تقترب الحملة الانتخابية لمحليات 27 نوفمبر الجاري من نهايتها دون أن تستكمل القوائم المشاركة فيها حزبية كانت أم حرة شرح برامجها الانتخابية للناخبين، نظرا للعزوف الكبير لهم على حضور التجمعات المنظمة، وحتى اللقاءات الجوارية التي يُنظّمها المترشحون يقتصر حضورها غالبا على المترشحين أنفسهم، والذين أكدوا أن هذه الحملة فعلا بطعم الصمت الإنتخابي.
أرجع المُترشّحون للانتخابات المحلية والولائية بباتنة عزوف المواطنين عن حضور تجمّعاتهم الشعبية إلى مجموعة من الأسباب، بينها وجود أكثر من مترشح في العائلة الواحدة من نفس اللقب دون الحديث عن العرش الواحد الذي ترشح منه الكثير في قوائم مختلفة، ما حال دون دعم مرشح على حساب آخر نظرا لعلاقة القرابة التي تربط الجميع.
وفضّل غالبيتهم عدم التواجد في أي تجمع شعبي لأي مترشح تجنبا للحساسيات العائلية المحتملة في مثل هذه المواعيد الانتخابية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبلدية باعتبارها القاعدة الأولى لتسيير شؤون المواطنين، لذا يحضر تجمعات المترشحين بعض المواطنين الذين يدعمونه فقط في غياب الناخبين الحقيقيين عكس المترشحين للمجلس الشعبي الولائي الذي يضم 47 مقعدا، تتنافس عليها 3 قوائم حرة و5 أحزاب سياسية تراهن على إخفاق المجلس السابق في التكفل بانشغالات المواطنين، وفشله الكبير في تسيير شؤونهم المحلية رغم تعاقب ولاة أكفاء على الولاية أكّدوا في مناسبات عدة أنّهم رهن إشارة منتخبي الولاية في تنميتها، قبل أن يطال هذا المجلس التجميد بسبب إصرار المنتخبين على رحيل الرئيس وتعنت هذا الأخير.
ولاية باتنة تتكون من 61 بلدية غالبيتها نائية وصعبة التضاريس، تحتاج لمجلس بلدي مستقر وكفء للتكفل الجاد بمطالب السكان التنموية، خاصة ما تعلق بالكهرباء وفك العزلة وشق الطرقات، وربط السكنات بمختلف الشبكات على غرار الغاز والنقل المدرسي، وغيرها من المشاكل التي تقبع فيها البلديات، خاصة مناطق الظل التي حرمها المترشحون أيضا من زيارتها.
المتأمل للمشهد الإنتخابي بولاية باتنة رغم عدد القوائم المترشحة، يجد أمامه قاعات فارغة زينها حضور المترشحين فقط، وواجهات مخصّصة للملصقات الإعلانية والإشهارية لبرامج المترشحين فارغة لا تزال تزينها قوائم التشريعيات السابقة، الذين عزف غالبيتهم عن الترشح بسبب الهزيمة الكبيرة التي لحقت بهم، ما دفعهم أيضا إلى عدم حضور التجمعات الشعبية لهذه المحليات.