يتوجه، السبت المقبل، أزيد من 23 مليون ناخب جزائري، إلى صناديق الاقتراع للتّصويت على من حظوا بثقتهم لتمثيلهم في المجالس المحلية البلدية والولائية، في انتخابات مسبقة، بعد قرار رئيس الجمهورية إجراء انتخابات قبل انتهاء عهدة «الأميار» والمنتخبين المحليين بسنة كاملة، لتختتِم الجزائر آخر محطة لها في البناء المؤسساتي، بعد انتخابات برلمانية فرزت مجلسا شعبيا بوجه جديد، سبقه تعديل دستوري، وهذا تماشيا مع تطلعات الطبقة السياسية وعامة الجزائريين، الطامحة لتغيير سلوكات بائدة في المجالس المنتخبة.
سيكون هذا السبت، يوما مصيريا بالنسبة لـ152 ألف مترشح للمجالس البلدية والولائية، الذين حاولوا استقطاب المواطنين واستمالتهم لصفهم في ظرف ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية والترويج لـ «بضاعتهم» من خلال الأساليب القانونية المتاحة وتحت أعين المندوبيات الولائية لسلطة الانتخابات، حيث رفعوا شعارات مختلفة تتمحور في مجملها حول التنمية المحلية وإعطاء صلاحيات أكبر للمنتخبين المحليين قصد التّحرر من البيروقراطية الإدارية وتوفير موارد مالية تُسخر من أجل خدمة المواطن.
وعرفت الحملة الانتخابية في أطوارها تفاوتا في التجاوب من قبل المواطنين، وبين الفتور والتفاعل أكمل المترشحون خطاباتهم «الرنانة» ووعودهم التي تتجاوز في الكثير من الأحيان قدراتهم وحتى قدرات المنصب الذي يطمحون الوصول إليه.
ومن أجل كل هذا، فإن المواطنين مُطالبون، هذا السبت، باختيار أفضل من يُسيّر شؤونهم بشفافية على المستوى المحلي، وبعيدا عن المال الفاسد والمحسوبية التي جرّت الكثير من «الأميار» والمنتخبين إلى أروقة المحاكم خلال العهدات السابقة، في قضايا فساد واختلاس ميزت المجالس المحلية في الكثير من ولايات الوطن.
أكثر من 23 مليونا
بلغ عدد الناخبين، بحسب الأرقام المُعلن عنها من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، 23 مليونا و717 ألف و479 ناخب، حيث بلغ عدد المسجلين الجدد 669 ألف و902 ناخب، بينما يُقدر عدد المشطوبين 474 ألـف و742.
كما كشفت السلطة ذاتها، عن 5848 قائمة تقدمت لانتخابات تجديد المجالس البلدية، منها 4860 حزبية، تمثل 40 تشكيلة سياسية و988 قائمة مستقلة، فيما توجد 45 بلدية تقدمت فيها قائمة وحيدة، بينما لم تسجل أي ترشيحات في 8 بلديات.
وبالنسبة للمجالس الولائية، فقد تقدمت للترشح 429 قائمة، منها 341 حزبية و88 مستقلة، وتقدم الأفلان بـ56 قائمة والأرندي بـ51 قائمة والمستقبل بـ50 قائمة والبناء بـ46 قائمة وحمس بـ42 قائمة.
وينتخب أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية لعهدة مدتها 5 سنوات بطريقة الاقتراع النسبي على القائمة المفتوحة وبتصويت تفضيلي دون مزج، وهي طريقة يتخوف منها المترشحون، نظرا لجهل العديد من الناخبين لهذه الطريقة التي من شأنها خلط الأوراق وضياع أحلام الناخبين معها، كما حدث خلال التشريعيات الماضية. وتم تجنيد 800 ألف مؤطر لضمان السير الحسن للعملية الانتخابية على مستوى 61.696 مكتب و13.326 مركز تصويت، موزعة على 1541 بلدية عبر الوطن.