ضرورة وضع مخطط وطني للأطفال الضحايا

نقص أدوية علاج السرطان يهدد حياة المرضى

صونيا طبة

يعيش مرضى السرطان في الجزائر معاناة كبيرة لا تتوقف عند الآلام النفسية والجسدية التي يتسبب فيها المرض، بل تتعداها إلى نقص أدوية أساسية تستخدم في العلاج، مما يجعل حياة المصابين بالسرطان من مختلف الفئات مهددة في أية لحظة لغياب التكفل المبكر والسريع بالمرضى، وهو الأمر الذي يجعل نسبة الشفاء من المرض ضئيلة.

تواجه جميع المراكز الاستشفائية الجامعية عبر الوطن منذ مدة، أزمة انقطاعات متكررة في بعض أنواع الأدوية التي تستخدم في العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، خاصة دواء الميثوتريكسات الذي يستعمل في علاج العديد من حالات السرطان، من بينها سرطان الدم لدى الأطفال. وتزداد الحالة الصحية للمرضى تعقيدا بسبب المشاكل اليومية التي يتلقونها في التكفل بعد أن أصبح الحصول على هذه الأدوية المفقودة الحلم الوحيد لمحاربي السرطان.
ودق الأخصائيون ناقوس الخطر، مع استمرار هذه الحالة المزرية التي يعاني منها المصابون بالسرطان في صمت، معترفين بأن الوضع يتأزم يوما بعد يوم ويقتضي تدخلا استعجاليا للسلطات المعنية لإيجاد حلول نهائية لنقص أدوية علاج السرطان، باعتبار أن حياة المرضى في خطر بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة في المستشفيات وتوقف علاجهم الكيميائي لمدة طويلة. مؤكدين في ذات السياق، أن بعض المرضى اضطروا لبيع ممتلكاتهم بغرض تلقي العلاج في الخارج، بعد أن فقدوا الأمل في الحصول عليه في بلدهم.
من جهتها قالت رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان البروفيسور نبيلة بوترفاس، في تصريح لـ «الشعب»، إن عدد مرضى السرطان يتزايد بشكل رهيب سنويا وعدد الأسرّة المخصصة لاستقبال المرضى لم تعد تستوعب جميع طلبات الاستشفاء، مشيرة إلى أن الطلب تضاعف أيضا على الأدوية نظرا لزيادة عدد المصابين بالداء.
وأضافت رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان، أن نقص الأدوية الأساسية لعلاج السرطان في المستشفيات بات يشكل الهاجس الأكبر في التكفل بالمصابين، مؤكدة «أننا لم نعد نواجه مشاكل في تشخيص مرض السرطان، نظرا لزيادة الوعي لدى المواطن وكذا وجود عدد كبير من المراكز الخاصة بالتصوير الإشعاعي وإنما تكمن الصعوبات في نقص إمكانات التكفل بالمرضى والضغط الكبير الذي تعرفه المستشفيات الكبرى من مرضى السرطان».
واعتبرت أن الكميات التي وفرتها الصيدلة المركزية للمستشفيات من الأدوية الموجهة لعلاج حالات السرطان لدى الأطفال والمتمثلة في دواء «أزيد فولينيك وميثوكريكسات» لا تلبي جميع الاحتياجات والطلبات وإنما ساهمت في علاج المرضى لمدة شهرين فقط، قائلة إن الوضع يتطلب تطبيق إجراءات استعجالية وتخطيطا طويل المدى وتقييما حقيقيا للوضع وتوفير الكميات الكافية من الأدوية من أجل القضاء نهائيا على أزمة نقص الأدوية وتلبية الطلب بالمصالح المتخصصة في علاج أطفال السرطان.
وترى البروفيسور بوترفاس، أن نقص الأدوية الموجهة لعلاج السرطان راجع إلى مشاكل في تسويق وتمويل بعض أنواع الأدوية وغلق مصانع الإنتاج بالخارج مع الانقطاعات المتكررة للأدوية الضرورية في التكفل بالأطفال المصابين بالسرطان، كونها تؤثر على علاج المرضى في الوقت المناسب وتقلل فرص الشفاء من هذا المرض الصعب الذي يتسبب في آلام جسدية ونفسية أيضا.
وكشفت عن أكثر أنواع السرطانات انتشارا لدى الأطفال، خاصة في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن سرطان الدم يأتي في المقدمة وبعدها سرطان العقد اللمفاوية والسرطانات الصلبة، مضيفة أن التكفل بالمرضى يختلف حسب كل حالة واكتشاف الإصابة بالسرطان في مراحله الأولى من خلال إجراء التشخيص المبكر يساهم في توفير فرص أكبر للشفاء والحصول على نتائج مضمونة عكس المراحل المتقدمة من المرض.
ودعت رئيسة الجمعية إلى وضع مخطط وطني خاص بسرطان الأطفال وإنشاء مستشفيات متخصصة لعلاج أطفال السرطان لتحسين التكفل بالمصابين، باعتبار أن هذه الفئة بحاجة إلى علاج متعدد التخصصات ولا يرتبط بطبيب الأطفال فقط، مشيرة إلى وجود نقص في عدد الأطباء المتخصصين في علاج سرطان الأطفال.
وذكرت أن الجمعية لها دور علمي تعمل على تكوين الأطباء العامين والمختصين في مختلف المواضيع التي تساهم في ضمان تكفل أحسن بمرضى السرطان، بالإضافة إلى تنظيم أيام دراسية وعلمية بمشاركة أخصائيين قصد تبادل الخبرات فيما بينهم والاستفادة من معلومات تتعلق بتشخيص السرطان عند الأطفال وطرق العلاج خاصة، وأن الأطباء في الجزائر بحاجة إلى تكوين متخصص في سرطان الأطفال الذي يعرف نقصا كبيرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024