أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أن الجزائر “مقصودة” و«مستهدفة” من التحالف الصهيوني المغربي، بسبب مواقفها الواضحة والداعمة لحقوق الشعوب. وقال في المقابل، إن العلاقات مع فرنسا يجب أن تكون “واضحة”، رافضا في الوقت ذاته تكالب اليمين المتطرف وبقايا الاستعمار على الجزائر في هذه الفترة.
أوضح قوجيل، أن الجزائر ماضية “خطوة بخطوة” و«مرحلة بمرحلة” في إعادة بناء مؤسسات الدولة الجديدة، على قواعد الديمقراطية الحقيقية، وذلك في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأفاد رئيس مجلس الأمة في كلمته، خلال جلسة المصادقة على قانون المالية لسنة 2022، الخميس، بأن المسار الإصلاحي يجعل من “الجزائر رائدة في الديمقراطية، كما كانت من قبل رائدة في حركة تحرر الشعوب”.
الأمر الذي يجعلها –ببحسب المتحدث- هدفا لأعداء الداخل والخارج، ومثال ذلك التقارب العلني الصهيوني المغربي، والذي تحول في أقل من 11 شهرا إلى تحالف أمني وعسكري، يقصد منه الجزائر.
وقال: “لما نشاهد وزير دفاع الكيان الصهيوني يزور دولة مجاورة بعد زيارة وزير خارجية هذا الكيان والذي هدد الجزائر من المغرب، ولم يصدر أي رد فعل من طرف الحكومة المغربية”.
وتابع: “لو كان وزير السياحة لهذا الكيان أو وزير الاقتصاد، لقلنا إن العلاقات في هذا الجانب بينهما كانت موجودة من قبل ولو خفية، ولكن زيارة وزير الدفاع؛ الجزائر هي المقصودة، فأين هم الأشقاء أين هو العالم العربي وأين هم الإخوة الفلسطينيون”. في إشارة إلى أن المغرب لم يعر أدنى اهتمام للأمة العربية وفداحة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين.
وشدد في المقابل على أن موقف الجزائر “لم يتغير من الصحراء الغربية، لأنها قضية تقرير مصير شعب ونحن كنا دائما مع هذا المبدأ والشعب الصحراوي سيحصل على تقرير مصيره”.
وأكد أن استقلال الصحراء الغربية قادم لا محالة، “ونحن عشنا عديد السنوات والاستعمار يقول الجزائر فرنسية حتى آخر لحظة. مثلما نسمع اليوم الصحراء مغربية. هم يرددون نفس الشيء، ولكنها هي ليست مغربية، ومحكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة تقول الصحراء الغربية ليست مغربية”.
في سياق آخر، اعتبر قوجيل أن العلاقات الخارجية للجزائر جيدة وممتازة مع كل البلدان، كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا عموما، مستطردا بأنه إذا كانت هناك علاقات في هذه المرحلة يجب أن تتوضح “هي علاقاتنا مع فرنسا”.
وقال، إن الاستعمار الفرنسي لما هُزِم وغادر الجزائر “تحول إلى أحزاب لوبيات وجمعيات خفية أحيانا ولكنها برزت مؤخرا وأصبحت الحملة الانتخابية للرئاسية المقبلة مبنية على المعمرين الذين كانوا في الجزائر، ونحن مستحيل أن نقبل هذا”.
وذكر بأن الجزائر لم تقم بحرب ضد الشعب الفرنسي وإنما “ضد الاستعمار الفرنسي”، مشددا على أن “بلادنا لما تتحاور تفعل ذلك برأس مرفوعة”، لافتا إلى وجود علاقات هامة مع فرنسا وبالأخص العلاقات الإنسانية، “لأن لدينا جالية كبيرة جدا هنا”.
وأشاد رئيس مجلس الأمة، بتصريحات رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، بشأن العلاقات مع فرنسا وقال “إنها تجعلنا في الطريق الصحيح، وتدعم أكثر مصداقية الجزائر”.
في المقابل، طلب قوجيل من الجزائريين، التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في إنجاح عرس الانتخابات المحلية وتجديد المجالس البلدية والولائية.