قال البروفيسور رشيد بلحاج مدير الشؤون الطبية وشبه الطبية ورئيس مصلحة كوفيد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إنّ الجزائر تسير الآن نحو نهاية الموجة الرابعة من فيروس كورونا، التي كانت أقل خطورة من سابقتها، مشيرا أنّ المعطيات الدولية والمحلية تؤكد أنّ أوميكرون فقد قوّته، لكن حدوث موجة أخرى احتمال وارد، يبقى بعيد الأمد.
أفاد البروفيسور بلحاج أنّ المؤشرات الوبائية تؤكد أنّ المتحور الفرعي «أوميكرون «فقد حيويته وقدرته على الاستمرار في العديد من دول العالم، حيث أثبتت التجارب أنّ نشاط الفيروس أصبح يتلاشى تدريجيا، ممّا جعل بعض الدول تتخلى عن الجواز الصحي، مشيرا أنّ موجات كورونا تحدث عالميا قبل أن تنتقل محليا، والجزائر تعيش نفس الوضع الصحي بفارق زمني يصل إلى شهرين تقريبا.
وأضاف المتحدث في تحليله للوضع الوبائي، أنّ المعطيات تقول بوجود انخفاض ملحوظ ومستمر في عدد الإصابات، الطلب على الأسرة، وكذا نقص المصابين في أوساط السلك الطبي، مؤكدا أنّ المؤشرات تتشابه مع نهاية الموجات السابقة والحديث عن نهاية الجائحة سابق لأوانه، موضحا أنّ الأمر يحتاج إلى مراقبة على مرحلتين، الثلاث أشهر الأولى يجب تسجيل صفر حالة والثانية صفر حالة، حتى نقول نهاية الوباء.
لم يستبعد البروفيسور بلحاج، إمكانية ظهور متحورات جديدة خلال الأيام المقبلة، وهذا بالنظر إلى الطفرات التي يحدثها الفيروس الأصلي دوريا، موضحا أنّ منظمة الصحة العالمية حذرت من الفيروس المسمى أوميكرون الذي تبيّن أنه يمكن أن ينتج عنه حوالي 30 فيروس متحور آخر، بالنظر الى ارتفاع نسب العدوى به مقارنة بباقي المتحورات الأخرى، مشيرا أنّه كلما ازداد التفشي بالفيروس ظهرت فروع جديدة.
قال بلحاج، بالنظر إلى الخبرة المكتسبة في مواجهة الوباء، فإنّ المعطيات العلمية للموجة الرابعة لا تتشابه والأزمات الصحية السابقة التي عاشتها بلادنا،على اعتبار أنّ أغلب الموجات حدثت في دول أوروبية وانتقلت إلى بلادنا، وبما أنّ الموجة الخامسة لم تظهر بوادرها في أيّ دولة من العالم، فإنّ إمكانية الذهاب إليها يبقى احتمال غير مؤكد علميا.
وصرح، في سياق موصول، أنّ المعطيات المحلية تتحكم في الوضع الصحي والخبراء في حالة ترقب، منذ أسبوعين، مشيرا أنّ «أوميكرون» متحوّر سريع الانتشار، وحالة التراخي بتجاهل التدابير الوقائية من انتشار العدوى، قد تعجّل احتمال حدوث موجة أخرى، خاصة وأنّ الكثير من المواطنين يتنقلون وينشرون العدوى دون أيّ إجراء احترازي، لكن تبقى غير مؤكدة.
بخصوص أعراض» اوميكرون» بعد المرض، صرح البروفيسور أنّ معظم المصابين بعدوى أوميكرون لا يعانون أعراضا شديدة، ويتحسّنون بسرعة نسبيا، لكنّ عددا كبيرا من المرضى ظلوا يعانون من أعراض طويلة الأمد بعد شفائهم قد تستمر شهرا أو أكثر، حتى لو لم تكن أعراضا شديدة، حيث تشمل أعراض جسدية، ألم المفاصل، وأوجاع الظهر، أعراض تنفسية وتشمل المصابين بالمتحور» دلتا «، وأعراض نفسية وبسيكولوجية سببها الهلع والخوف من المرض، مشيرا أنّ ظهور موجات أخرى يلعب على العامل النفسي للمريض.
وأكد مدير الشؤون الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، البروفيسور رشيد بلحاج، أنّ الوباء عالمي والمعطيات العلمية تستقى عالميا قبل أن تكون محلية، غير أنّها تأخذ بعين الاعتبار بعض المتغيّرات الجديدة التي تظهر، والجزائر كغيرها من دول العالم تترقب ما يحدث دوليا، لذلك فإنّ الوباء انخفض عالميا، غير أنّ البؤر ماتزال موجودة، ممّا يجعل إمكانية حدوث موجات أخرى، أمر محتّم.