أكد، صباح أمس، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، أن الأمن القومي مرتبط بتحقيق الأمن الغذائي والذهاب لبناء اقتصاد وطني قوي، لكن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر منذ سنوات الاستقلال لا يبشر ببناء نظام اقتصادي صناعي متقدم، مادام التعلق بسعر البرميل وعائداته لا يزال مستمرا.
أفاد الطيب زيتوني، أن الجزائر لا تنقصها كفاءات ولا طاقات بشرية لتحقيق بنية اقتصادية قوية، مرجعا السبب لخلل في منظومة الحكم الذي لم يتمكن من بناء اقتصاد، فبدءاً من اعتماد النظام الاشتراكي الذي أدى بالجزائر لأزمة اقتصادية في ثمانينات القرن الماضي، وبناء اقتصاد ريعي بدون مرجعية ما جعل الجزائر تتخبط في أزمات متتالية وتجعل أمننا القومي في تهديد دائم.
وشدد أن بنية اقتصادية قوية لن تتحقق سوى باعتماد نظام الحوكمة المحلية في التسيير المحلي وإعطاء حرية للمجالس البلدية والولائية وتحريرها من الهيمنة الإدارية للوصول للتغيير الحقيقي والمتصل اتصالا مباشرا بالشؤون المحلية والتنموية للولاية عموما والبلدية خصوصا.
وعلى هامش التجمع الشعبي الذي نشطه بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة مالك حداد، شدد زيتوني على الحوكمة المحلية التي تعتبر مجموعة قوانين لابد أن تتغير على رأسها قانون الاقتصاد، الاستثمار، العقار الفلاحي والأهم تغيير قانوني البلدية والولاية الذي جعل من تمثيل المنتخبين لبلدياتهم ولولاياتهم تمثيلا صوريا دون أي صلاحيات، فبناء خلية محلية منتخبة من طرف الشعب وإعطاء آليات التصرف للمنتخب المحلي الذي يكون فيه المواطن شريكا فعالا في معادلة التغيير وتحقيق التنمية المحلية المنشودة.
وأكد قائلا، “لابد من إعطاء الكلمة للشعب من خلال منتخبيه، فهو الوحيد الذي سيحقق النهضة الاقتصادية التي تصب في مصلحة المواطن فقط.
كما أضاف الأمين العام “للأرندي”، أن النهضة الاقتصادية لن تتحقق بمجرد وضع برامج ونظريات أكاديمية وإنما بتعديل جذري وواقعي لقوانين البلدية والولاية وإنهاء شبح التمثيل الصوري لرؤساء البلديات ومنتخبي المجالس البلدية والولائية وذلك من أجل الوصول لمنابع الثروة بكل بلدية باستغلال كفاءات المنطقة ومن ثمة بناء “جهوية” اقتصادية قوية وهي المقاربة التي اعتبرها المتحدث بوابة التغيير الحقيقي والوسيلة الفعالة لمواكبة التطور الاقتصادي.
وحذر في ذات الشأن، من التآمر الذي يطال الجزائر من جهات عديدة والتي تعمل على ضرب استقرار البلاد بسبب مواقفها الشجاعة والبطولية والتي لن تتراجع عنها، مؤكدا أن الجزائر مرت بعديد النكسات والمشاكل، لكن كانت ترفع التحدي بقوة إصرارها وشعبها وجيشها، ولفت أن أمن البلاد من أمن الغذاء والوصول ببناء اقتصاد قوي يحمي ركائز الدولة الجزائرية.