سلوكات تسوّق سلبية تكرّس المضاربة

إقبال غير عقلاني وجشع بولاية بومرداس

بومرداس.:ز/ كمال

تتكرس من يوم إلى آخر أزمة غياب الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن الجزائري التي تغذي واقع الممارسات التجارية بولاية بومرداس، وأعطت فرصة من ذهب للتجار للتلاعب بأسعار مختلف السلع والمواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية التي عرفت إقبالا كبيرا عليها من قبل العائلات، عشية استقبال شهر رمضان الفضيل، وبالتالي لا ننتظر انفراجا قريبا في ظل توسع الظاهرة التي فتحت الباب لكل أشكال المضاربة.

إذا كانت تجاوزات بعض التجار فيما يتعلق بالأسعار أو احتكار السلع الغذائية ذات الاستهلاك الواسع يمكن محاربتها وردعها عن طريق القانون والغرامات، فإنّ سلوك المستهلك السلبي وحالة الاندفاع اللاوعي نحو اقتناء مختلف المواد حتى بدون الحاجة إليها، لا يمكن معالجته بين عشية وضحاها يعلق بعض المواطنين الذين «عبروا عن سخطهم فعلا من حالة الإقبال الجشع على المحلات التجارية عشية رمضان، والأدهى أنّها لم تقتصر فقط على المواد الغذائية والخضروات بل غزت حتى محلات بيع الأواني المنزلية في مشهد أرعب أرباب الأسر المعوزة ومتدنية الدخل.
هذه الظاهرة السلبية التي ساهمت بشكل أساسي في دعم وتغطية تجاوزات التجار والمضاربين الذين فهموا فعلا استراتيجية التحكم في عقول وغريزة المستهلك الجزائري التي تهيمن عليه العاطفة، حب المظاهر والتمظهر، تقليد وإتباع ما يشاهده أمام عينيه من سلوكات، إلى درجة قيام البعض بالوقوف في طوابير طويلة أحيانا دون دراية عن السبب، وهل فعلا هو محتاج لهذه السلعة أو الخدمة من دونها، وكلها عقبات ومعوقات ذهنية أفشلت كل مخططات وحملات التوعية والتحسيس التي تقوم بها جمعيات حماية المستهلك لانتشال المواطن من هذه الوضعية تحريره من قبضة متسلطي النشاط التجاري.
أمس وأول أمس، وخلال جولة استطلاعية لعدد من البلديات بولاية بومرداس، كان المشهد نفسه في كل المحلات التجارية، إقبال كبير على شراء المواد الغذائية والخضروات وحتى التوابل والفواكه المجففة كالزبيب الذي يبدأ سعره من 1000 دينار، المشمش 2400دينار و2500 دينار بالنسبة للأناناس، تكدس كبير داخل محلات بيع الأواني المنزلية لتجديد الأطقم بالمطابخ كتقليد جديد أثقل كاهل العائلات، رفوف وصناديق فارغة، أسعار لم تعد تناقش بين الزبون والمستهلك، طوابير هنا على مادة الحليب أخرى هناك تنتظر قدوم شاحنة زيت المائدة إن وجدت.
كما سجلت أسعار اللحوم البيضاء قفزة نوعية خلال يومين تعدى 450 دينار في القصابات و320 دينار لدى الباعة الناشطين في محلات منتشرة عبر الطرقات أغلبها غير مراقبة ولا تخضع لشروط النظافة، وهذا عكس ما تم الترويج له سابقا من قبل مصالح التجارة بدعم السوق الاستهلاكية للحفاظ على استقرار الأسعار، في حين، لم يعد المواطن يناقش أسعار اللحوم الحمراء التي يبدأ سعرها من 1500 دينار، وبالتالي يبقى المواطن رهينة كل هذه الظروف مجتمعة على أمل تحسن الوضعية بعد امتصاص صدمة اليوم الأول من بداية شهر الرحمة كمدلول وفكرة تكرست في الذهن دون أن تلامس الواقع اليومي.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024