قال الدكتور بقاط بركاني عضو اللجنة الوطنية لمتابعة فيروس كورونا في حديث لـ «الشعب»، إنّ احتمالية تمدد الموجة الجديدة من وباء كورونا التي تشهدها أوروبا لتمس الجزائر ممكنة، مشيرا إلى أنّ مستقبل كورونا مازال غامضا وغير معروف، بالرغم من أن المتحورات الجديدة ليست خطيرة.
أكّد الدكتور بقاط أنّ المتحوّر «ب ا 2 « ليس خطيرا، وإن كانت حالات الإصابة بالمتحوّر كبيرة، إلا أن عدد الحالات الاستشفائية منخفض وهذا أمر إيجابي ويبعث على التفاؤل، والأمل بأن تجعل المتحورات الجديدة الفيروس في أي موجة قادمة كأي فيروس تنفّسي عادي، تصاحبه أعراض خفيفة مشابهة لأعراض الأنفلونزا الموسمية أو أقل خطورة منها.
وبالنسبة للوضع الوبائي في الجزائر، ذكر الدكتور بقاط بركاني أنّ هناك بعض الايجابيات، خاصة أن الكثير من المواطنين خلال الموجة الأخيرة أصيبوا بمتحور أوميكرون، لذلك فإنّ هناك نوع من المناعة الجماعية الطبيعية، وهذا من شأنه تعزيز المناعة للتصدي بشكل أفضل لموجات أخرى، بالإضافة إلى ثقافة الالتزام بالوسائل الوقائية التي تبقى ضرورية في كل المراحل. ومع ذلك أشار الدكتور بقاط إلى أن التغطية باللقاح مازالت غير كافية، حيث تقدّر بحوالي 30 في المائة وهي نسبة قليلة حسبه، وبعيدة عن المطلوب.
وقال مستطردا، «كل ما يمكن تأكيده أنّنا أخذنا دروسا من الموجات الأخيرة، لذا لابد من جاهزية واستعداد المستشفيات والمؤسسات الصحية، وتحضير وإعداد المخططات الاستعجالية، وضمان توفر مخزون الأكسجين الطبي، وكذلك الأطقم الطبية التي يجب أن تقوم بدورها، وتكون على جاهزية تامة في أي لحظة لمواجهة أي موجة محتملة».
وفي سياق متصل، قال الدكتور بقاط إنّه لا يمكن على الإطلاق توقع مستقبل الوباء، هذا الفيروس «اللغز» كما وصفه، وقدّم بهذا الصدد مثالا عن الصين التي ظلت محافظة لفترة طويلة على معدل 0 حالة وفاة بسبب كوفيد، وعادت مؤخرا لتسجّل حالات من جديد رغم أن نسبة التلقيح متقدمة، وبلغت 90 في المائة.
وعن الوضع في أوروبا، اعتبر أنّ هناك تكيف مع الوباء، بالرغم من أن معدل الحالات اليومية كبير في عدد من الدول الأوروبية، إلا أنها ليست خطيرة وغير مؤثرة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فالحياة تسير بصفة عادية لأن هذه الدول وفرت ميكانيزمات لتلقيح جميع المواطنين، مشيرا إلى أنّ بعض هذه الدول اليوم تسير نحو تخفيف الإجراءات في الفضاءات الكبيرة، والإبقاء على ارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن المغلقة والمزدحمة وفي الحافلات والطائرات.
كما اعتبر الدكتور بقاط بركاني، أنّ المحافظة على درجة من اليقظة والحذر ومتابعة تطورات الوضع الوبائي على المستوى العالمي ضرورية في المرحلة الحالية في الجزائر، مؤكّدا ضرورة الإبقاء على الوسائل الوقائية في شهر رمضان المعظم، ونحن مقبلين على شهر العبادات الذي تتوافد فيه الناس على المساجد لأداء صلاة التراويح، وذكر بأنه يجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة واحترام قواعد التباعد مع إجبارية لبس الأقنعة الواقية، هذه التدابير الاحتياطية هي التي ستحفظ الجميع من أي مكروه.
من جانب آخر، قال إنّ الوكالة الوطنية للأمن الصحي التي نصبت من طرف رئيس الجمهورية، يجب أن تؤدّي دورها لإعداد مخططات من مستوى أول وثان وثالث لمواجهة أي جائحة، وفي حالة تصاعد الحالات لا بد من ردود فعل سريعة، والتكيف من طرف الهيئات المعنية محليا ووطنيا لمواجهة أي خطر محتمل.