وصل بعد ظهر أمس إلى مطار الجزائر، جثمان المجاهد محمد مشاطي، الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي بمستشفى بجنيف (سويسرا) عن عمر يناهز 93 عاما.
وتم حمل جثمان المجاهد، الذي سيوارى الثرى، اليوم، بمقبرة سيدي عبد الرحمان (العاصمة)، عند إنزاله من الطائرة من طرف تشكيلة للحماية المدنية.
ومن بين الشخصيات التي كانت حاضرة بمطار هواري بومدين الدولي، وزير المجاهدين الطيب زيتوني، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، والوزير الأسبق أحمد طالب ابراهيمي، ومجاهدون قدامى وأصدقاء ورفقاء المرحوم إلى جانب أقاربه.
وفي جو من التأثر الكبير، وقف كل الحاضرين دقيقة صمت أمام الجثمان الذي كان مسجّى بالعلم الوطني، حيث تمت قراءة فاتحة الكتاب ترحّما على الفقيد.
من مواليد 21 مارس 1921 بقسنطينة ومن عائلة بسيطة، كان محمد مشاطي من بين آخر أعضاء مجموعة 22 الخمسة الذين لازالوا على قيد الحياة (زبير بوعجاج وعثمان بلوزداد وعمار بن عودة وعبد القادر العمودي) التي كانت وراء تفجير الثورة التحريرية.
وشارك في الحرب العالمية الثانية لينخرط عام 1945 في حزب الشعب الجزائري، ثم في المنظمة الخاصة وحركة انتصار الحريات الديمقراطية واللجنة الثورية للوحدة والعمل، حيث تميز بنضاله الفعال.
وفي بداية 1954 اضطر إلى مغادرة التراب الوطني للعلاج في فرنسا، لينضم بعد ذلك إلى فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني.
وكان المرحوم مشاطي مسؤولا عن منطقة في الجزائر العاصمة تحت قيادة محمد بوضياف، قبل أن يتم تحويله إلى الجنوب الغربي.
وفي أوت 1956 تم توقيفه من قبل القوات الفرنسية وزجت به في السجن قبل إطلاق سراحه سنة 1961.
وبعد الاستقلال شغل الراحل محمد مشاطي عدة مناصب هامة منها سفيرا للجزائر في ألمانيا ونائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان.
وفي سنة 2000 أصدر كتابا يضم شهاداته بعنوان “مناضل الجزائر المستقلة: مذكرات 1921- 2000” عن دار النشر القصبة
المنظمة الوطنية للمجاهدين تشيد بخصال الفقيد
مشاطي أعطى المثل في التضحية والإخلاص للقضية الوطنية
نوّهت الأمانة الوطنية للمجاهدين بخصال المجاهد محمد مشاطي ودوره الكبير في تفجير ثورة نوفمبر الخالدة، حيث كان ضمن قادة مجموعة ٢٢.
وأكدت الأمانة الوطنية للمجاهدين، في برقية تعزية، وقعها الأمين العام السعيد عبادو، أن الفقيد، رحمة الله عليه، كان من ضمن الكوكبة الأولى من مناضلي ومسؤولي الحركة الوطنية، التي أعطت المثل الأعلى في التضحية والإخلاص للقضية الوطنية. شارك في الحرب العالمية الثانية، لينخرط عام ١٩٤٥ في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية واللجنة الثورية للوحدة والعمل في المنظمة الخاصة التي كانت تعد لتفجير الثورة.
في صائفة ١٩٥٤، كان محمد مشاطي من بين ٢٢ شخصية من قيادات النضال الوطني، التي اجتمعت في العاصمة الجزائرية، وقررت تفجير الثورة المسلحة لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.وبعد الاستقلال، شغل الراحل محمد مشاطي عدة مناصب هامة، منها سفيرا للجزائر في ألمانيا، ثم نائبا لرئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان.
وأمام هذا المصاب الجلل، أتقدم إليكم باسمي وباسم المنظمة الوطنية للمجاهدين بأصدق المواساة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويلهمكم جميل الصبر والسلوان.