رئيس وكالة الأمن الصحي، البروفيسور صنهاجي:

مصنـع «كورونـافـاك» يمهـّد لتصنيــع لقـاحـات أخرى

سعاد بوعبوش

 اعتبر رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي، أنّ مبادرة تصنيع اللقاح «كورونافاك» بمصنع «صيدال» بقسنطينة ضد كورونا مهمة جدا، خاصة وأنها تزامنت مع دخول العالم عهدة الأوبئة، الناتجة عن انتقال الفيروسات الحيوانية للإنسان، بسبب التقارب والتعايش بينه وبين الحيوان.
 أوضح صنهاجي لدى حلوله، أمس، ضيفا على منتدى الإذاعة، أنّ تصنيع اللقاح لديه تأثير صحي واستشفائي لأنّنا في مرحلة وباء ومتحوّرات، كما أنه فتح المجال أمام التفكير في تصنيع اللقاحات الأخرى بعد استيعاب قدرة الابتكار والبحث وتصنيع أدوية مهمة للصحة العمومية تحسّبا لعودة الأوبئة، سيما وأنّ الإنسان حطّم الطبيعة، ما جعل 70 % من الفيروسات حيوانية المصدر، وأخيرا العملية لها أيضا تأثير اقتصادي، بحيث تساهم مبدئيا في  خفض التكلفة المالية بنسبة 40 %، ولدى الوصول إلى إنتاج 100 % ستنخفض إلى 90 %.
وأشار المتحدّث إلى أنّ مصنع قسنطينة تكيّف مع التوجه الجديد لتصنيع اللقاح بعدما كان مختصّا في تصنيع الأنسولين، وخبرته العلمية قريبة من تصنيع اللقاح، ما سرّع من العملية، خاصة وأن وكالة الأمن الصحي كان لها دور كبير في التوجيه، تحت إشراف 5 خبراء، ما يجعل من المصنع قطبا نموذجيا يمكن توسيعه مستقبلا لإنتاج اللقاحات الأخرى.
ولضمان الانسجام في السياسة الصحية في مواجهة الأوبئة، وضمان فعالية التصنيع وتوفير اللقاحات لتأمين الصحة العمومية، أكّد صنهاجي ضرورة مرافقة التصنيع بمركز علوم اللقاحات، والذّهاب إلى أبعد من ذلك بإنشاء مستشفى خاص بالأوبئة الأخيرة ذات الدرجة الثالثة والرابعة وحتى الحجر، والتكفل بدراسة العيّنات المسجلة وإجراء بحوث، ما يسمح بتبني إستراتيجية مسبقة في اللقاح لمحاصرة الأوبئة المحتملة واحتوائها، وبالتالي ربح الوقت.
«كورونوفاك» أصلي وليس جنيسا
 بخصوص الاستخدام الأولي للقاح المصنوع بصيدال بقسنطينة، أشار رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، أنّها مسألة أيام فقط وذلك بعد استكمال إجراء دراسات الاستقرار، مؤكّدا أنّه ليس جنيسا، بل أصلي طبقا للأصل «سينوفاك»، وسيتم توجيه الجرعات لكل مراكز التلقيح، خاصة وأنّ الإنتاج سيكون بشكل متصاعد، بحيث سيتم إنتاج خلال الشهر الحالي مليون جرعة، والشهر المقبل مليونين ثم ثلاث ملايين جرعة، وخلال شهر جانفي 2022 سيتم المرور إلى إنتاج 5 ملايين جرعة في الشهر.
وفيما تعلق بالوصول إلى المناعة الجماعية، أكّد صنهاجي أن ذلك صعب جدا، وتحقيقه يتطلّب تلقيح المعمورة، وهذا أمر مستحيل، لهذا يجب أولا تلبية الاحتياجات المحلية الوطنية، بما فيها شريحة الأطفال، مشيرا إلى أنّ متحوّر «دلتا» لديه انتشار قوي، ما يفرض إعادة النظر في الجرعات المنتجة بغرض استهداف 20 مليون جزائري، والذهاب إلى تلقيح 30 مليون جزائري، بهدف التخفيف من حدة انتشار الوباء ما يساهم في تحقيق مناعة جماعية نسبية.
وأرجع المتحدّث استقرار الوضع الوبائي إلى حملة التلقيح التي بدأت في أوت الفارط بعد توفر الجرعات بكميات كبيرة، ما سمح بتلقيح عدد أكبر من الجزائريّين، مشيرا إلى أنّه من الأحسن الذهاب إلى تلقيح 200 ألف جزائري في اليوم لتحقيق المناعة الجماعية النسبية، لافتا أنّ عملية التلقيح مهمة جدا  في احتواء تعقيدات الفيروس.
وأشار صنهاجي إلى أنّ مستوى التلقيح الحالي، سيكون له أثر في التخفيف من حدّة الموجة الرابعة المحتملة، بحيث أنّ نتائج عملية حملة التلقيح شهر أوت الفارط وفعاليتها ستكون بعد مرور شهر ونصف، أي شهر أكتوبر، وهو أمر جيد - على حد قوله - خاصة وأنّ متحور «مو» لم يصل بعد للجزائر واللقاحات الحالية صالحة للمتحورات السّابقة، ولكن بفضل تكنولوجيا «آي راين» للقاحات، يمكن توفير رد فعل في أقل من شهرين من خلال إنتاج لقاح جامع.
في المقابل، أوضح ضيف منتدى الإذاعة، أنّ تلقيح الحوامل والأطفال الرضع، لاسيما الذين يعانون من أمراض مزمنة، وعالميا العملية قيد الدراسات السريرية، ولم يستبعد الوصول إلى تلقيح هذه الفئات بمن فيهم الأطفال باعتبارهم خزّانا حقيقيّا وحاملين وناقلين للفيروس.
نحو إنتاج لقاح الأنفلونزا الموسمية
 بالنسبة للأنفلونزا الموسمية وكوفيد-19، أشار إلى أنّ الوقاية من كورونا ساهمت في الوقاية وتقليص الإصابة بالأنفلونزا، وحاليا لقاحها مستورد لكن هناك تفكير في إنتاجه بالجزائر، وتصنيع كل اللقاحات القديمة بما فيها التهاب الكبد الفيروسي وبجودة عالية.
وبالنسبة للتكفل بكوفيد الطويل الأمد، أكّد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، أنّه متكفل به  بالمستشفيات الجزائرية كما هو معمول به في العالم.
وفيما يخص نقص مادة الأوكسجين، أوضح صنهاجي أنّ هذه التجربة أعطت درسا في ضرورة الاستباقية في مواجهة المشاكل، ولهذا تمّ العمل على تزويد المستشفيات بكل النقائص من بينها الأوكسجين من خلال وضع مصانع مصغّرة على مستواها لصنعه بعيدا عن القارورات.
الذّكاء الاصطناعي المفتاح
 اعتبر صنهاجي أنّ عملية التصنيع تمثّل رهانا حقيقيا للجزائر، لهذا يكتسي تكوين المورد البشري وتوفير الكفاءات أهمية قصوى، فمركز البحث في علوم اللقاحات هو من سيتولّى تكوين خبراء من الجامعات في هذا المجال بالمركز بصفة فعّالة للذهاب بعيدا في عملية صنع اللقاحات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024