سرعت القوائم المتنافسة على مقاعد المجالس البلدية والمجلس الولائي لولاية بومرداس، وتيرة نشاطها وتحركاتها الميدانية لاستغلال ما تبقى من زمن الحملة الانتخابية التي دخلت تقريبا مرحلة الحسم التنافسي قبل نتائج الصندوق يوم الاقتراع، وهي المظاهر التي تفرز عادة في الساعات الأخيرة سلوكات سلبية للمترشحين وعدم التقيد بفضاءات النشر والتحايل على قواعد المنافسة النزيهة، مثلما حددها القانون العضوي للانتخابات..
كثف المترشحون للانتخابات المحلية للقوائم الحزبية والمستقلة من نشاطاتهم، نهاية الأسبوع، بولاية بومرداس، حيث شهدت أغلب البلديات تجمعات ولقاءات جوارية مع المواطنين ومحاولة التقرب أكثر منهم لإقناعهم بأهمية التصويت وبالتالي التأثير في اتجاهاتهم الانتخابية خاصة مع التوازن بين المتنافسين وتقارب حظوظهم في هذا الاقتراع، على الرغم من تسجيل تفاوت نسبي لدى بعض القوائم التي أظهرت حسن الانتشار في الميدان، ومنها قائمتي الوفاء بالعهد وتكتل الأحرار التي دخلت في أكثر من 22 بلدية، إضافة إلى المجلس الولائي، مع تأطير جيد ودعم خبراتي من قبل منتخبين سابقين أسقطهم غربال اللجنة المستقلة للانتخابات، بحسب أصداء رصدتها الشعب.
كما تحاول كل من قائمة “الأصيل” التي تنافس في 6 بلديات وقائمة “بداية” التغيير” عبر 4 بلديات تسجيل حضورها الفعلي على مستوى مناطق المنافسة من خلال تنشيط عدد من التجمعات واللقاءات الجوارية ومحاولة إحداث المفاجأة بفضل البرنامج الواقعي لبعض المترشحين الذين واجهوا المواطن بصراحة وقدموا إطارات جامعية شابة تحمل طموحات وتصورات واضحة لتقديم إضافة للبلدية تحسين وضعية المواطن الذي يتطلع بدوره للتغيير ومشاهدة وجوه جديدة لمنتخبين قادرين على تحريك قاطرة التنمية المحلية.
في الواجهة الأخرى من المعترك، تتخندق فيه قوائم أحزاب سياسية، وهنا تختلف صورة المترشحين والبرامج التي تلعب على عامل الخبرة والتجربة وعمق الوعاء النضالي لبعض التشكيلات الكلاسيكية، على رأسها حزب جبهة التحرير الوطني، حزب التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة القوى الاشتراكية، وكلها تملك قاعدة ثابتة تقريبا بولاية بومرداس ومناضلين أوفياء يتم الرهان عليهم لكسب هذه الورقة كعادة أغلب المواعيد الانتخابية، وبالتالي اكتفت بخطاب ايجابي يلعب دائما على روح المواطنة والتشبث بالموروث الحضاري والتاريخي رغم الانتقادات التي تلاحقها من قبل المواطنين بسبب تركة المجالس السابقة التي لم تقدم حصيلة ايجابية، بحسب تقديرات المتابعين.
وعلى درجة متساوية تقريبا تقف قوائم أحزاب التيار الاسلامي كحركة البناء الوطني وحركة حمس التي تملك هي الأخرى قاعدة متفاوتة محليا ترتكز عليها لإظهار قوتها وطرح برامج بديلة لإنعاش المجالس البلدية وتحامل ضمني على المنتخبين السابقين الذين فشلوا في تجسيد وعودهم الانتخابية، وهي تقريبا حوصلة كلمات التدخل التي عرفتها مجمل التجمعات الشعبية، حيث حاول أغلب المترشحين عدم الوقوع في فخ نفخ البرامج وتقديم وعود يمكن أن تصطدم واقعا بعقبة الصلاحيات، مشكل الميزانية وغياب المداخيل والموارد لعدد كبير من بلديات بومرداس المصنفة ضمن المناطق الريفية وشبه الريفية.