احتضنت ولاية معسكر، أمس، فعاليات ملتقى دراسي وطني حول تعزيز وحماية ورعاية الصحة العقلية للأطفال، في إطار الاحتفالات الرسمية لليوم العالمي للطفل، المنظم من طرف المفوضية الوطنية لحماية الطفولة بالتنسيق مع مكتب اليونيسيف بالجزائر، والذي عرف مشاركة واسعة لأعضاء شبكة المجتمع المدني لتعزيز حقوق الطفل في الجزائر.
استعرضت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لحماية وترقية الطفولة، تماشيا مع المواثيق والاتفاقات الدولية التي ترعاها هيئة الأمم المتحدة، بداية مصادقة الجزائر على الاتفاقية الاممية لحماية الطفولة في 1992، الى تكييف القوانين والتشريعات مع المواثيق الدولية، آخرها دسترة المصلحة العليا للطفل.
أضافت مريم شرفي، ان الجزائر أحرزت تقدما مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وماضية بكل عزم من أجل توفير بيئة سليمة ومجتمع متوازن يعتمد على الاستثمار في المورد البشري الذي يشكل الأطفال ثلث تركيبته، ودعت مريم شرفي الى تضافر الجهود للانخراط في خطة 2030 للتنمية المستدامة، مستعرضة مختلف نشاطات المفوضية الوطنية لحماية الطفولة، التي أطلقت بمناسبة اليوم العالمي للطفولة قافلة صحية للكشف عن الصحة العقلية للاطفال عبر تراب الوطن.
من جهته، تحدث رئيس مكتب اليونيسيف بالجزائر اسلامو بوخاري، عن اهتمام الجزائر بمحور الصحة العقلية للاطفال والمراهقين، على ضوء تداعيات جائحة كورونا على مدار سنتين، مصرحا بلغة الارقام ان 5 مليار طفل عبر العالم تأثروا نفسيا وعقليا بفعل الوباء العالمي، من بينهم 10 ملايين طفل ومراهق جزائري يشكو من أعراض نفسية وعصبية بسبب الجائحة.
وأشار إلى أن ظاهرة الانتحار تمثل خامس سبب للوفيات بين الأطفال في العالم، بنسبة 2،5% لـكل 5 آلاف ساكن في الجزائر، موضحا أيضا أن 19 % من المراهقين في سن 15-24 سنة أعلنوا عن أعراض للكآبة في الجزائر.
وأعرب اسلامو بوخاري، عن قلق منظمة اليونيسيف من انخفاض التمويل المالي لبرامج الصحة العقلية وقلة عدد المختصين في الصحة النفسية والعقلية للأطفال، مشيرا أنه لا بد من رفع درجة الوعي والاهتمام بالصحة العقلية والنفسية، من خلال توفير أنظمة للمتابعة الصحية في الوسط التربوي ووضع قاعدة بيانات للمختصين في المجال.