إجراءات مخففة وتوافد غير مسبوق على المصالح الطبية
تشهد أغلب المؤسسات الاستشفائية عودة للنشاط واستقرارا ملحوظا لأوّل مرّة، منذ أكثر من سنتين، نظرا لتسجيل تراجع محسوس في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا والتي بلغت أدنى مستوى، منذ ظهور الجائحة، مما جعل المواطنين يتوافدون بشكل غير مسبوق على جميع المصالح الصحية مع استئناف الأنشطة الطبية والجراحية والفحوصات العادية وتجاوز مرحلة الخطر.
دخلت المراكز الاستشفائية في هدنة لم تعرفها من قبل على غرار المستشفى الجامعي مصطفى باشا ومستشفى بني مسوس، بعد تخطي الضغط والحالة المقلقة التي لازمت الهياكل الصحية في الموجات السابقة وخلفت أعداد هائلة من الإصابات والوفيات.
وأخذت القيود والإجراءات التي كانت مفروضة في التراجع بتخلي أغلب زوار المستشفى عن ارتداء الأقنعة ودخولهم للمصالح الطبية بأريحية دون الزامهم باحترام البروتوكول الوقائي وتسجيل تراخ كبير من قبل ادارة المستشفيات في اعتماد التدابير الصحية المرتبطة بالوقاية من فيروس كورونا، بعد أن كانت لديها قواعد صارمة فيما يتعلق بالأقنعة واحترام مسافة التباعد الجسدي للحد من انتشار وتفشي الفيروس.
عادت الحركة مرة أخرى إلى المصالح الاستشفائية التي توقفت سابقا بسبب التصاعد المقلق للوضع الوبائي وخوف المرضى المصابين بأمراض أخرى من التوجه إلى المستشفيات لتجنب التقاط عدوى الفيروس، إذ تعطلت الخدمات الصحية وتأجلت الفحوصات والعمليات الجراحية الاستعجالية مع تدهور الوضع الوبائي قبل أن تستأنف جميع النشاطات الطبية بشكل تام حتى يتمكن كافة المرضى من تلقي العلاج والتكفل بحالاتهم المرضية بالاضافة الى أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي والمصابين بأمراض القلب من خلال الاستفادة من الفحوصات العادية والمتابعة الصحية المجانية، وكذا تمكين مرتادي المستشفيات من تكملة علاجهم وإجراء الكشف اليومي، بالإضافة إلى ضمان أحسن تكفل بمرضى السرطان.
وتنفس عمال الصحة من أطقم طبية وشبه طبية الصعداء بعد انخفاض عدد حالات الاستشفاء بسبب فيروس كورونا وبلوغها أدنى مستوى، منذ بداية الجائحة، مع السيطرة التامة على الوضع على مستوى المصالح الطبية، ما مكنهم من استعادة قواهم من جديد بعد المعاناة الطويلة التي عاشها الأطباء والممرضون في مواجهة الوباء والتكفل بجميع المرضى، خاصة في الموجة الأخيرة التي تسببت في إصابة عدد كبير من مستخدمي الصحة بالفيروس واستمرارهم في العمل رغم كثرة الإصابات نظرا لحدة الضغط وحجم العمل في ظل التزايد المتسارع لعدد الحالات المتوافدة على المؤسسات الاستشفائية.
ويعتقد مختصون في الطب الوقائي وعلم الأوبئة أن جميع المؤشرات تنبئ بقرب الخروج النهائي من الجائحة والتي تؤكدها الأرقام الأخيرة المسجلة، واصفين الوضعية الصحية التي تعيشها الجزائر حاليا بالاستثنائية، منذ بداية انتشار الفيروس، ولكن بما أن فيروس كورونا لا يزال موجودا، فإنه من الضروري الاستمرار في اتخاذ مزيدا من اليقظة والحذر ومواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية لتفادي مخاطر موجات أخرى مستقبلا.