تم، أمس الإثنين، بالجزائر العاصمة، التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، ترمي إلى «تطوير استعمال الطاقات المتجددة» عبر مختلف مرافق التعليم القرآني والهياكل الدينية بالجزائر.
تهدف الاتفاقية، التي تمّ التوقيع عليها من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، ووزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بن عتو زيان، إلى «تطوير استعمال الطاقة المتجددة عبر مختلف مرافق التعليم القرآني من مدارس قرآنية وزوايا ومعاهد التكوين المتخصص، إضافة إلى المساجد وكذا المراكز الثقافية الإسلامية عبر جميع ولايات الوطن».
وأكّد السيد بلمهدي في هذا الخصوص أنّ «تعميم استعمال هذا النمط الطاقوي بهياكل القطاع ليس بالأمر الجديد، وهو يعكس توجّه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للاندماج في مخطط عمل الحكومة وتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامي الى تعميم استغلال وتوسيع استعمالات الطاقات المتجددة في كافة المجالات».
وذكر الوزير بأنّه «وخلال إعداد ملف نمطية بناء المساجد، تمّ إدراج العديد من النقاط مع مختلف القطاعات، من بينها مراعاة استعمال آليات توفير الطاقة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة».
واعتبر ذات المسؤول أنّ «تزويد المساجد بالمصابيح الإقتصادية والترويج للطاقات المتجدّدة، لاسيما مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، سيرافقه حملة تحسيسية لفائدة المواطنين للتوجه نحو هذا النمط من استغلال الطاقة»، مؤكدا أنّ «الخطاب الديني والمسجدي يساهم في بث ثقافة الاقتصاد، وينشر الوعي بعدم جواز الإسراف والتبذير».
من جهته، ذكر السيد بن عتو أنّ وزارته «تعمل بطريقة أفقية مع كثير من القطاعات، والاتفاقية الموقّع عليها، أمس، مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تأتي بعد تجربة المسجد الأخضر بمدينة سيدي عبد الله بالجزائر العاصمة، وتكمن أهميتها في وضع خطة عمل ترمي إلى توعية وتحسيس المواطنين بضرورة عدم الإسراف والتبذير في استهلاك الطاقة».
وأضاف أنّ ذات الاتفاقية جاءت أيضا لـ «وضع أرضية للتنسيق والتعريف بميكانيزمات التعاون بين القطاعين وتعزيز استعمالات الطاقة المتجددة، والتي تدخل ضمن التزامات رئيس الجمهورية، وكذا استعمال الأجهزة الأقل استهلاكا للطاقة، والتوجه نحو تكوين إطارات قطاع الشؤون الدينية في مجال الطاقة المتجددة».
كما أشار الوزير إلى أنّ «توقيع هذا الاتفاقية يأتي في مرحلة هامة، في مجال الاستهلاك الطاقوي، حيث يشهد العالم نفاذ الوقود الاحفوري اليوم وما يرافقه من تغيرات مناخية تدفع إلى التوجه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة».
وتحدّث السيد بن عتو في ذات السياق عن «انطلاق عملية تعميم استعمال الطاقات المتجددة عبر مساجد الوطن بما فيها المتواجدة بالمناطق النائية»، مؤكّدا أنّ «الاتفاقية الموقّع عليها تشمل جانب الإنارة الذكية، والمعدّات التي تستهلك الطاقة بدرجة أقل».