الدكتور حسين بوسماحة لـ «الشعب»:

الطّاقات المتجدّدة في الفلاحة لتحقيق الاكتفاء

ورقلة: إيمان كافي

 يرى الدكتور حسين بوسماحة، الأستاذ والباحث بوحدة البحث التطبيقي للطاقات المتجددة بغرداية، أن الزراعة بالاعتماد على الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، تعد حلا مناسبا وبديلا مهما في هذه المرحلة التي نعيشها، مشيرا إلى أن وباء كورونا بالإضافة إلى ظروف أخرى شهدتها الساحة الدولية ساهمت إلى حد بعيد في التأكيد على أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.

 ذكر المتحدث أن الوضع الصحي الذي نتج عن انتشار وباء كورونا جعل اقتصاديات الدول على المحك وشل النقل، وأدى إلى انخفاض أسعار النفط وإغلاق الحدود، ممّا تسبّب في اضطرابات كبيرة في الاقتصاد العالمي، حيث أدت التدابير الصحية إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية إلى حد كبير.
واعتبر الدكتور بوسماحة أنّ تحدي الانتعاش الاقتصادي في الجزائر والمكانة التي يمكن أن تحتلها في الساحة العالمية، يعتمد على حكمها الجيد وقدرتها على التكيف مع المرونة من خلال الابتكار، خاصة أن العصر الجديد الذي يلوح في الأفق هو عصر التنافسية والاكتفاء الذاتي الغذائي الذي ستكفله التنمية المستدامة للزراعة والصناعات الوطنية باستخدام الطاقات المتجددة واعتماد إستراتيجية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيانات الاجتماعية والاقتصادية الفعلية حسبه.
وقال إنّ استهلاك الطاقة في الجزائر يعتمد أكثر على البترول والغاز، والتحدي الذي يجب أن يتخذه صناع القرار كبير، وسيكون هدفه الأساسي هو انتقال الطاقة على أساس الموارد الخضراء، من خلال نمط إنتاج واستهلاك تضمنه التنمية المستدامة، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، كما يجب على الدولة أن تستثمر بالكامل في البحث والتطوير، كما أشار إليه محدثنا، من خلال التقليل إلى حد كبير من الإنفاق على النقد الأجنبي، وتعزيز مساعي الاستثمار الفعلي للمواد الخام الوطنية لإنتاج 100 في المائة وطني، لذلك فإن التغيير أمر لا مفر منه، وهذا المشروع يحتاج إلى كفاءة عالية من الجميع.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور حسين بوسماحة إلى أن استراتيجياتنا المستقبلية يجب أن تهدف إلى زراعة رشيدة وهادفة، قادرة على تلبية احتياجات البروتين والطاقة لجميع السكان، مؤكدا على أن الزراعة الصحراوية، ستتمكّن من ضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي، وستكون قادرة على المساهمة في تخزين العملات الأجنبية بتصدير الفوائض الزراعية، وذلك نظرًا لشساعة المساحات المراد زراعتها، وقدرتها المائية العالية لطبقة المياه الجوفية المتجددة، وشمسها التي تعد مصدرا مهما للطاقة.
واعتبر المتحدث أن تحقيق كل ذلك، يجب أن يعتمد على وضع إستراتيجية ترصد طرق ووسائل عصرية جديدة، بالاستناد على أساس الكفاءة القائمة على الذكاء، وتقدير العمل لضمان الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية من خلال استراتيجيات مبتكرة جديدة، بالإضافة إلى تكثيف الإنتاج والإنتاجية بطريقة مستدامة من طرف مزارعينا، ولاسيما في الزراعة المنتجة للغذاء (المعاشية)، من خلال تعزيز المعرفة المحلية، أما بالنسبة للمستهلكين، فينبغي عليهم تكييف عاداتهم الغذائية وتقاليدهم وأنماط عيشهم مع سياق هذه الأهداف لتعزيز ظهور مجتمع هو بالتأكيد مستهلك، ولكنه قبل كل شيء مسؤول.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024