تحي الجزائر اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، المصادف لهذا الأثنين 14 مارس، هذه الفئة التي تبوأ العديد من أفرادها مكانة هامة علميا ومهنيا في كثير من الميادين. فيما تسعى الدولة إلى تمكين هذه الشريحة من حقوقها، سعيا لتعزيز الاهتمام بها عبر خطوات، منها ما تحققت فعليا وأخرى يُنتظر أن تجسد على أرض الواقع.
لعل من بين أبرز الخطوات الإيجابية التي حظيت بها هذه الفئة، هو الرفع من قيمة منحة ذوي الاحتياجات الخاصة والموجهة لفئة المعاقين بنسبة 100٪. ومع ذلك، فإن عدة تحديات أخرى تُرفع للاهتمام وتحسين واقع هذه الفئة.
بهذا الصدد، يشير رئيس جمعية «صابرينال» لذوي الاحتياجات الخاصة بورقلة محمد مداني عطوات، إلى وجود ترسانة من القوانين إلا أنها غير سارية المفعول. كما أن بعض القوانين التي نص عليها المشرّع الجزائري قديمة ولم تشهد تحيينا ولا تتماشى مع التغيرات.
وقال المتحدث، إن هناك نوايا ولكنها تفتقد لآليات التطبيق الفعلي. فالدولة من جانبها تسعى لتحسين واقع هذه الفئة ولكن يجب أن تترافق هذه المساعي بتطبيق محلي عبر الولايات لتأكيد نجاعة الإجراءات.
ويُعتبر، من جهة أخرى، إدماج هذه الفئة وفتح آفاق العمل، أحد أبرز الانشغالات المطروحة، مؤكدا أن عدم تطبيق آليات التوظيف والدمج الموجودة لهذه الفئة، يعود إلى أن الكثير من أفراد المجتمع ينظر إلى المعاق على أنه عبء على المجتمع أو بمنظور شفقة، لذلك لابد من إدراج قوانين للتكفل بدمج وتوظيف هذه الفئة خاصة في عالم الشغل.
إنشاء مدرسة عليا للغة الإشارة
وعن ظروف التمدرس، أكد رئيس جمعية «صابرينال»، أن المدارس العادية أغلبها غير مكيفة مع هذه الفئة، مشيرا إلى ضرورة استيعاب هذه الفئة في المدارس ومراعاة ظروفها في اختيار الأقسام، بالإضافة إلى تعزيز حقها في التمدرس وتحسين مستواها.
في نفس السياق، ثمن مبادرة إنشاء مدرسة عليا للغة الإشارة وذكر بأن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تنتظر تجسيد هذا المشروع فعليا لما له من فائدة كبيرة.
أما عن رفع القيمة الجزافية للتضامن بالنسبة للمعاقين التي يستفيد منها من نسبة إعاقتهم 100٪ وإن كانت مبادرة حسنة إلا أن قيمة 10 آلاف دج تبقى غير كافية لتلبية احتياجات هذه الفئة، كما ذكر. ودعا أيضا، إلى رفع العراقيل عن هذه الفئة للاستفادة مما توفره أجهزة الدعم وتمكينهم من إنشاء مشاريعهم، خاصة بالنسبة للأفراد المعاقين بصريا.
تحيين منحة المعاقين ضرورة
من جانبه اعتبر رئيس جمعية «أجيال المحبة لرعاية اليتامى والأرامل والمعاقين» عبد النور حلالي، أن منحة المعاقين في حاجة إلى تحيين وإعادة النظر فيها من عدة نواحي، مشيرا إلى أن فرص التوظيف لهذه الفئة جد قليلة، مما يعني أن معاناتها مضاعفة. وتطرق المتحدث إلى أن الاهتمام بهذه الفئة واجب من ناحية الدولة وحتى جمعيات المجتمع المدني وبمشاركة أفراد المجتمع. وبهذا الصدد ذكر رئيس الجمعية، أن الكثير من المعاقين في حاجة إلى الكراسي المتحركة الكهربائية والطلب عليها كبير، لكنها غير متوفرة.
تجدر الإشارة إلى أن إحياء اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة والاحتفاء بهذه الفئة في عدة مناسبات يحظى بالاهتمام الواسع. ومن بين المبادرات التي شهدتها ولاية ورقلة خلال هذه الفترة، توزيع الصندوق الوطني للتقاعد، وكالة ورقلة، كراسي متحركة ولوازم طبية لفائدة متقاعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي مبادرة استفاد منها عدد من المتقاعدين الذين تمت دراسة ملفاتهم من قبل المساعدة الاجتماعية المكلفة على مستوى الوكالة.
من جهتها نظمت شرطة ورقلة زيارة خاصة إلى المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بورقلة، في إطار الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة.