تعليم علمي تقني وعسكري لتلبية احتياجات الجيش
خصّت وسائل إعلام وطنية،أمس، بزيارة موجّهة قادتها إلى المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، الشهيد باجي مختار بالرويبة، في إطار مخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي، والتي تشكل صرحا تكوينيا هاما، بالنظر للنخب العلمية والمعرفية التي تخرجها كل سنة والمشبعة بالمعارف التكنولوجية الأساسية التي تؤهلهم ليكونوا إطارات المستقبل.
الزيارة كانت مناسبة للإطلاع على التطور الذي عرفته هذه المدرسة في سبيل مواكبة المتغيّرات لا سيما التكنولوجية منها وكذا في المناهج التعليمية الحديثة، ما يجعلها قلعة من القلاع المتميّزة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي أهمية خاصة لتكوين نخب المستقبل.
وأوضح العميد جلول موساوي المدير العام للمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس، أنّ التكوين الأساسي الذي تمنحه أهّلها لتكون مدرسة الألفية الثالثة والمستقبل الواعد، خاصة وأنه رصد لها كل الإمكانيات المادية من مخابر علمية ومنشآت رياضية، ناهيك عن الوسائل البيداغوجية الحديثة ومنشآت أخرى، تحت إشراف نخبة من المؤطرين والأساتذة المتخصّصين ذوي خبرات وكفاءات عالية لبناء جيش عصري وإحترافي.
وتهدف هذه الزيارة حسب العميد موساوي إلى تمتين العلاقة مع وسائل الإعلام الوطنية من خلال إشراكها في مختلف النشاطات التي ينفذها الجيش الوطني الشعبي، وكذا توطيد العلاقة بين المواطن وجيشه وتقوية الرابطة « جيش- أمة « من جهة أخرى، وهو ما يشكل الهدف المحوري لإستراتيجية الاتصال للجيش.
وتشكل هذه الزيارة الإعلامية نافذة تنقل من خلالها للجمهور الواسع الصورة الحقيقية والمستوى العالي الذي وصلت إليه المدرسة، والمساهمة في استقطاب وتجنيد النخبة من تلاميذ وتلميذات الثانويات والمتحصلين على أعلى المعدلات في شهادة الباكالوريا قصد الإنضمام إليها مستقبلا.
الرياضيات مفتاح النجاح
وسمحت الزيارة بالاطلاع على مهام المدرسة التي تضطلع بتقديم تكوين تحضيري للطلبة الضباط العاملين، والالتحاق بدراسات مهندس في المدارس العسكرية الكبرى، وذلك بعد اجتياز الطلبة الراغبين في الالتحاق بها لمسابقة على أن يكونوا حاملين لشهادة الباكالوريا علمي لسنة القبول بتقدير قريب من الجيّد.
وبحكم أنّ الترشح يرتفع كل سنة من خلال زيادة عدد الراغبين في اجتياز المسابقة بشكل كبير جدا فقد وصل معدل القبول السنة الفارطة إلى 17.67، ما يؤكد ارتفاع مستوى الطلبة وصعوبة الاختيار، علما أن نقطة الرياضيات تلعب دورا كبيرا في النجاح وترجيح الكفة بحكم أنها تكتسي الأولوية في التكوين القاعدي بهذه المدرسة، حيث تم رفع معاملها إلى 1.07، بالإضافة إلى مادتي الفيزياء والكيمياء حسب الشركات التي قدمها العقيد أمحمد بلعباس رئيس قسم التعليم بالمدرسة.
وحسب العقيد بلعباس يراعي التكوين بالمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس احتياجات الجيش الوطني الشعبي، حيث تم فتح جذع آخر رياضيات- إعلام آلي ليكون الطالب ملمّا بكل شيء حتى في الجانب التكنولوجي، لهذا فالدورة التعليمية والتكوينية التي تدوم لثلاث سنوات تشتمل على تعليم علمي وتقني، تعليم في العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغات الأجنبية، تكوين وتعليم عسكريين.
اللغات في الصدارة
وتتوفر المدرسة على المرافق الضرورية في إطار نظام داخلي، تسمح للطلبة بتحصيل علمي في أحسن الظروف، حيث تم توفير كل الإمكانيات البيداغوجية ووسائل الدعم البيداغوجي من أرضيات إلكترونية والمراجعة الجهوية، ومكتبة مزودة بـ 19526 عنوان، و60783 نسخة، ناهيك عن ورشات بيداغوجية من أجل التوجّه نحو تطبيق كل ما هو نظري، إلى جانب مخابر مزوّدة بأحدث الأجهزة والمواد التي توضع تحت تصرف الطالب لمعرفة طريقة التعامل معها على غرار مخبر الكيمياء، الفيزياء، التكنولوجيا.
وبدائرة اللغات يتم تدريس اللغة الفرنسية لطلبة السنة الأولى، الاسبانية للسنة الثالثة واللغة الانجليزية لكل السنوات، ناهيك عن الدائرة متعدّدة الرياضات التي يتلقى فيها الطالب تدريبات في مختلف الرياضات من كمال الأجسام إلى الجمباز مرورا بالرياضات القتالية الفردية والجماعية.
وطوال مدة التكوين يتمتع الطالب بامتيازات، حيث يستفيد خلال فترة التكوين من منحة دراسية شهرية معتبرة؛ حماية صحية واجتماعية؛ لوازم مدرسية كاملة؛ كمبيوتر محمول؛ لوازم رياضية، لتتوّج الدراسة بمنح شهادة جامعية للطور العلمي الأول؛ شهادة نجاح في التكوين العسكري مع رخصة سياقة عسكرية، كما يلتحق المتحصلون على الشهادة الجامعية للطور العلمي الأول مباشرة بالطور الثاني بالمدارس العسكرية الكبرى.
وتتوفر المدرسة أيضا على مطبعة تشتمل على ورشة التصميم، الطباعة الرقمية، وأخيرا ورشة إنهاء الأعمال والتجليد الفني والتي تمنح استقلالية تامة لكل ما تحتاجه المدرسة من وثائق ومطويات وأجندات وملحقاتها مرورا بمواضيع المسابقات والامتحانات.
