تباينت نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع بعنابة، بين من شهدت خلال الساعات الأولى من انطلاق عملية التصويت إقبالا معتبرا للناخبين للإدلاء بصوتهم، وأخرى كان فيها الإقبال قليلا وثالثة شبه منعدمة، حيث وقفت “الشعب”، أمس، في جولة ميدانية على ظروف سير الانتخابات المحلية للمجالس الولائية والبلدية، والتي طبعتها حركة عادية سواء في شوارع المدينة أو عبر المؤسسات التربوية التي تشهد الحدث.
سجلت ولاية عنابة عند العاشرة صباحا مشاركة 15334 ناخب، لتبلغ نسبة المشاركة في انتخابات المجالس البلدية في ذات التوقيت 3.45% و3,42% للمجلس الشعبي الولائي، حيث عملت السلطات الولائية بعنابة على إنجاح هذا الموعد الوطني، بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، والتي من شأنها ضمان سير العملية الانتخابية في أحسن الظرف.
وتمّ تكثيف الحواجز الأمنية وتمديد ساعات عمل أعوان الشرطة، لتعرف المدينة انتشارا كثيفا لهم عبر مختلف الشوارع الرئيسة، فضلا عن تجنيد أعوان من الحماية المدنية للمساهمة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي وتسهيل على الناخبين الالتحاق بمراكز الاقتراع والتصويت في شفافية وديمقراطية لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، ومواصلة مسيرة الجزائر الجديدة، بتشييد صرح ديمقراطي وتنموي واستكمال مسار بناء مؤسسات الدولة.
صلاحيات للمنتخبين
وأكد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، جمال الدين بريمي، خلال أدائه لواجبه، أنّ المحليات سانحة للمنتخبين الجدد لاستكمال مسار التنمية على المستوى المحلي، مشيرا إلى أنّ الإطارات الشابة المترشحة للمجالس البلدية والولائية ستعمل على حمل المشعل ومواصلة استكمال البناء المؤسساتي، وبأنّ المجالس المحلية تعتبر الركيزة الأساسية للمجتمع الجزائري، حيث سيعملون بدورهم ـ يقول الوالي ـ على إعطاء كل الصلاحيات للمنتخبين للالتزام بوعودها وتجسيدها على أرض الواقع.
وبالرغم من أنّ التوافد على صناديق الاقتراع كان محتشما نوعا ما بعنابة التي تسجل 440 ألف ناخب، إلا أنّ الإقبال المسجل على مستوى 148 مركز انتخاب وأكثر من 1000 مكتب، كان لفئات من مختلف الأعمار والفئات على غرار الشباب والشيوخ والنساء، الذين أبى البعض منهم إلا أن يكونوا في الموعد لاختيار الرجل المناسب الذي يعمل على قيادة قاطرة التنمية، وخدمة مدينتهم لتكون في المستوى الذي يليق بها، مع العلم أنّ أكثر تطلعات سكان بونة هو اهتمام المنتخبين بنظافة جوهرة الشرق التي تغرق أغلب شوارعها في النفايات، ناهيك عن توفير السكن الذي يعتبر أيضا مطلبا رئيسيا لأغلب أبناء هذه المدينة.
الناخبون يتطلعون للأفضل
وأجمع من التقتهم “الشعب” على ضرورة الانتخاب، لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن يمثلهم في المجالس البلدية والولائية، معتبرين الاستحقاقات واجبا وطنيا، ومحطة تاريخية وجب المشاركة فيها، لغلق الطريق أمام الانتهازيين.
وهو ما أكده الشاب “محمد لامين منصوري” صاحب الـ36 سنة، والذي لم يفوّت فرصة الإدلاء بصوته، متأملا خيرا في هذه الانتخابات، التي تأتي في مرحلة حاسمة تتميّز بالتجديد، موجها رسالة للمنتخبين المحليين تجسيد وعودهم على أرض الواقع، وأن لا تكون خطاباتهم مجرد شعارات للظفر بمنصب، كما أكد ضرورة الاهتمام بالشباب الذي يعاني الأمرين بسبب البطالة من جهة وأزمة السكن من جهة أخرى.
كما اعتبرت الحاجة “مهدية” البالغة من العمر 81 سنة، والتي لم يمنعها سنها من الالتحاق بمركز التصويت، الانتخابات المحلية بداية عهد جديد مع الاستقرار، والوقوف على انشغالات المواطنين وتحقيقها على أرض الواقع، قائلة بأنّ المنتخبين المحليين سيحملون على أعناقهم أمانة إلى يوم الدين، ألا وهي أصوات الناخبين الذين وثقوا فيهم لأجل حياة كريمة وإنقاذ الكثيرين منهم من مستنقع الفقر والبطالة وأزمة السكن، والتطلع لغد أفضل.
أما “مصطفى ساعد” أستاذ جامعي فيرى بأنّ الانتخابات المحلية والتي تعتبر آخر مرحلة في مسار تجديد المؤسسات المنتخبة، فرصة للنهوض بهذه المدينة، التي أضحت بحسب قوله منطقة ظل بامتياز، بسبب سياسات البريكولاج التي كانت منتهجة من قبل المسؤولين السابقين الذين لم يولوها الاهتمام الكافي، قائلا بأنّ سكان بونة يعانون في مجال السكن، النقل، البيئة، انعدام الماء الصالح للشرب والغاز الطبيعي ببعض البلديات، وهو ما يتطلب ـ حسبه ـ التفاتة فعلية للمنتخبين المحليين الجدد لمطالب السكان.