مواصلة اعترافات الإرهابيّين المقبوض عليهم بسكيكدة

تفاصــيل التّــواصل السّـــري والتّآمــر مع حركـة رشــاد

 كشفت وزارة الدفاع الوطني، أمس، في بيان لها، عن مواصلة بث اعترافات حصرية أدلى بها الإرهابيّون المقبوض عليهم خلال عملية التمشيط النوعية التي نفّذت شهر مارس المنصرم بدائرة القل بولاية سكيكدة.

وأوضح نفس المصدر أنّه و»مواصلة للاعترافات الحصرية التي أدلى بها الإرهابيّون المقبوض عليهم خلال عملية التمشيط النوعية التي قامت بها مفارز للجيش الوطني الشعبي يوم 16 مارس 2022، بغابة واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة بالناحية العسكرية الخامسة، الإرهابي الموقوف بلاوي محمد المدعو زرقاوي أبو عبيدة، يدلي باعترافاته حول أعماله الإجرامية منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية».
واعترف أمير الجماعة الإرهابية التي تمّ توقيف عناصرها بسكيكدة، مؤخرا، أنّ التواصل بين التنظيم الإرهابي وحركة رشاد الإرهابية بقيادة العربي زيطوط، «قائم أساسا»، ويتم عن طريق «وسيط ثقة» بهدف ضرب أمن الجزائر.
وفي اعترافات بثّها التلفزيون الجزائري، الخميس، حول نشاطاته الإجرامية منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية سنة 1996، قال الإرهابي الموقوف بطيب يوسف المدعو «أسامة أبو سفيان النيغاسي»، إنّ «التواصل بين أمير التنظيم الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي «قائم أساسا» مع حركة رشاد الإرهابية عموما والعربي زيطوط بشكل خاص، وذلك من خلال «الاتصال السري عن طريق وسيط ثقة».
وكشف أنّ أمير التنظيم الإرهابي أطلعه، بصفته عضو مجلس شورى التنظيم وأمير منطقة الشرق، على رسالة موجّهة إلى العربي زيطوط، وهي الرسالة التي اطلع عليها أيضا الإرهابي الشيخ نوح، الذي تمّ القضاء عليه في التمشيط الأخير بسكيكدة، وكذا «المفتي العام» للجماعات لسلوس مداني، ومضمونها هو «تطمين العربي زيطوط أنّه لن يتم التواصل معه علنا حتى لا يتم إحراجه أو إيذاؤه من طرف البلد المقيم فيه (بريطانيا)، وأن التواصل معه آمن ويتم عبر وسيط ثقة».
كما تضمّنت الرسالة - يضيف الإرهابي - «طلب التعاون والتعامل مقابل دعم من طرف حركة رشاد عموما والعربي زيطوط شخصيا» من أجل زعزعة أمن واستقرار البلاد عن طريق استغلال الحراك الشعبي ونقاط أخرى يتم الاتفاق عليها.
وقال أمير الجماعة الإرهابية إنّه بعد إرسال الرسالة «كنّا متأكّدين من موافقة العربي زيطوط وحركة رشاد على التعاون معنا».
وفي سياق متصل، تحدّث الإرهابي عن نشاطه الإجرامي منذ التحاقه بصفوف التنظيم الإرهابي، مؤكّدا أنّه «نادم على شبابه الذي ذهب سدى بسبب المسيرة الخاطئة» التي انتهجها.
ووجّه بهذا الصدد نداء إلى بقايا الجماعات المسلّحة في كل من الجزائر ومالي أن يبادروا بترك العمل المسلح «قبل فوات الأوان»، خاصّا بالذكر أمير ما يسمى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يوسف العنابي، الذي دعاه إلى أن «يبادر بحقن دماء من بقي تحت إمرته».
كما دعا عناصر جماعات الدعم والإسناد التي تمارس نشاطها بسبب «عقيدة خاطئة أو طمعا في المال أن يبتعدوا عن هذا الطريق»، مضيفا أن جماعات الدعم هي «السبب في إطالة عمر العمل المسلح»، وأن الجماعات المسلحة دون دعم وإسناد «لا تساوي شيئا».
وعاد الإرهابي الموقوف إلى عملية التمشيط التي قامت بها مفارز الجيش الوطني الشعبي يوم 16 مارس بغابة واد الدوار بسكيكدة، مشيرا إلى أن الطوق الأمني كان «متينا»، وبعد مقتل 7 إرهابيين من أصل 15 كان من ضمنهم، انسحب هو ومن معه ولجأوا إلى مخبأ لمدة 25 يوما، توفي خلالها واحد منهم متأثّرا بجروحه.
وأضاف أنّه بعد الحصار الذي تم فرضه على المنطقة، قرّر الاستسلام بعد أن «أعطتنا قوات الجيش الأمان وأنقذتنا من الموت ووجدنا من عناصرها المعاملة الحسنة».
وفي سياق اعترافاته، ذكر الإرهابي الموقوف أنه التحق بالجماعات المسلحة بالأخضرية تحت لواء «كتيبة الفاروق» بقيادة أحمد جبري إلى غاية سنة 2000، حيث تم استدعاؤه الى كتيبة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بقيادة حسان حطاب وتم سنة 2002 تعيينه في ديوان الجماعة، وتم ارساله إلى منطقة زموري التي تعلّم فيها أساليب التزوير عبر الحاسوب.
وبعد القضاء على الإرهابي أبو إبراهيم مصطفى صحراوي وتنصيب عبد المالك دروكدال المكنى «أبو مصعب عبد الودود» أميرا على «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، تمّ تكليفه بالاتصال مع مختلف السرايا رفقة الأمير الجديد إلى غاية سنة 2006، وتمّ سنة 2008 تعيينه لأول مرة أميرا على الكتيبة الخاصة لدروكدال، وانتقل إلى شرق البلاد سنة 2013 في محاولة لإنشاء قاعدة للتنظيم هنالك.
وكشف الإرهابي أنّه تم تكليفه بمهمة للذهاب إلى ليبيا والالتقاء بأمير التنظيم الإرهابي بليبيا آنذاك يحيى جوادي، غير أنّ هذه المهمة «لم تتم».
يذكر أنّ هذه الاعترافات تأتي في سياق أخرى أدلى بها الإرهابيّون، الذين ألقي القبض عليهم في عملية التمشيط النوعية التي قامت بها مفارز للجيش الوطني الشعبي يوم 16 مارس المنصرم بغابة واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة بالناحية العسكرية الخامسة، وأسفرت عن القبض على 7 إرهابيّين، والعثور على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في عملية سابقة يوم 19 فبراير الفارط.
الإرهابي المكنّى زرقاوي أبو عبيدة يعترف
 اعترف الإرهابي بلاوي محمد المدعو «زرقاوي أبو عبيدة» بمشاركته في العديد من الأعمال الإرهابية منذ التحاقه بالجماعات الارهابية المسلحة الى غاية توقيفه من قبل مفارز الجيش الوطني الشعبي بسكيكدة مارس المنصرم.
وفي اعترافات بثّها أمس التلفزيون الجزائري حول نشاطاته الإجرامية، قال الارهابي بلاوي محمد المدعو زرقاوي ابو عبيدة، انه التحق بالجماعات الارهابية في 29 مارس 2008، بالمكان المسمى مزرانة، وتلقى عدة تدريبات على استعمال السلاح، كما تدرّب على يد المدعو خرباش المكنى أبو أسامة، والذي تعاون معه على صنع ماسورة تطلق من 40 الى 50 طلقة.
وأضاف الارهابي الموقوف والبالغ من العمر 41 سنة، أنه «وبعد التحاقه بالجماعات الارهابية زار عائلته بعد نحو سبعة اشهر، مشيرا الى انه كان سنة 2009 ينشط على محور عزازقة واكفادو وازفون، قبل أن تضيق به وبجماعته المنطقة ككل بسبب عمليات التمشيط المتواصلة التي كانت تقوم بها مفارز الجيش الوطني الشعبي».
وقال إنه كان «ينشط تحت إمرة المدعو أبو اسامة الذي كان مكلفا بالتدريب وكان مستشارا للعمليات، وقد كلّفه بعمليات الاسناد وحمل الاسلحة كالهاون والبيكا، إلى جانب الهجوم على الثكنات والحواجز الأمنية».
وأضاف أنّه كان «يعمل ضمن فرقة خماسية عملت على تعطيل حركة افراد مفارز الجيش الوطني الشعبي، متحدّثا عن الارهابي المدعو عبد الناصر الذي كان يقوم بتوجيه بقية العناصر الارهابية، وقد كلفه بحمل سلاح «الدوشكا» التي تزن 50 كلغ، بالنظر الى قوته البدنية حينها».
وطلب من المسمى أبو عبيدة - كما ورد في تصريحاته - «حمل واستعمال سلاح الدوشكا لتشتيت عناصر الجيش ومنحه بقية العناصر فرصة للانسحاب».
وكشف الارهابي عن «مقتل في 2010 للمكنى المدعو ابو ناصر، ما أثّر على سير الاعمال الاجرامية للجماعة الارهابية، والتي قرّرت بعدها التوجه نحو شرق البلاد، وذلك سنة 2013 لتتبع خطى الجماعات الارهابية التي انتقلت في 2012 الى ولاية جيجل». وأضاف أنّ بقية الجماعات «تفرّقت بين ولايات باتنة وتبسة وعنابة وصولا الى تونس»، قائلا إنّه «لم يتمكن من التنقل أكثر من ذلك لأنه كان مريضا في تلك الفترة، لينشط بعدها على محور جيجل والميلية وبولعظام، وذلك منذ 2014 والى غاية يوم القاء القبض عليه في 16 مارس المنصرم».
وقال إنّه كان «يساعد وينشط ضمن ما تبقى من الجماعات الارهابية بالمنطقة، قبل أن يشتد خناق قوات الجيش الوطني الشعبي عليهم، ما أثّر على المؤونة التي كانت بحوزتهم، وانعكس على تعداد الجماعة التي تقلّص أفرادها بعد إلقاء القبض على عدد منهم». وكشف المتحدث عن سبب توجه الجماعة الإرهابية إلى واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة، والتي أرجعها إلى «البحث عن شيء من المؤونة بعد أن ضاقت بهم السبل بسبب حصار أفراد الجيش الوطني الشعبي للمنطقة، قائلا انهم لم يتمكنوا من تحصيل ما يمكن أن يساعدهم على الاختفاء لفترة أطول».
وتحدّث المسمى أبو عبيدة عن ظروف القضاء على الإرهابي الذي عثر عليه مدفونا بعد إلقاء القبض على جميع عناصر الجماعة، قائلا إنّه «كان مريضا لفترة ولم يتمكن من التحرك أو الأكل بسبب تردي وضعه الصحي في آخر فترة».
وقرّرت ذات الجماعة التي كانت تتكون من 8 عناصر إرهابية، وبعد تأكدها أنّ كل المنافذ امامها كانت محاصرة وبإحكام، الاختباء في غار أعدته خصيصا لتجنب طلعات المشاة من قوات الجيش الوطني الشعبي، وهي الفترة التي استمرت نحو 22 يوما، قضي خلالها على الارهابي المسمى ‘’مقداد’’ الذي كان مريضا، فيما خارت قوى المسمى ابو مصعب حيان الذي يعد أكبرهم سنا، يقول المعترف.
وأكّد الارهابي زرقاوي في معرض اعترافاته، أن «العنصر الارهابي المسمى عاصي موسى خارت ايضا قواه على غرار باقي العناصر بسبب الوضعية التي كان الجميع عليها»، مؤكّدا أنهم كانوا يخشون الخروج والوقوع بين أيدى وحدات الجيش الوطني الشعبي التي بقيت مرابطة بالمنطقة، حيث تيقّنوا أنّهم لن يتمكنوا ابدا من الانسحاب أو الفرار».
وعاد المتحدث إلى يوم إلقاء القبض عليهم، بالقول «إن الامر أصبح واقعا بالنسبة لهم» فور سماعهم لصوت جرافات اقتربت من موقع اختبائهم، ليقرروا الاستسلام و»طلب الأمان»، مؤكدا أنّ من «تحدّث اليهم من مصالح الجيش كان يعرف هويتهم، وسأل عن أسماء بعضهم إن كانت بذات المخبأ».
وقال إنّ اعترافات عناصر إرهابية ألقي القبض عليهم سابقا هي من سمحت بالكشف عن هويتهم، مضيفا أنّه «لم يكن على علم بأن مصالح الجيش الوطني الشعبي تعرف هويته الشخصية، قبل أن يتأكّد له العكس حتى قبل تسليم نفسه».
وكشف عن العملية وتفاصيلها، وكيف أنّه قرّر التحدث باسم بقية العناصر قبل الخروج من المخبأ الذي مكثوا فيه قرابة الشهر حتى دون أن يتمكنوا من الاستلقاء بسبب ضيقه، بعد أن قاموا بتسليم الاسلحة التي كانت بحوزتهم، والكشف عن مكان دفن الارهابي الذي قضي عليه في وقت سابق، مؤكّدا أنّه وفور إلقاء القبض عليهم تلقى العناية اللازمة من قبل عناصر الجيش الوطني الشعبي.
بعد إلقاء القبض على عناصر الجماعة الإرهابية - يضيف المتحدّث - زوّد أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين أجروا العملية في الميدان، الإرهابي زرقاوي رفقة باقي الجماعة، ومن بينهم المسمى حذيفة وعصمان، بالأكل الذي كان بحوزتهم، وذلك حتى تستعيد الجماعة بعضا من الجهد بعد معاينة حالة الضعف التي وصلوا إليها.
كما قال إنّ أحد افراد الجيش الوطني الشعبي، وقبل الخروج من تلك الدروب الصعبة قام «بحمل الارهابي على ظهره»، والذي لم يتمكن من السير لأنه كان في حالة ضعف شديد.
وأضاف أنّه «تلقّى وبقية عناصر الجماعة الارهابية التي تمّ توقيفها، وبعد لقاء القادة العسكريين الذين أشرفوا على العملية، الرعاية اللازمة التي مكنتهم من استرجاع قواهم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024