إجماع حول الظروف العادية والجيّدة لسير الانتخابات: 

التجاوزات المسجلة معزولة ولم تؤثر على الاستحقاقات

استطلاع: سعاد بوعبوش

أجمعت أحزاب مشاركة في الانتخابات المحلية المسبقة المنظمة، أول أمس، السبت، على الظروف العادية والهادئة التي جرت فيها الاستحقاقات، ماعدا بعض التحفظات عن تجاوزات تم وصفها بـ «المعزولة « والمسجلة هنا وهناك سواء تعلقت بأسباب تقنية بحتة أو ناتجة عن سلوكات بعض ممثلي المترشحين، إلا أنها لم تؤثر في سريانها، في انتظار ما ستكشف عنه عملية فرز النتائج التي تبقى - بحسبهم- المرحلة الحاسمة.


تحوّلت المداومات المركزية لبعض الأحزاب بالعاصمة، بمناسبة الانتخابات المحلية المسبقة إلى خلايا نحل، لا يتوقف نشاطها إلا بإعلان النتائج، وتنقلت «الشعب»  الى تلك المواقع حيث رصدت مواقف الاحزاب في تصريحات مقتضبة، حول سير العملية الانتحابية ومتابعتهم لها منذ البداية بمقراتهم، وبالمداومات وبخلايا المتابعة واتصال من خلال ممثليها الموزعين على مختلف مراكز الاقتراع عبر الوطن.
 الأفلان: رهان على فوز مستحق
أكد نذير بولقرون مدير الديوان والمكلف بالإعلام على مستوى الأفلان أن العملية الانتخابية ليوم 27 نوفمبر تميزت بأجواء عادية تخلّلتها بعض التجاوزات من أحزاب منافسة، وقد قام الحزب بالتبليغ عنها للجهات المعنية، مشيرا أن عملية المتابعة لسير العملية الانتخابية كانت من خلال مداومة مركزية بالإضافة إلى فتح مداومات محلية.
وأوضح بولقرون أن مشاركة الحزب في هذه المحليات جاءت لثلاثة اعتبارات تتعلق بإنجاح الانتخابات لاستكمال البناء المؤسساتي بعد الرئاسيات واستفتاء الدستور والتشريعيات، بالإضافة إلى سد الباب نهائيا أمام دعاة المراحل الانتقالية، فالانتخابات هي التي توصل إلى الحكم عبر صندوق الاقتراع، وأخيرا الحزب يشارك لكي يفوز ويكرّس ريادته في الساحة السياسية الوطنية، وتثمين ما حققه في التشريعيات الماضية.
وأوضح المتحدث أن حزب جبهة التحرير الوطني يراهن على تحقيق فوز مستحق في الانتخابات المحلية بناء على عدة عوامل تتعلق بتوفره على وعاء انتخابي واسع من مناضلين، متعاطفين ومساندين له، وهذا لمسناه في التشريعيات الماضية، حيث حقق فوزا هاما عكس ما كان متوقعا وما تمناه خصومه السياسيين وكل الذين راهنوا على فشل الحزب كما قال.
وذكّر بولقرون بالحملة الانتخابية التي خاضها الحزب ووصفها بالناجحة، حيث جاب الأمين العام للحزب كل ولايات الوطن وأشرف على تجمعات شعبية تميزت بحضور مكثف وقوي للمواطنين سادها خطاب سياسي واضح بعيدا عن الشعبوية والبرامج الكاذبة أو الشعارات الخادعة التي طالما رددتها أحزاب أخرى. وأشار رئيس ديوان الأفلان أن الحزب يعد الأول من حيث المشاركة، حيث تواجد في 1238 بلدية و55 مجلسا شعبيا ولائيا ما يمنحه الصدارة في المشاركة، وهو الحزب الوحيد الذي قام بحملة انتخابية في تيزي وزو وبجاية وبإشراف الأمين العام.
 المستقبـل: طمـوح لقيـادة القاطرة السياسيـة
بدوره أكد الحاج بلغوثي المدير الوطني للحملة الانتخابية لجبهة المستقبل، أن العملية الانتخابية جرت في إطار عادي جدا، وهو ما تمّت متابعته من قاعة المداومة المنصبة بمقر الحزب عبر الخلية الوطنية للاتصال والمتابعة.
وأشار بلغوثي، انه تم تسجيل بعض حالات التأخير البسيطة لأسباب تقنية، لكن لا وجود لتجاوزات خطيرة أثّرت على سير العملية الانتخابية، ما عدا تلك التي قام قامت بها بعض الأحزاب والتي تدخل في إطار التناقضات الانتخابية.
وأشار المتحدث أن ما يهم هو أن يكون الأشخاص المشرفين على صندوق الاقتراع نظيفين، أما ما يحدث خارج مكاتب الاقتراع فلا يهم، الأمر الذي يستدعي إيجاد آليات أخرى لتأطير أفضل للعملية الانتخابية ببلادنا، لكنه أكد أنه لا وجود لتجاوزات خطيرة.
وفي المقابل تحدث المدير الوطني للحملة الانتخابية لجبهة المستقبل عن عدم رضاه عن عمل السلطة المستقلة للانتخابات بنسبة 100 بالمائة، نظرا لكونها غير قادرة، بحسبه، على التحكم في الآليات الموضوعة، كما أن الأشخاص المعينين على مستوى البلديات والولايات ذوي مستوى ضعيف -على حد قوله- ولا يتمتعون بالقوة اللازمة التي تجعلهم قادرين على إدارة العملية الانتخابية، ما يستدعي- بحسبه- تدارك هذا الأمر مستقبلا .
واعتبر المتحدث نسبة التصويت التي تراوحت من ضعيفة إلى متوسطة بالعادية وان اختلفت بين الفترة الصباحية والمسائية ومن منطقة إلى أخرى وهذا أمر عادي، وتعكس إرادة الجزائريين الذين أصبحوا لا يدركون أن الذهاب إلى صندوق الاقتراع أصبح ضرورة والتغيير لا يكون إلا عبره، داعيا الشعب إلى تحمل مسؤولياته، باعتباره شريك في النهضة الوطنية والذهاب في الجزائر الجديدة، وهذه الفطنة يجب استغلالها من أجل تفعيلها أكثر مستقبلا. 
 وبالنسبة لتوقعاته لجبهة المستقبل، أكد بلغوثي أن مناضليها محاربون ومعتادون على مواجهة الصعاب، ويتوقون للقيام بالدور الأول في الجزائر وترأس القاطرة السياسية والانطلاق مع الجزائر الجديدة وفتح آفاق أخرى والذهاب مع الخيّرين في هذا المسعى في إطار احترام مؤسسات الجمهورية والتقاطع معها فيما يخدم الوطن.
حمس: انتصـار للديمقراطيـة والإرادة الشعبيـة
ومن جانبه وصف العضو القيادي في حركة حمس ناصر حمدادوش ما حدث من تجاوزات بالحالات المعزولة، وهي شأن محلي أكثر منه عملية معممة وطنيا أو ممركزة، ما يؤكد –بحسبه- أن العملية الانتخابية تميزت بأجواء عادية وطبيعية ومكّنت المواطن في أن يقول كلمته بكل حرية وسيادة، وعند الإعلان عن النتائج لابد من الجميع أن يسلّم بها.
وأشار حمدادوش إلى الثقة الكبيرة في إرادة الشعب الجزائري حتى لو لم يصوت لصالح مرشحي حركة حمس، لأن من سينتصر في الأخير هي الديمقراطية والإرادة الشعبية، خاصة بعد أن أعطى الحراك الشعبي أمل جديد في التغيير ومن مستوياته هو التغيير على مستوى المجالس المنتخبة وهذه أول انتخابات محلية بعد الحراك الشعبي. 
واعتبر العضو القيادي أن نجاح الموعد الانتخابي يصبّ في مصلحة الدولة، وليس من مصلحة أحد تعكير الأجواء الانتخابية لا بالتحكم بالنتائج ولا بالتزوير ولا بأي تجاوز من التجاوزات من أي جهة كانت، آملا في أن يكون موعدا تاريخيا لأجل الجزائر ويحقق الرغبة في التغيير. 
وأعرب المتحدث عن أمله في أن يتضمن قانوني البلدية والولاية تغييرات جذرية لصالح المنتخبين، حيث تبقى الصلاحيات الممنوحة لهم متواضعة مقارنة بهيمنة الإدارة في المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى إعطاء نوع من اللامركزية في التسيير الإداري ووضع حصانة وحماية للمنتخبين المحلية خاصة في الهيئات التنفيذية، وسن قوانين لصالح تعزيز الجباية المحلية التي تدخل في إطار اللامركزية المحلية، خاصة وأن رئيس الجمهورية أشار إلى وجود 900 بلدية فقيرة وهي عالة على ميزانية الدولة أي ما يعادل ثلثي البلديات عاجزة وهو أمر غير مشرّف.
وبحسب حمدادوش يجب على المنتخبين مستقبلا أن لا يفكروا في التسيير الإداري للمجالس المنتخبة، بل يجب أن يتعداه إلى تسيير بأبعاد سياسية واقتصادية وسياق تنموي برؤية شاملة، ومن ذلك التفكير في تنويع مصادر تمويل هذه البرامج الانتخابية التي وعدوا بتجسيدها حتى لا يبقى عالة على ميزانية الدولة.
 الأرنـدي: توسيــع الصلاحيـات مـــن أجـل أداء أفضـل
 كما ثمّن مصطفى ماسي عضو المكتب الوطني المكلف بالاتصال الالكتروني على مستوى التجمع الوطني الديمقراطي، الأجواء الجيّدة التي سادت العملية الانتخابية  بالرغم من الإقبال المتفاوت من ولاية لأخرى، مشيرا إلى تسجيل تحفظات بسيطة تدخل على إثرها مراقبو وممثلو الحزب على مستوى مراكز التصويت المعنية، وكان هناك إخطار مباشر لممثلي السلطة المستقلة على مستوى الولايات، والتي تدخلت مباشرة في بعض الحالات في انتظار عملية الفرز التي يوليها الحزب أهمية كبيرة، خاصة وأنه دخل الانتخابات بـ 1120 قائمة للمجالس الشعبية البلدية والولائية، من بينها ولايات تيزي وزو، بجاية، البويرة وبومرداس.
وأشار ماسي الى أن عملية الفرز هذه المرة كانت معقدة وعلى مرحلتين، بسبب اعتماد نظام القائمة المفتوحة بداية بفرز الأصوات بالنسبة للقوائم المشاركة ثم توزيع الأصوات على المترشحين في نفس القائمة.
وأوضح المتحدث، أن التحديات المقبلة الملقاة على عاتق المنتخبين الجدد كبيرة جدا ما يفرض ضرورة تعزيز صلاحياتهم، وهو أمر رافع من أجله «الأرندي» بقوة خلال حملته الانتخابية عبر 30 تجمعا شعبيا أشرف عليه الأمين العام للحزب، الطيب زيتوني، وهذا المطلب هو مطلب مختلف التشكيلات السياسية.
وشدد ماسي على أهمية إعادة توزيع الوعاء الضريبي حتى تستفيد منه البلديات بمداخيل كبيرة لا بنسبة ضعيفة، لاسيما بالنسبة للبلديات التي تنشط فيها مؤسسات كبيرة أو تضم في إقليمها مناطق صناعية حيث تحصل فيها الضريبة على المستوى المركزي في إطار ما يسمى بالمديرية العامة للمؤسسات ما يقلص حظوظ البلدية وما لا يتماشى مع تطلعات المواطنين.
 الأفافاس: إعادة الاعتبار للفعل السيـاسي بالمشاركـة
واعتبر وليد زعنابي الأمين الوطني بالنيابة المكلف بالاتصال بجبهة القوى الاشتراكية النسبة الضعيفة المحققة في الانتخابات المحلية مبدئيا متوقعة بالنظر للظرف الحسّاس الذي جرت فيه سواء على الصعيد الاجتماعي الاقتصادي والسياسي، وحتى الظرف الإقليمي المحيط بالجزائر ومناخ الحريات.
أشار زعنابي أن كل هذه الأمور زعزعت ثقة المواطن في الانتخابات فتسببت في هوة ما أدى إلى العزوف الذي كان ظاهرة، إلا أنه آخذ في التعزز إلى درجة عدم الاكتراث، داعيا كل الخيّرين في البلاد إلى العمل على استعادة ثقة المواطن لأن البلد لن يتحمل عزوفا آخر لاسيما مع التحديات المحيط بنا.
وبخصوص سير العملية الانتخابية، أكد المتحدث تسجيل بعض التجاوزات بقسنطينة كغياب أوراق التصويت الخاصة بالأفافاس، غلق لأحد المراكز التصويت ببئر خادم والتي تعتبر معقل من معاقل الحزب، وبحيدرة تم تسجيل أوراق التصويت للحزب غير مطابقة لمعايير العملية الانتخابية حيث أن عدد الخانات لا يتوافق مع عدد الأسماء ما قد يعرضها للشطب والإلغاء، وبالبويرة تم منع مناضلي ومناصري الافافاس بأحد المراكز من التصويت بحجة عدم إظهار بطاقة الناخب بالرغم من وجود تعليمة تسمح بالتصويت ببطاقة التعريف الوطني.  
واعتبر زعنابي أن مشاركة الحزب جاءت في ظرف وسياق سياسي صعب جدا واستثنائي لهذا «كانت مشاركتنا في الانتخابات المحلية سياسية بالمقام الأول تهدف إلى إعادة الاعتبار للفعل السياسي والحفاظ عليه بالمشاركة وليس بالمقاطعة التي تروج إليها بعض الأطراف لتدميره وتصحير الساحة السياسية خدمة لمصالحها الضيقة»، مشيرا أن التغير لا يمكن أن يكون إلا ببناء بميزان قوي حقيقي شعبي وسلمي حتى يكون فيه تغيير تدريجي نحو بناء دولة الحق والقانون.
وأكد الأمين الوطني بالنيابة للأفافاس أن المشاركة في هذه الانتخابات جاءت تحت محورين أساسيين الالتزام تجاه القيم الوطنية والتاريخ، وبعد النظر الناتج عن التحليل ورؤية الحزب للأمور، ومن هذا الباب تم اقرار المشاركة في هذا الموعد تحت شعار «الديمقراطية المحلية.. سيادة وطنية «، لدمقرطة الحكم على المستوى المحلي.
أشار أن جبهة القوى الاشتراكية شاركت في 11 ولاية و145 بلدية كانت لتكون أكثر لولا ما وصفه «بالعراقيل» التي جاء بها القانون الانتخابي الجديد من ذلك جمع الاستمارات والمساواة بين الأحزاب العريقة في النضال السياسي، والقوائم الحرة، وتشكيل القوائم المفروضة عليها ما يتعارض– بحسبه- مع الفعل الديمقراطي. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024