أكدوا على الوقاية من الغلو والتطرف

أئمة الساحل يرافعون لمواجهة الأجندات الأجنبية

أكد، أمس، بالجزائر العاصمة، الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، لخميسي بزاز، أن الرابطة تعمل على تعزيز دليلها العلمي والعملي للوقاية من الغلو والتطرف بدول الساحل، من أجل مواجهة حالة الفوضى التي تخدم أجندات أطراف أجنبية معروفة تعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
أكد بزاز، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الدليل العلمي الذي أنجزته وأصدرته الرابطة والذي يعد الأول من نوعه، ‘’جاء لمواجهة حالة الفوضى التي تعمل العديد من الجهات، بمن فيها أطراف أجنبية معروفة، على تكريسها بدول الساحل وبالتالي زعزعة أمن واستقرار المنطقة ككل’’.
وقال ذات المتحدث إن ‘’الدليل الذي تطلب جهدا معتبرا من أعضاء الرابطة، من علماء وأئمة، إلى جانب أعضاء اللجنة العلمية الذين أعدّوه وأخرجوه في نسخته الأخيرة، تضمن العديد من المحاور الهامة والأساسية والتي يعول عليها في مواجهة الفكر المتطرف’’.
وكانت الرابطة -كما قال- قد دعت من خلال إصدار دليلها، إلى تعميم المعارف والعلوم التي تضمنها في دول الساحل، بعد أن رصدت أسباب ظاهرة التطرف والغلو والتي تبين أنها تنطلق من مجموعة أفكار وسلوكيات خاطئة تعتمد على أسانيد مغلوطة يتكئ عليها إليها الأشخاص الذين ينحون الى الغلو والتطرف.
وقال، إن علماء الرابطة عملوا على تقديم علاج لتلك الأسباب، من خلال بيان الحكم الشرعي الصحيح في عديد القضايا، وبيان وجهة النظر الدينية السليمة في كثير من القضايا الأخرى التي تعمل بعض الجهات على أن تعطيها أبعادا غير شرعية تارة، وأن تلبسها لباس الحكم الشرعي تارة أخرى.
وأضاف بزاز، أن “الكثير من الممارسات في المنطقة تبقى بعيدة كل البعد عن الشرع الديني، رغم المحاولات التضليلية المتواصلة لنسب الكثير منها الى الدين الإسلامي”.
وعاد الأمين العام للرابطة للتأكيد على أنه “لم يعد يخفى على كثير من المتابعين للوضع في منطقة الساحل بأن اليد الأجنبية، التي لا تريد الخير للإقليم، تعبث اليوم بأبنائه وتزج بهم في متاهات يقفون من خلالها الموقف الخاطئ، بالدفاع عن قضايا وهمية وخاطئة أيضا باسم الدين الذي يبقى بريئا من كل تلك الممارسات”.
ويبقى الهدف الذي تطمح إليه تلك الأجندات الأجنبية- يضيف بزاز- معروفا وواضحا وهو “صناعة واستمرارية حالة الفوضى التي تخدم أطرافا يهمها أن لا تكون المنطقة مستقرة وآمنة، فالاستقرار يعني التنمية وبناء الإنسان والمجتمع، فيما ستبرر حالة الفوضى استمرار الوجود الأجنبي بدول الساحل”.
وتعمل الرابطة حاليا من أجل إدراج “الدليل العلمي والعملي للوقاية من الغلو والتطرف”، في المقررات التعليمية الرسمية للدول الأعضاء، من أجل “تعميم الاستفادة من مضمونه، كما تحاول تعميمه في المؤسسات الأهلية، خاصة الحرة منها، من مدارس وزوايا قرآنية، لتحقيق النتائج المرجوة منه، ممثلة في دحر ومحاربة الفكر المتطرف الهدام”، يقول بزاز.
وأشار نفس المصدر، الى أن “المقاربات متروكة لكل دولة من الدول الأعضاء بالرابطة حول كيفية توظيف الدليل وإدراجه في المؤسسات التعليمية الرسمية المختلفة، من خلال تصورات تتبلور تدريجيا لتتواءم مع مميزات كل نظام تعليمي بتلك الدول”.
ويتضمن “الدليل العلمي والعملي للوقاية من الغلو والتطرف” ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بـ«المصطلحات والقيم والأخلاق الإسلامية ومحور تصحيح المفاهيم ورد الشبهات”.
الورشة 13 للرابطة بالنيجر
تنظم رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل، في غضون الأسبوع الجاري، بالنيجر، ورشتها الأقليمية 13 حول موضوع “دور المرأة في محاربة التطرف والغلو”، بحسب ما علم لدى الرابطة.
يأتي تنظيم هذه الورشة “تنفيذا لتوصيات قدمت في أكثر من مناسبة على مستوى الرابطة، بغرض تقديم طرح إضافي حول أهمية دور المرأة في المجتمع من أجل التأسيس لفكر مناهض للتطرف والغلو في المجتمعات الحديثة”، بحسب ما أكده الأمين العام للرابطة، لخميسي بزاز.
وذكر في ذات السياق، بتوصيات الورشة 12 التي نظمت ببوركينا فاسو، شهر جويلية المنصرم، وأوصت في أحد بنودها بضرورة مناقشة دور المرأة في مواجهة الفكر المتطرف. وأوضح بهذا الصدد، أن “تهميش دور المرأة في مواجهة هذه الظاهرة يعد خطأ استراتيجيا”، بالنظر - كما قال - إلى “قدراتها والدور الذي يمكن أن تلعبه في مكافحة الأفكار المتطرفة، انطلاقا من مكانتها في الأسرة ومسؤوليتها في تربية الأجيال”، مشيرا الى أن الورشة ستسلط الضوء على تجارب بعض الدول في هذا المجال. وأضاف، أن الجزائر تعد “دولة رائدة” في مجال إشراك المرأة في التعليم الديني الموجه لفائدة النساء، وهو ما ساهم - مثلما قال - في “خلق وعي فكري في أوساط المجتمع ومكن أيضا من التصدي لظاهرة التطرف والغلو بشكل مباشر وغير مباشر”.
ومن المنتظر أن تخرج الورشة 13 للرابطة بتوصيات، تدعو الى الاهتمام بدور المرأة في التصدي لظاهرة التطرف. تجدر الاشارة، إلى أن رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل نظمت، منذ تأسيسها بالجزائر سنة 2013، عدة ورشات، بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، سعت من خلالها إلى حماية الشباب من التطرف العنيف وترسيخ قيم الفكر الوسطي.
وتضم الرابطة 11 عضوا، من بينهم ثمانية دائمو العضوية في خلية التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي (الجزائر، بوركينا فاسو، ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، نيجيريا، التشاد)، إضافة إلى الأعضاء الملاحظين الثلاثة في نفس الخلية (غينيا، السينغال، كوت ديفوار).

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024