بعد استعدادات وتحضيرات لوجستية وبشرية، أجريت، أمس، 27 نوفمبر 2021 الانتخابات المحلية المسبقة، وسط أجواء هادئة وتنظيم محكم، وتعدّ هذه الإستحقاقات السابعة في عهد التعددية، والأولى بعد الحراك الشعبي، حيث أشرفت على إجرائها لأول مرة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
تميّزت، انتخابات تجديد المجالس البلدية والولائية التي جرت، أمس السبت، بجوّ ساده الهدوء والتنظيم، ولم يتأخر الجزائريون بالرغم من برودة الطقس خاصة في المناطق الداخلية عن أداء واجبهم الانتخابي، والمساهمة في عملية تجديد هذه المجالس التي تعنى بالدرجة الأولى بشؤونهم المحلية، ولم تتخلل العميلة الانتخابية أحداثا تعكر أجواءها، وقد جرت في ظرف صحي استثنائي ووسط إجراءات احترازية خاصة مع تداول معلومات حول احتمال موجة رابعة ما يستدعي التزام اليقظة أكثر.
الوجهة نحو الصندوق
منذ ساعات الصباح الأولى، شهدت مختلف مراكز الاقتراع المنتشرة عبر الوطن حركية غير عادية، ببداية توافد الناخبين للإدلاء بأصواتهم حسب المشاهد التي رصدناها على مستوى مختلف مراكز ومكاتب الإنتخاب، يحذوهم طموح كبير ورغبة قوية في الخروج من بؤرة التسيير غير العقلاني الذي شهدته المجالس الشعبية المحلية، خلال سنوات ماضية، والوصول بها ــ عن طريق اختيار من يمثلهم في البلديات والولايات ــ نحو اقلاع تنموي حقيقي.
كان الإقبال صباحا بوتيرة ضعيفة، ثمّ تطوّرت نسبة المشاركة في مختلف الولايات في ساعات ما بعد الظهيرة، وما لبثت أن تميّزت بالاستقرار أو التراجع أو الإقبال، حسب اختلاف مناطق الوطن، إذ استمر الوضع على ما هو عليه حتى إغلاق صناديق الاقتراع، استعدادا لعملية الفرز.
ومع بداية الاقتراع، أصدرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بيانا تدعو فيه المواطنين للتصويت ببطاقة إثبات الهوية، في حال عدم توفر بطاقة الناخب، وجاء في البيان “تعلم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أنه بإمكان الناخبين ممارسة حقهم الانتخابي بمناسبة انتخابات أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية، عبر مكاتب التصويت المسجلين بها، من خلال تقديم وثيقة إثبات هويته ــ بطاقة التعريف الوطني أو رخصة سياقة، أو جواز سفر، مرفقة ببطاقة الناخب إن توفرت.
وأضاف البيان “ أنه وبغية التعرف على مركز ومكتب التصويت المسجل به، يمكن للناخب التحقق من تسجيل اسمه في القائمة الانتخابية الخاصة ببلديته، من خلال الولوج إلى المنصة الالكترونية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “.
ميزة الانتخابات
وتميّزت انتخابات الـ27 نوفمبر الجاري، بتواجد تغطية إعلامية أجنبية بارزة من خلال منح 60 اعتمادا لوسائل إعلامية أجنبية لضمان تغطية مجريات الاستحقاقات.
وعرفت هذه الانتخابات، اعتماد طريقة جديدة للتصويت، عبر نظام القائمة المفتوحة، الذي فرضه قانون الانتخابات الجديد، كما اكتست أهمية خاصة هذه المرة كونها انتخابات مسبقة جاءت كنتيجة للحراك الشعبي المبارك، في إطار مواصلة سلسلة التغييرات الحاصلة في تجديد مؤسسات الدولة من أجل إصلاح مؤسسات الدولة، التي تتيح الانطلاق الفعلي في تجسيد وعود رئيس الجمهورية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي.
وتؤكد البيانات الأولية التي نشرتها السلطة المستقلة للانتخابات عن معدل التصويت بعد ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع، في حدود الساعة العاشرة صباحا فرضية الفعل المعزول، حيث سجلت ولاية تيزي وزو نسبة مشاركة في حدود 2.4 بالمائة في الانتخابات البلدية، و1.94 بالمائة في الانتخابات الولائية، وهي نسب تبدو أفضل بكثير بعد ساعتين فقط من معدل التصويت في هذه الولاية مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية.
وتميّزت الاستحقاقات كذلك ــ حسب المشاهد التي وثقتها فيديوهات وصور من مختلف مناطق الوطن، بمشاركة الشباب رفقة الشيوخ الذين اعتادوا عدم التفريط في ممارسة حقهم الانتخابي.
كما لوحظ، أمس، خلوّ شوارع العاصمة من الازدحام المعتاد، وانتشر عدد كبير من عناصر الأمن، من رجال الشرطة لاسيما عند مداخل مراكز الاقتراع، وفي مختلف شوارع العاصمة حفظا على الأمن وسير العملية الانتخابية ككل.