مراقب الشرطة مدير الشرطة القضائية بوهدبة:

لم يتم تحديد هوية أية جثة في تحطم الطائرة إلى حد الآن

شا طوناف: نور الدين لعراجي

نشط مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة عبد القادر قارة بوهدبة الذي كان مرفقا بالعميد الأول للشرطة نائب رئيس الشرطة العلمية علي فراق، ندوة صحفية عقدها بقاعة الشرطة القضائية بشاطوناف أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة.
 تطرق بوهدبة إلى حادثة سقوط الطائرة الجزائرية في الصحراء المالية، معرجا في كلمته، إلى أهم النقاط التي تعلقت بالمأساة الفاجعة، موضحا أيضا الدور الذي لعبته مصالح الشرطة العلمية الجزائرية التي كانت في عين المكان.
أوضح مراقب الشرطة بان وفد الشرطة العلمية الجزائرية يواصل عمله مع نظرائه من بلدان أخرى للتمكن من تحديد هوية ضحايا سقوط الطائرة التابعة للشركة الإسبانية «سويفت آر» وانه لم يتم إلى حد الآن التعرف على أي جثة، رغم الإمكانيات التي خصصت للفرقة الجزائرية التي تنقلت إلى هناك، قصد تحديد هوية الضحايا بالتنسيق مع  الفرق الأخرى من الدول المعنية وخص بالذكر اسبانيا التي تعتبر رائدة في  مثل هذه الكوارث، وأيضا فرنسا وهذا يتطلب عملا كبيرا مقارنة مع ضخامة  الحادث الذي يعتبر فعلا كارثيا.
وفي رده على سؤال «الشعب» حول معرفة المدة الزمنية التي ربما قد تطمئن أهل الضحايا، وتخفف من لوعة انتظار ومعرفة ضحاياهم الستة، كما هو الشأن بالنسبة للضحايا الآخرين أجاب بوهدبة: «بأنه من الصعب جدا تحديد المدة الزمنية لأن العملية صعبة من حيث الجانب التقني والعلمي»، موضحا بأن هناك أسبابا خارجية لا يمكن التحكم فيها، منها صعوبة التضاريس، المناخ المتذبذب، درجة الحرارة المرتفعة جدا، الأمطار، حيث أشار إلى أن معدل درجة الحرارة وصل إلى 45 درجة مئوية .
وهنا تدخل العميد الأول للشرطة علي فراق موضحا أن وقع الصدمة وانفجار البنزين يعقد من تحديد هوية الضحايا، مرجعا ذلك إلى تحلل الجثث إلى أشلاء، واختلاطها مع بعضها، ويغير من ملامح كل شيء، ما بالنا  بالبشر في حالة مثل هذه. وذكر أن درجة الحرارة التي يتطلبها الأمر للكشف عن الضحية هي أقل (من -80 ) درجة «.وهنا أشاد بوهدبة  بأهل الضحايا الذين تفاعلوا مع الحادث بكل عزيمة وتفهم وصبر، لان الأمر هنا يتعلق بقضاء الله وقدره .
 وبالتالي فإن المدة الزمنية  لتحديد هوية الضحايا لا يمكن تحديدها إلا بمطابقة عينات «ا.د.آن» مع أهاليهم.. و»يستدعي أيضا مساهمة عائلات الضحايا بإجراء فحوصات ومقارنات في الحمض النووي وكذا استغلال أشلاء واغراض الضحايا التي يتم العثور عليها».
وكانت هذه الطائرة الاسبانية التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية قد تحطمت يوم الخميس الماضي في شمال مالي أثناء الرحلة بين واغادوغو والجزائر العاصمة وعلى متنها 116 راكب لم ينجو منهم أحد.
وفي هذا الإطار أكد السيد عبدا لقادر قارة أن قطاع الأمن الوطني في إطار التحقيقات الجارية حول حادث تحطم الطائرة اتخذ «كافة التدابير والإجراءات القانونية والتقنية والعلمية حيث أوفد في 25 جويلية الماضي 13 خبيرا متعدد التخصصات ، للتعاون مع نظرائهم من فرنسا واسبانيا، وكذا مع خبراء دوليين للتمكن من تحديد هوية وتحليل جثث ضحايا هذا الحادث في أقرب وقت ممكن».
وأوضح مدير الشرطة القضائية أنه تم «إرسال هؤلاء المختصين في اليوم الموالي من سقوط الطائرة، ضمن وفد يتشكل من عدة قطاعات مهمة يترأس الوفد وزير النقل عمار غول الذي كان مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية إلى مكان وقوع الحادث، لتنسيق الجهود مع ممثلي كل من  فرنسا واسبانيا ومالي، وكذا خبراء من بعثة الأمم المتحدة في مالي للعمل سويا حول هذا الملف».
وكشف مدير الشرطة القضائية في نفس الوقت «صعوبة هذه المهمة نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها منطقة وقوع الكارثة نظرا للارتفاع».
وقال أن هذا العمل «تطلب أكثر من 10 ساعات في اليوم» مشيرا إلى أن الخبراء الجزائريين ابدوا الكثير من «الاحترافية والانضباط وتنسيق العمل وتبادل المعلومات مع نظرائهم بحكم التجارب والخبرات التي استفادوا منها في السابق».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024