اعتبر الوزير السابق المجاهد لمين بشيشي، سهرة السبت، في محاضرة نشطها بمركز الراحة العائلي للأمن الوطني بتيبازة، أن «وحدة التراب والشعب الجزائريين» شكلت «الهمّ الأكبر» بالنسبة للوفد الجزائري الذي قاد مفاوضات اتفاقيات إيفيان مع الطرف الفرنسي لافتكاك استقلال الجزائر.
جاء هذا في «منتدى الذاكرة»، الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الشباب والاستقلال، وذلك بحضور المدير العام، اللواء عبد الغني هامل، حيث حظي الرجل (السيد بشيشي) بتكريم خاص عرفانا وتقديرا لنضالاته.
وقال السيد بشيشي، إن الوفد الجزائري بقيادة المفاوض «المحنك» كريم بلقاسم، وضع صوب عينيه «وحدة التراب والشعب الجزائري كخط أحمر لا يمكن تجاوزه في كل الظروف من أجل نيل استقلال الجزائر ككتلة واحدة وموحدة».
واستناداً إلى شهادات من صنعوا التاريخ من قيادات الثورة، أوضح أن المفاوضات «تعثرت» في عديد المرات بسبب «مناورات المفاوض الفرنسي التي بقيت تلعب على وتر إثارة النعرات القبلية والجهوية إلى آخر رمق من مسار اتفاقيات إيفيان»، حيث فشلت «المناورات» بفضل «عديد الخطوات» التي قامت بها قيادة الثورة آنذاك لإسماع صوت الجزائر للعالم برمته».
ومن بين تلك الخطوات، ذكر المتحدث «مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و»إعلان تشكيل الحكومة المؤقتة» و»التسلح بآلة إعلامية كصوت للثورة الجزائرية في الداخل والخارج»، إلى غيرها من المواقف التي جعلت المفاوض الجزائري في «موقع قوة».
وأكد في السياق، أن ميلاد الجمهورية الفرنسية الخامسة ومحاولات آلة القمع البائسة للاستعمار الفرنسي، جعلت من الجزائريين أكثر إصرارا لافتكاك استقلالهم وإجبار فرنسا على شق طريق التفاوض، لأن «كل قضية سياسية لا يمكن أن تحل إلا سياسيا».
من جهته اعتبر المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، المناسبة بـ»العظيمة والجديرة بالاهتمام لاستقراء تاريخ الوطن من خلال مثل هذه الشهادات القيمة التي قدمها السيد لمين بشيشي، «لأنه من خلال كتابة التاريخ يقف الإنسان مع ماضي إنجازات البشرية».
ووصف اللواء هامل، في حديثه عن لمين بشيشي، صاحب العديد من روائع الموسيقى الوطنية بـ»القلم الفذ والقامة الكبيرة في المجالين الإعلامي والثقافي»، معرّجا على تاريخه ومساره النضالي إبان الثورة المجيدة.
لمين بشيشي في محاضرة بتيبازة:
الوحدة الترابية شكلت الهم الأكبر للوفد الجزائري في اتفاقيات إيفيان
شوهد:465 مرة