قال وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أمس، إن امتحان شهادة البكالوريا محطة هامة لكل متمدرس عادي أو مترشح حر، فهو بوابة الالتحاق بالجامعة والحصول على الشهادة العليا، مؤكدا حرصه على التنظيم الجيد لهذه العملية، وتوفير التأمين اللازم لضمان السير الحسن لهذا الامتحان.
أوضح وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، خلال جلسة علنية لطرح الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، أن تحديد مراكز الامتحان يعتمد على جملة من المعطيات والشروط تضبطها النصوص القانونية، تتعلق بجاهزية المراكز ووظيفتها من حيث الموقع وتوفر التجهيزات والهياكل الضرورية، وجود مراكز احتياطية تحسبا لأي طارئ، واعتماد مراكز خاصة بالمتمدرسين وأخرى للأحرار تخضع لتأطير ذوي الخبرة والكفاءة، مع إلزام عدد المترشحين حسب الشعبة.
وأفاد في رده على سؤال أحد النواب، حول ضرورة فتح مركز امتحان للمترشحين الأحرار لشهادة البكالوريا بدائرة الطيبات بولاية تقرت، أن المتمدرسين المترشحين يمتحنون في بلديتهم المجاورة بدمج تلاميذ ثلاث مؤسسات في مركز واحد، بينما المترشحون الأحرار يفتح لهم مركز خاص كون هذه الفئة تضم طلبة جامعيين، عمالا ومختلف الفئات.
أضاف بلعابد في رده على سؤال حول إمكانية إدراج الذكاء الاصطناعي كاختصاص في التعليم الثانوي، أن مصالحه تعمل على التكفل الأمثل بالنخب المدرسية وتم إنشاء ثانوية الرياضيات بالقبة بهدف تطوير المواهب المدرسية والقدرات الابتدائية والإبداعية تحضيرا للالتحاق بالمدارس العليا للتعليم العالي،وكذا لتمثيل الجزائر في التظاهرات العلمية الدولية، لكنه يبقى محل دراسة وبحث من طرف الهيئات البيداغوجية مستقبلا.
في هذا الصدد قال، إن القانون التوجيهي للتربية الوطنية ينص على إنشاء مؤسسات عمومية ومتخصصة للتعليم الثانوي للتكفل بالاحتياجات الخاصة للتلاميذ ذوي المواهب المتميزة، حيث أكد أن التلاميذ الناجحين في شهادة البكالوريا من ذات الثانوية، يمكنهم التسجيل في المدارس العليا ومؤسسات التعليم العالي وفق الشروط والمقاييس التي يحددها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد في ذات السياق، أن تخصص الذكاء الاصطناعي في التعليم الثانوي العام والتكنولوجي محل دراسة وبحث من طرف الهيئات البيداغوجية المتخصصة، بما فيها المجلس الوطني للبرامج، مشيرا أن هذا الأخير أوصى بعدم التوجيه المسبق للتلاميذ، لكونه تخصصا مستقبليا، نظرا لما له من آثار سلبية على آفاق وطموحات التلاميذ، وذلك لعدم حصرهم في شعب معينة.
واعتبر الوزير، أن إدراج اختصاص الذكاء الاصطناعي في التعليم الثانوي مبكر في الوقت الراهن، إلا أنه أكد في المقابل أن شعبة الرياضيات تعد رافدا من روافد المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي بعد النجاح في شهادة البكالوريا، حيث أشار أن طلبة ثانوية الرياضيات يمكنهم الالتحاق بهذا التخصص في الجامعة، نظرا للمعدلات العالية المحصل عليها في مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية، والتي تعد معايير للالتحاق بتخصص رياضيات إعلام آلي في التعليم العالي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبخصوص سؤال أحد النواب حول تسيير الحركة التنقلية للناجحين في المسابقات وخريجي المدارس العليا للأساتذة، قال المسؤول الأول على قطاع التربية، إن الوضعية المعنية قائمة وغير معممة، متفاوتة من ولاية لأخرى، وتزايدت مؤخرا بعد استحداث رتب جديدة في جميع المراحل التعليمية، حيث لا يتعلق الأمر بالحركة، لأنه قانونا لا توجد حركة بين الولايات بالنسبة لأسلاك التدريس، بل تتعلق بالدخول والخروج من الولاية، وهي العملية تبقى مشروطة بوجود منصب مالي في الولاية المراد الإلتحاق بها.
وقال أيضا، «يتعلق الأمر في غالبيته برتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون، المستحدثين بموجب المرسوم التنفيذي رقم 12/240 المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، والمخصصة حسب الترقية الداخلية، أي أن الالتحاق بهما يتم عن طريق الامتحان المهني تسجيل قوائم التأهيل على مناصب مضبوطة العدد مسبقا ولا تخصص للدخول والخروج.
وأشار إلى الظروف الاجتماعية الخاصة بمستخدمي قطاع التربية، مثل تغيير مقر الإقامة مرافقة الزوج ونتائج عملية التوظيف التي تمت خلال الثلاث سنوات الأخيرة؛ عوامل ساهمت في تزايد هذه الحالات، مشيرا إلى إصدار قرار يتضمن إدخال تطبيقات على النظام المعلوماتي للوزارة قصد تحقيق المساواة والشفافية، حيث أكد على تسوية الإشكال قريبا، لكن في حدود المناصب الموجودة، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات المعنيين ووضعيتهم العائلية وأقدميتهم، وهذا لضمان ظروف تمدرس جيدة للمستخدمين والتلاميذ على حد سواء.