حضرها لعمامرة، مساهل وسفير دولة فلسطين

وقفة عرفان لشعب يدافع عن الشرف العربي

فنيدس بن بلة

لحظات معبرة عاشتها وزارة الخارجية عند منتصف نهار الخميس بوقوف الاطارات والعمال دقيقة صمت ترحما على شهداء الاعتداء الإجرامي الغاشم على غزة المكافحة الصامدة الرافضة التنازل قيد انملة على حق العودة وتقرير المصير. كل شيء جرى بحضور وزيرنا للخارجية رمطان لعمارة والوزير المنتدب للشؤون الافريقية والمغاربية وسفيرنا بتونس عبد القادر حجار فضلا عن سفير دولة فلسطين لؤي عيسى ووجوه اعلامية غطت الحدث.
جرت العملية التضامنية مع الشعب الفلسطيني المناضل في غزة التي تحدت الآلة الحربية الاسرائيلة دفاعا عن الشرف والارض والعرض دون السقوط في اليأس ونكران الكفاح التحرري تطبيقا للقاعدة المقدسة والمثل الراسخ في الأذهان لا يمحوه الزمن: «ما ضاع حق وراءه طالب».
وعبر عن هذا بكلمة موجزة لعمارة تحمل دلالات وأبعاد وتعيد الى الأذهان الموقف الجزائري الثابت السائر على المقولة التاريخية «مع فلسطين ظالمة او مظلومة». وقال لعمارة بعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة ترحما على شهداء النضال التحرري الفلسطيني المتمادي في التضحية بالنفس والنفيس وتقديم الذات قربانا للوطن المفدى: «نقف اليوم دقيقة صمت اسوة بكافة الجزائريين تضامنا وعرفانا بصمود الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يدافع عن  الكرامة والشرف العربيين».
وأضاف الوزير بنبرة تحد وتقدير أن دقيقة الصمت تحمل كذلك تحية إكبار وإجلال للأشقاء الفلسطينيين ولمن قدموا أرواحهم الطاهرة إحقاقا للحق ومواصلة مسيرة قوافل الشهداء. وهي مسيرة يقدمها الشعب الفلسطيني على مذبحة الحرية لبلوغ الهدف الأسمى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشريف».
وعاد لعمارة للتذكر بموقف الجزائر الثابت من قضية العرب الأولى وما يختلج في صدور الجزائريين من عواطف وأحاسيس تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة أمام صمت عالمي رهيب قائلا: «ان الشعب الجزائري لا يحتاج إلى التوعية والصمود مع شقيقه الفلسطيني فهو دوما في خندق واحد معه مشبع بالمقولة مع فلسطين في كل الظروف. وهو اليوم يقف رجل واحد مع غزة الصامدة المكافحة محييا البطولات والتضحيات «.
وذهب لعمارة الى الابعد والغايات مؤكدا للملء مرددا على مسامع الحضور في جو من الخشوع والهيبة مشددا على المواقف المشتركة المبدئية الجزائرية الفلسطينية ساقطا الحواجز والممنوعات بالقول «ان القدس لنا وسنقيم فيها الدولة الفلسطينية التي سيرفرف علمها ايذانا بعودة الحرية والكرامة لأهلها».
من جهته ادلى سفير دولة فلسطين بكلمة معبرة اختصر من خلالها النضال الفلسطيني الطويل المتشبع بمبادئ الثورة الجزائرية وقيمها الراسخة الثابتة المشكلة مرجعية لحركات التحرر في مشارق الارض ومغاربها منوها بدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في هذا المقام.
وقال السفير لؤي عيسى ان الوقفة التضامنية التي دعا اليها الرئيس بوتفليقة هي تجديد لعهد قدمته الثورة الجزائرية ودعمها للثورة الفلسطينية. وهي ثورة تسلمت الشعلة من التحرر الجزائري ومفاهيمه في محاربة الاستعمار في منطقة معقدة مضطربة يعد الانتصار فيها انتصار للعرب والمسلمين على حد السواء.
وحول ما يجري في غزة من حرب ابادة قال السفير ان وقفة التضامن بقدر ما هي صرخة مدوية للعالم حول حجم الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني والجزائري هناك بالارض الفلسطينية تجعل القول «اننا لسنا في القرن ال21 ولسنا امام مجتمع بشري تحكمه قوانين ومفاهيم عادلة».
لكنه للاسف يحدث هذا امام الانظار وتشجع الهمجية الاسرائيلية المتمادية ضد شعب اعزل مواقف المجتمع الدولي المتخاذل المتنكر للحقوق الفلسطينية. وتشجعها سياسة المكيالين التي تساوي بين صاحب الحق والمعتدى عليه بأقصى درجة من الوحشية تاركا الدم الفلسطيني ينزف والصرخات المدوية من عمق الجرح لوقف العدوان بلا أجوبة وآذان صاغية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024