنة تمنع منعا باتا المريض من الصيام، ويتعلق الامر بتعقيدات أمراض الكلى، ومشاكل تصلب شرايين الأرجل وعروق شبكية العين «نزيف في هذا العضو يؤثر على البصر»، مشاكل القلب، والكبد وكلها ناجمة عن مرض السكري الذي يعاني منه أكثر من 4 ملايين جزائري، وتبقى الاحصائيات غر دقيقة، بالاضافة الى المصابين بارتفاع الضغط الشرياني، الذي يعاني منه قرابة 3 ملايين شخص في الجزائر «غير مضبوطة»، على حد قوله.
ويشدّد مرابط على بعض الأمراض التي تؤدي تعقيداتها الى الوفاة عندما يصوم المريض، ابرزها زراعة الكلى، إذ لا يمكن لمن زرع له هذا العضو أن يصوم، كما يمنع تماما على المصابين بالقرحة المعدية المؤكدة بالصور والتحاليل الصوم، لأنه يمكن أن يحدث لديهم نزيف داخلي، يؤدي الى التدخل المستعجل لإجراء عملية جراحية بسبب تعقيدات خطيرة، قد تؤدي الى الوفاة.
يؤكد مرابط أن المصابين بالأمراض المزمنة على اختلاف حالات ودرجة الاصابة، يجب عليهم إجراء الفحوصات شهرين على الاقل قبل رمضان، ولابد من أن يتاكد منها الطبيب المعالج، وهو المخول الوحيد بالفصل في الصيام من عدمه، وهو ما يؤكده الفقهاء.والمشكل ـ حسب المتحدث ـ يوجد في المريض نفسه، هناك من يزور الطبيب، لكنه لا يطبق النصائح، ويعتقد انه بمجرد أن يشعر بانه قادر على الصوم، يقوم بذلك، لكن العواقب تأتي بعد انتهاء الشهر، مشيرا الى وجود حالات معقدة جدا بعد أداء الصيام.وبالرغم من أنّ عدم الصيام بالنسبة للحالات المذكورة آنفا «قطعيا»، إلا أن هناك حالات من مرضى السكري أو القلب يمكنهم الصيام، وذلك بعد فحوصات وتحاليل مدققة، وهي حالات لا تعاني من تعقيدات غالبا، وأصحابها يتابعون حمية كما ينصح بها الأطباء، على أن تكون متابعة مستمرة لحالتهم.
