أعراض كوفيد تستمر من 2 إلى 6 أشهر
أكّد الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، أن المؤشرات الوبائية توحي أنّنا نعيش استقرارا وبائيا وتراجعا في وتيرة كوفيد وليس نهاية الجائحة، مشيرا إلى إمكانية حدوث موجة خامسة بسبب ثلاثة مؤشرات علمية، تتعلق بسرعة الفيروس وتحوره، وبضعف عملية التلقيح بالمقارنة مع الدول التي حققت المناعة الجماعية ورفعت القيود، وكذا انتشار الفيروس وتسجيل 11مليون إصابة عالميا، في ظرف أسبوع.
أوضح الدكتور محمد ملهاق، الباحث في علم الفيروسات في تصريح لـ «الشعب»، أن كل المعطيات الموجودة توحي بنهاية الموجة الرابعة وليس زوال الجائحة، وتسجيل أقل من 100 إصابة مؤشر إيجابي يبعث على الاطمئنان، لكن تسجيل حالة وفاة واحدة مؤشر خطير يشكل هاجسا للسلطات العمومية والصحية وكذا المختصين، لأنه دليل على وجود الفيروس وتحوره.
وقال إن تخفيف القيود لضرورة التعايش مع الفيروس، الاستثناء في ظل احترام التدابير الوقائية الممثلة في التلقيح، مؤكدا غياب دلائل علمية تثبت وصول الجزائر إلى المناعة الجماعية، أما الاستقرار الذي تعيشه بعض الدول التي رفعت القيود، فهو ناتج عن بلوغ المناعة الجماعية عن طريق التلقيح، في حين تعيش دول أخرى جنوب شرق آسيا انتشار الفيروس بنسب كبيرة وصلت إلى 11 مليون إصابة و43 حالة وفاة، أي 6 آلاف حالة يومية، في ظرف 7 أيام.
وحسب الباحث في علم الفيروسات، فإن التراجع والاستقرار الذي تعيشه الجزائر لم نشهده في الموجات السابقة، وهذا مؤشر إيجابي، لكن هذا لا يمنع من حدوث موجات أخرى لأن الفيروس مازال يحدث طفرات ومتحورات «أوميكرون» هي المسيطرة عالميا، بالإضافة إلى ضعف وتيرة التلقيح والتراخي في تطبيق البروتوكولات الصحية.
ودعا الدكتور إلى التعامل بجدية وحذر مع الفيروس، موضحا بخصوص تخفيف القيود الصحية، أن اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة تفشي وباء كورونا هي من تقرر، وتتجه نحو تخفيف القيود المفروضة وذلك بناء على توصياتها، التي سبق لها وأن أكدت بأن الوضع الصحي في البلاد حاليا في استقرار بعد تسجيل تراجع في حالات الإصابات بكوفيد 19، وبالتالي فإن الضرورة الاجتماعية تستوجب التعايش، مع الوباء مع احترام الاجراءات الاحترازية.
وبخصوص الأعراض المتلازمة ما بعد كوفيد، أفاد ملهاق أن الملاحظات الأولية أكدت وجود أعراض كثيرة بعد الإصابة، قد تستغرق من شهرين الى ستة أشهر من التعب الإرهاق، صعوبة في التنفس، السعال، ألم المفاصل، ألم الصدر، مشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم، ألم في العضلات أو الصداع، ضربات القلب السريعة أو القوية بالرغم من عدم وجود مرض في القلب، حيث أكدت الدراسات المسحية أن بعضها قد تتحول إلى امراض مزمنة في حال غياب المتابعة الطبية.
وأكّد في سياق متصل، أنّ هناك دراسات جديدة تجرى حاليا لمعرفة وجود أمراض مزمنة أو طويلة الأمد للمصاب بكوفيد بعد شفائه، حتى لو لم تكن أعراضا مرضية شديدة، حيث أنه وفي الوقت الذي يستعد فيه المواطنون للتعايش مع الوباء بعد استقرار الوضع الصحي، يتخوف كثيرون أن تطالهم أعراض الوباء، خاصة الذين لم يأخذوا بعد جرعتي اللقاح.
وعن أسباب كوفيد طويل الأمد، أكدت الدراسات أن العدوى عند بعض الأشخاص تكون سريعة أكثر من اللازم، فلا يهاجم الفيروس فقط، بل يتعدى ذلك إلى مهاجمة أنسجة الجسم كله، وهذا يمكن أن يحدث مع الأشخاص الذين تكون استجابة جهاز المناعة لديهم قوية جدا، ومن هذا المنطلق شدد على العناية الطبية للمتعافين الذين لازمتهم الأعراض لتفادي تعقيدات صحية.