شهدت انتخابات تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية، في فترة الظهيرة، أمس، ارتفاعا في وتيرة إقبال الناخبين مقارنة بالفترة الصباحية، وهذا إيمانا منهم بأنّ الانتخابات هي الحل الوحيد لاستكمال مسار البناء المؤسساتي للدولة،تماشيا مع روح الدستور الجديد.
عرفت مكاتب الاقتراع بشرق العاصمة، إقبالا متوسطا للناخبين في الساعات الأولى من انطلاق العملية، وهو ما لوحظ بمركز التصويت في حي سلبية ببلدية واد السمار، حيث قال رئيس المركز مراد بوشندوقة إنّ عملية الاقتراع عرفت توافدا متوسطا في الفترة الصباحية، مع ارتفاع في الظهيرة بمشاركة مختلف الفئات العمرية من شباب وكهول، ما يعكس درجة وعي المواطن “.
بدوره رئيس المكتب مولود بشلا، أكد أنّ إقبال النساء في الفترة الصباحية كان محتشما نوعا ما، حيث سجل 10 أصوات من أصل 430 منتخب، نفس الأمر بمكتب الرجال وسجل تصويت 44 ناخبا بعد ثلاث ساعات من انطلاق العملية، إلا أنّ التوافد ارتفع بالتدريج مع الظهيرة.
نفس المشهد لوحظ بالدائرة الإدارية للدار البيضاء، حيث شكلت فئة الشباب غالبية المصوتين بمتوسطة بنين بالدار البيضاء، وشرع الناخبون بالبلدية في أداء واجبهم الانتخابي في ظروف عادية وعبر 16 مركز اقتراع على مستوى متوسطة بنين التي تقع وسط المدينة.
وأكد رئيس مكتب الاقتراع لمتوسطة بنين خالفية أمين، في تصريح لـ “الشعب “، أنّ عملية التصويت جرت في ظروف حسنة، مشيرا إلى أنّ المكتب شهد إقبالا للمواطنين من ساعة إلى أخرى، خاصة في الفترة المسائية، حيث سجّل توافد معتبر للناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم.
الانتخابات الحل للتغيير
أكّد عدد من المواطنين بمراكز الاقتراع شرق العاصمة، أنّ المشاركة في الانتخابات المحلية أمر ضروري من أجل تحقيق التغيير الذي يكون من خلال التمثيل الأحسن الذي يضمن التكفل بانشغالات المواطن.
وذهبت الشابة إيمان.د البالغة من العمر 31 في نفس الاتجاه، بقولها “ إنّ الصوت الانتخابي للمواطن بإمكانه أن يحدث التغيير ويقلب الموازين وبإمكانه تغيير الواقع وتحقيق متطلباتنا، لكن قبل ذلك تضيف “ ينبغي أن تتوفر لدينا قراءة متمعنة في طبيعة المترشحين وبرامجهم قبل أن ندلي بأصواتنا”.
وخلصت إلى أنّ “جدوى المشاركة في صنع مثل هذه القرارات سيؤثر سلبا على الحياة السياسية والاجتماعية بالدرجة الأولى، لذلك يجب أن نفهم جيّدا مدى تأثير أصواتنا الانتخابية في العملية الانتخابية”.
وأضافت نريمان د 25 سنة “ أنتخب لأول مرة وأختار من يمثلني ويستجيب لانشغالاتي خاصة نحن الشباب “، في حين قال الشاب نذير “ إنّ الانتخاب فرصة للتعبير الحر في اختيار الممثل الكفء في المجالس المحلية والولائية.
وبدوره الشاب عبد الرحمان يعلق آمالا كبيرة على المنتخبين الجدد لتوفير حاجيات الشباب ومساعدة هذه الشريحة التي تحتاج إلى المرافقة والمساعدة من أجل تحسين ظروفها الاجتماعية والمادية، في حين قال الناخب محمد أنه وجد كل التسهيلات من طرف المؤطرين العاملين بالمركز الانتخابي من أجل توجيهه إلى مكتب الاقتراع المناسب، لأنه لا يملك بطاقة الناخب.
وشهد مركز اقتراع مدرسة الحاج ناصر بالشعبة ببلدية سيدي امحمد إقبالا لافتا للمواطنين، عصر أمس، حيث كان لنا حديث مع المواطن رفيق الذي قال “القوائم تضمّنت أسماء جيّدة من الواجب دعمها من أجل إحداث التغيير المرغوب .”
تحديات كبيرة تنتظر
تنقلنا إلى مركز اقتراع عميروش بنات، حيث كان لنا حديث مع رئيس المركز آيت حمودة كمال الذي صرح بخصوص العملية” أنها كانت محتشمة في البداية لكن تزايد عدد الناخبين في الظهيرة ووصل إلى131 صوت والعملية استمرت في أحسن الظروف”.
وترى السيدة عائشة، في محليات 2021 بداية لانطلاقة جديدة نحو تحقيق التغير الشامل، بتجسيد تنمية ترمي لتحسين الإطار المعيشي للمواطن التي طالما حلم بها، فلأمال كبيرة في المسؤولين المحليين الجدد لتحريك عجلة التنمية وتسليط الضوء على المناطق التي لطالما عانى سكانها من مرارة التهميش.
وقالت أيضا، إنّ السلطات المحلية مدعوة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لوضع الحلول المناسبة لكافة المشاكل التي تعترض المواطن في يومياته وأن تفي بوعودها التي قطعتها أمام المنتخبين خلال الحملة الانتخابية، حتى تتمكن من تأسيس مرحلة جديدة تعيد من خلالها الثقة مجددا مع المواطن ببعث برامج تكون قادرة على احتواء كافة المشاكل على مختلف أشكالها من شغل، صحة، تربية، مرافق ترفيهية، ورياضية.
آمال في التغيير
صرحت إحدى المواطنات بصوت معبر “أنا شابة لدي طموحات كبيرة أتمنى أن تتجسد على أرض الواقع، من خلال توفير الظروف والمناخ الملائم للمضي قدما نحو غد أفضل وبنظرة متفائلة”.
ولهذا تضيف قائلة، فإنّ الأسماء التي ستفوز خلال الانتخابات المحلية ستكون ملزمة بتجسيد الوعود التي قطعوها أمام الشعب، وتحمل على عاتقها مسؤولية التغيير نحو الأفضل بأفكار جديدة وبدماء شابة، لأنّ البلدية والدائرة النواة الأقرب للمواطن من أجل الاستماع لانشغالاته ومساعدته في إيجاد الحلول مع احترام مبدأ تكافؤ الفرص وفتح الأبواب للحوار ودعم المشاريع لامتصاص البطالة.
ويعتبر جانب دعم ومرافقة الشباب-بحسبها - المحور الأساسي للنجاح في مهمة للتغيير الحقيقي وبطريقة صحيحة، مثلما نصّ عليه القاضي الأول في البلاد في كل خطاباته، لأنّه يعتبر الشباب القوّة الضاربة للنجاح في بناء جزائر الغد”.