الملتقى السنوي للشيخ العلامة مبارك الميلي

هذه ميزات المدرسة الأشعرية لصون وحدة الأمة

تعد الوسطية والاعتدال من أهم الخصائص التي تحلت بها المدرسة الأشعرية لصون وحفظ وحدة الأمة الإسلامية، بحسب ما أكده مشاركون، أمس الثلاثاء، بميلة، في الملتقى السنوي للشيخ العلامة مبارك الميلي (1889-1945) والذي تمحور حول “الأشعرية وجهودهم العلمية والإصلاحية”.
قال الدكتور بجامعة باتنة، لعمري مرزوق، في مداخلة قدمها في هذا اللقاء، الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بدار الثقافة مبارك الميلي، بالتنسيق مع شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بميلة، والتي عنونها: “دور التراث العقدي الأشعري في وحدة الأمة”، إن ما تركه علماء الأشعرية منذ نشأتها على يد أبي الحسن الأشعري إلى اليوم “يشدد على أن الاعتدال والوسطية من أهم الخصائص التي يجب التحلي بها في الخطاب الدعوي وتناول مختلف القضايا”.
وأضاف، أن ما ناقشته الأشعرية من خلال فكر علمائها، تناول مختلف الأبواب العقدية وساهم في “تفعيل” الدرس العقدي في العديد من المؤسسات الدينية، لأن التراث الأشعري، كما قال، “كرس الوحدة العلمية والتعليمية إلى جانب الوحدة السياسية لإفراز وحدة الأمة الإسلامية”.
من جهته، أبرز نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عمار طالبي، أن الأشعرية ركزت على قضية التوحيد، لأنها “هي ما يجمع المسلمين وإن تكاثرت المدارس الفكرية الاجتهادية” وذلك ما يفضي إلى نبذ التفريق أو التضليل الذي يدعو إلى تكفير الآخرين وانقسام المسلمين.
وقد عُرف عن أبي الحسن الأشعري، كما أضاف الدكتور طالبي، رفضه لتكفير الناس بسبب فكرهم، لأن فيه فرقة المسلمين وتشويه لصورة الإسلام.
من جانبه، تطرق الدكتور بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، سعيد عليوان، إلى جهود أحد العلماء الأشعريين الجزائريين وهو الإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (1426-1490) الذي عمل على نشر وتثبيت الأشعرية في العالم الإسلامي، من خلال ما قدمه من مؤلفات، منها 17 كتابا حول موضوع التوحيد.
وذكر كذلك، ابتكار هذا الإمام لمنهج تربوي يقوم على دراسة نفسية المتمدرس والإلمام بقدراته واختيار الوقت المناسب لتقديم المادة العلمية، مع تمكين المعلمين من تربصات لتطوير قدراتهم ومعارفهم بغية توجيه الدارس لاستخدام العقل والمنطق والتحليل، ما يمكنه من التمييز بين الحجج والأكاذيب وذلك ما جعل من أثر هذا العالم ينتشر عبر العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن كتبه ما تزال تدرس إلى اليوم.
وقد اختتمت أشغال هذا الملتقى بمناقشة ما تناولته مداخلات الأساتذة المشاركين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024