حالات استشفاء لمرضى يعانون من أعراض ما بعد الاصابة
أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بير طرارية ورئيس وحدة كوفيد البروفيسور عمار طوايبية، أن آخر الأرقام المسجلة بخصوص عدد الإصابات بفيروس كورونا وتسجيل صفر حالة وفاة منذ عامين من انتشار الجائحة في الجزائر، تعد مؤشرا إيجابيا عن استقرار الوضع الوبائي وإمكانية زوال الوباء نهائيا.
قال البروفيسور طوايبية في تصريح لـ»الشعب «، إن أعداد الإصابات بفيروس كورونا تراجعت هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياتها وللمرة الأولى يتمّ تسجيل هذه المعدلات المنخفضة منذ بداية الجائحة، ما يؤكد بأن الوضع الوبائي تحت السيطرة، مشيرا إلى عدم استقبال أي حالة جديدة بمصلحة كوفيد بمستشفى بئر طرارية وحالات الاستشفاء المتواجدة حاليا بالمصلحة، خاصة بالمرضى الذين أصيبوا بالفيروس من قبل وظهرت لديهم مضاعفات ما بعد الاصابة.
وأضاف رئيس مصلحة الطب الداخلي، أنه لا يمكن تأكيد بلوغ مناعة جماعية بعد ظهور المتغير أوميكرون الذي يتميز بسرعة الانتشار على ضوء غياب إحصائيات رسمية وعدم وجود دراسات علمية على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن عدد الإصابات المعلن عنها لا تعكس الواقع نظرا لنقص وسائل التشخيص وفحوصات «بي سي آر « التي تعد التقنية الأكثر نجاعة في الكشف عن الاصابة بالفيروس والوحيدة التي تأخد بعين الاعتبار في احصاء عدد الإصابات المسجلة يوميا.
وبخصوص توقّع موعد التخلص من تطبيق التدابير الوقائية بعد تحسن الحالة الوبائية، أجاب البروفيسور أنها قرارات تتخذها السلطات العليا مع الأخذ بآراء اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، موضحا أن الحيطة مطلوبة بالرغم من تراجع منحنى الإصابات بشكل غير مسبوق، خاصة وأن الفيروس كشف منذ بداية انتشاره عن عدة مفاجآت وتسبب في ظهور متغيرات جديدة، ويتطلب الأمر الانتظار والترقب قبل التخلص من ارتداء الكمامة والتوقف عن اتباع الاجراءات الوقائية.
جلطة الشريان الرئوي.. الأكثر خطورة
وفيما يتعلّق بالمشاكل الصحية التي يتسبب فيها كوفيد وكيفية التكفل بها، أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية أن الأطباء يسهرون على متابعة الأشخاص الذين تستمر لديهم الأعراض بعد الشفاء من الفيروس وتظهر عليهم أعراض متعددة كالإرهاق المزمن وصداع في الرأس ومشاكل في الاوعية الدموية والسكري.
وأشار إلى أن نفس أعراض الاصابة بكوفيد تظهر بعد شهر على بعض المرضى وحالات أخرى تعاني من اختفاء مؤقت للأعراض وظهورها مجددا بعد فترة.
في ذات السياق قال البروفيسور طوايبية، إن التكفل بحالات الكوفيد طويلة الأمد يتمّ باجراء تشخيص دقيق ومستمر لحالة المريض والتأكد من عدم إصابته بمرض آخر قد يكون السبب في تلك الاعراض، موازاة مع العمل على البحث عما إذا كان مصابا من قبل بالسكري أو جلطة دموية على مستوى الرجل للبحث عن أسباب الجلطة وإذا كان الشخص يعاني من إرهاق شديد، يوصي الأطباء بتحاليل للتأكد من عدم وجود نقص الدم والفيتامينات وإذا تمّ التأكد من عدم ارتباط هذه الأعراض بأمراض أخرى، يمكن القول إنها ناتجة عن الإصابة بكوفيد.
وأضاف أن بعض أعراض ما بعد كوفيد ستزول مع مرور الوقت ولا داعي للقلق لأنه يؤثر سلبا على الحالة النفسية للمريض ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة موضحا أن التعامل مع مثل هذه الحالات تتطلّب صبرا وتواصلا مستمرا مع المريض لمعرفة ما يعاني منه.
وكشف البروفيسور عن أكثر الأعراض ما بعد كوفيد خطورة التي تمّ تسجيلها منذ بداية استقبال المرضى في المصلحة موضحا أن بعض المصابين بكوفيد تعرضوا لجلطة في الشريان الرئوي والتكفل بهذه الحالات كان صعبا، ويتطلب العلاج في الوقت المناسب قبل تدهور الحالة الصحية للمريض لتجنب مضاعفات الجلطة، مشيرا إلى أن جميع الفئات معرضة للإصابة بأعراض ما بعد كوفيد ولا يقتصر الأمر على الأشخاص المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة والسرطان.