الأخصائية في الأرطفونيا واضطراب التوحد، إدراج خديجة:

الإدماج المدرسي للمتوحدين يعتمد استراتيجيات مدروسة

خالدة بن تركي

 التمـدرس يخضـع إلى تقييـم دقيق من المختصـين

وصف الفاعلون في قطاع التربية والأخصائيون النفسانيون الإجراءات الخاصة بتمدرس أطفال اضطراب التوحد، المتعلقة باقتراح مرافقين لهم ممن يختارونهم، بالجيدة. إلا انه يحتاج لاستراتيجية مدروسة من أجل الحد من معاناة الأولياء في البحث عن أقسام تحويهم مع كل دخول مدرسي.
وبحسب الأخصائية الأرطفونية دراج خديجة، في تصريح لـ»الشعب»، فإن هذه الشريحة تعيش واقعا أليما مع كل دخول مدرسي، بسبب غياب أقسام عادية تستقبلهم. لكن قرار وزارة التربية الأخير، بعث الأمل لدى أولياء هذه الشريحة التي تحتاج إلى الإدماج، بشرط التقييم الجيد لقدراتها.
أوضحت المتحدثة، أن التكفل المبكر والجيد يمكن الطفل من الاندماج الدراسي مقارنة بالأطفال الذين حرموا من هذا الحق. لذلك، ينبغي أن يتم التكفل بهم من الطفولة حتى يتسنى لهم الاندماج في المجتمع كأول خطوة نحو الاندماج المدرسي الذي يعتبر حق البعض، وليس الكل أي حسب الوضع الصحي والنفسي لهم.
وأبدت أدراج خديجة دعمها لقرارات وزارة التربية الوطنية الخاصة بتمدرس الأطفال المصابين باضطراب التوحد، والمتعلق باتخاذ تدابير المرافقة المدرسية، وفتح أقسام خاصة لفائدتهم وفي الأطوار التعليمية الثلاثة، حتى يتسنى لهم الحصول على حقهم في التعليم شأنهم شأن أقرانهم من الأطفال العاديين.
وأوضحت المتحدثة، أنه لا يمكن إدماج كل أطفال التوحد مدرسيا وهذا راجع لفروقات فردية على مستوى القدرات المعرفية، اللغوية وغيرها، لذلك وجب تكاتف جهود المختصين، خاصة من ناحية التكفل، التشخيص ومتابعة الأولياء وكذلك الوسائل التي يجب أن توفرها الجهات المختصة ليكون الاندماج المدرسي فعالا.
أضافت في ذات السياق، أن التوحد يعتبر من الاضطرابات التي عرفت مؤخرا في الجزائر، مقارنة بالبلدان المتقدمة. فلحد الساعة، كمختصين، نحتاج لتكوين دائم، فكل يوم هناك دراسات جديدة في المجال، لذلك نجد - تقول المتحدثة - أن اضطراب التوحد في الجزائر لم يأخذ حقه كفاية، فمازال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به حتى نعطي الأطفال حقهم في الاندماج أو في الدراسة.
وأبرزت أهمية تأطير المختصين من أجل أن يتعامل كل مختص مع أطفال التوحد كما يجب، أي القيام بالتشخيص المبكر والصحيح حتى تتم الكفالة والبرنامج العلاجي بصفة صحيحة، ولا يجب فقط التركيز على الجانب الدراسي، بالرغم من أهميته ولكن يجب تهيئة الأساس الذي يخول لهذه الفئة، فيما بعد، مزاولة دراستها أو حتى الاندماج في الوسط الاجتماعي.
وعن شروط التحاق أطفال اضطراب التوحد بالمداس، قالت الطبيبة أن تكون لغتهم سليمة وسلوكهم مستقرا، بالرغم من وجود أطفال ليست لديهم لغة سليمة، لكن يملكون قدرات معرفية جيدة، لذلك لا يوجد اختيار الأطفال بصفة عشوائية، بل عن طريق تقييم دقيق من مختصين في المجال ووضع استراتيجيات مناسبة لإدماج هؤلاء الأطفال، سواء في أقسام عادية أو خاصة، لكن مع المرافقة.
وبخصوص حق تمدرس أطفال التوحد مع وجود مرافقين، أكدت أن الأمر يستلزم دراسة معمقة واختيار أشخاص في التخصص حتى تكون لهذه الفئة القدرة على الاندماج المدرسي ولابد من وجود جمعيات متكونة من أولياء ومختصين من أجل الوقوف على هؤلاء الأطفال ومعرفة النقائص والصعوبات التي تواجههم.
وعليه، أكدت الأخصائية الأرطفونية عن وجود مساع للتكفل بهذه الفئة منذ فترة، لكن تبقى بحاجة إلى دعم من أجل الاستفادة من قدراتها، خاصة وأن الكثير منهم يملك مهارات وقدرات معرفية كبيرة يمكن الاستفادة منها مستقبلا.

حق يكفله القانون
أكد بعض الأساتذة، أن الأطفال المصابين بالتوحد من حقهم الاندماج في التعليم العادي. لكن قبل ذلك، يجب أن يستفيدوا من برامج تعليمية صحيحة وأن يتم تدريسهم من قبل أساتذة مختصين بهدف مساعدتهم على الالتحاق بالمدارس العادية.
وأوضح هؤلاء، أن فتح أقسام متخصصة لهذه الشريحة الحساسة من المجتمع حق من حقوقهم. إلى جانب هذا، فإن الاندماج المدرسي يساعدهم على إظهار مهاراتهم العلمية والمعرفية واستغلالها بما يخدم الطفل التوحدي، لكنها تبقى بحاجة إلى جهود كبيرة من أجل تطويرها.
من جهتهم، بعض أولياء أطفال التوحد أكدوا لــ»الشعب»، أن قرار وزير التربية الوطنية الخاص بفتح أقسام متخصصة وتعيين مرافقين لهم، أعاد الأمل لهم ولأبنائهم الذين ينتظرون هذا التكفل البيداغوجي والتربوي منذ سنوات، خاصة وأن الكثير من المدارس كانت ترفض استقبالهم، هذا إلى جانب نقص الإمكانات والمراكز المتخصصة جعلهم يصارعون الزمن من أجل التكفل بهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024