مدير جامعة معسكر لـ «الشعب»: ^

نعوّل على دار المقاولاتية وحاضنة الأعمال لتحضير الطلبة

الجامعة خزّان خبرات وكفاءات جاهزة لتلبية نداء الوطن

ثلاثة ابتكارات جديدة لطلبة كلية الهندسة الالكترونية

 قال مدير جامعة مصطفى اسطمبولي البروفيسور سمير بن طاطا، إنّ الجامعة الجزائرية خزّان كفاءات وخبرات جاهزة لتلبية نداء الوطن متى استدعت الحاجة إليها، مشيرا إلى أن إطارات جامعة معسكر بدورهم لم يدّخروا أي جهد للمساهمة و التفاعل مع المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطرح على الصعيد الوطني.


كما أكّد في حوار لـ «الشعب «، حرص جامعة معسكر على مد جسور التواصل مع كافة الهيئات والقطاعات خدمة للتنمية والبحث العلمي، وتماشيا مع مسار إنعاش الاقتصاد الوطني.
الشعب: أثّرت الجائحة الصحية سلبا على كافة مناحي الحياة، كيف تأقلمت جامعة معسكر مع الظّرف الاستثنائي؟
البروفيسور بن طاطا سمير: استطعنا التكيف مع واقع الحال بتنفيذ بروتوكول صحي يعتمد على احترام الإجراءات الوقائية وتحقيق اللامركزية في تسيير الشؤون الادارية الجامعية وباستغلال النظم المعلوماتية المتاحة، خاصة بعد تفشي الفيروس المستجد، لاقينا نوعا من المشاكل المرتبطة بالتعامل مع الوضع الوبائي، لكننا تجاوزناها بفعل التخطيط والتسيير المحكم للصدمة الصحية العالمية.
إطارات جامعة معسكر وجدوا في قلب الظروف الصحية المتغيرة، واستطاعوا المساهمة بفعالية في مختلف المحطات الإصلاحية التي باشرتها الدولة، في وقت سابق، على غرار المساهمة في إثراء وثيقة مراجعة الدستور، وإثراء خطة الإنعاش الاقتصادي، فضلا عن البحوث العلمية التي قدمناها لمواجهة الوباء، منها بحث علمي حول التصوير بالأشعة باستعمال برامج الرقمنة للمصابين بفيروس كوفيد-19 وأمراض السرطان، يفيد في الكشف المبكر عن هذه الأمراض، إضافة إلى بحث علمي حول الزيوت الأساسية وفعاليتها في علاج الأمراض السرطانية، من قبل كلية الإعلام الآلي وكلية علوم الطبيعة والحياة على التوالي.
وتمّت مناقشة 90 رسالة دكتوراه وأكثر من 90 بحثا جامعيا، وتقديم 3 ابتكارات جديدة زيادة على الإشراف على تخرج 5 آلاف طالب خلال الموسم الجامعي المنقضي.
ومسايرة للوضع الصحي الجديد، أطلقنا مشروعا لابتكار مكثفات الأكسيجين، حيث لاقى المشروع عقبة المادة الأولية «الزيوليت» المفقودة عالميا، وفي اطار البحث العلمي نحاول إيجاد بدائل عن مادة الزيوليت، كما سجلنا ابتكارات جديدة كلها نتيجة جهود طلبة كلية الهندسة الالكترونية منها مشروع مكثفات الأكسيجين، وثلاثة ابتكارات أخرى تخص على التوالي جهاز تعقيم وتنقية الهواء في المساحات المغلقة وجهاز مكافحة الحشرات في المساحات الفلاحية الكبرى وجهاز قياس شدة الضغط الكهربائي العالي دون لمس الكوابل لحماية أعوان التدخل للمؤسسات المسيرة للطاقة وخطوط الكهرباء عالية الضغط.
- لعل إشكالية التّخصّصات العلمية المتوفّرة بجامعة معسكر، مقابل البطالة، وهي مسألة تشغل بال الطلبة، ما هي مساهماتكم في هذا الصدد؟
 جامعة معسكر تتوفر على 25 ألف مقعد بيداغوجي موزع على 11 ميدانا و50 تخصصا علميا، باستثناء علوم الطب، الهندسة المعمارية والرياضة التي تعد تخصصات غير متاحة في الوقت الحالي، نعول كثيرا على دار المقاولاتية وحاضنة الأعمال المعتمدة بجامعة معسكر لتكوين وتحضير الطلبة مهما كانت تخصصاتهم العلمية لخوض ميدان الشغل بعد التخرج، من خلال بناء تصورهم حول أفكار المشاريع ومرافقة بلورتها حتى تتحقق في شكل مشاريع ومؤسسات مصغرة، هي في الأساس المخرج العلمي والاقتصادي الوحيد لتقوية وتنويع الاقتصاد الوطني، بالاعتماد على التكنولوجيا والمعلوماتية التي تستقطب فضاءاتها كتلة معتبرة من الطلبة الجامعيّين.
أعتقد أنّ تأسيس حاضنة أعمال بولاية معسكر، سيعطي دفعا لطاقات وابتكارات الشباب، كخطوة أساسية بعد خطوات جليلة اتخذتها الدولة في توجهها الاقتصادي الجديد، حيث مكّنت حاضنة الأعمال بجامعة معسكر من تكوين أزيد عن 300 طالب جامعي على دفعات، وأثمرت تكويناتها عن إطلاق زهاء 10 مشاريع اقتصادية لمؤسسات ناشئة في المجال الخدماتي والفلاحي، الصحي والتسويقي..، بغض النظر عن التخصصات العلمية لحاملي أفكار المشاريع. نشجع الطلبة على الانخراط في التوجه الاقتصادي الحديث للجزائر، الذي يعتمد أساسا على أفكار وابتكارات الشباب وروح المبادرة، حتى نتجاوز تأثيرات البطالة التي غالبا ما تكون ناتجة عن التفكير النمطي الضيق المحصور في التخصص العلمي والوظيفي المستقبلي.
كما نحرص على تطوير حاضنة الأعمال وتوسيع تخصّصاتها، فمثلا لمَ لا نشجّع الطلبة على خوض تجربة لمشاريع في تخصص علم النفس في شكل أفكار مشاريع للصحة والمرافقة النفسية التي تشجع إفرازات الجائحة
الصحية على الخوض فيها؟
- بما أنّ معسكر ولاية ذات طابع فلاحي، كيف تقيّمون مجال تدخّلكم في المجال؟
 على أساس مد جسور التعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات، جامعة معسكر حاضرة دائما لمنح خبرات كفاءاتها بموجب اتفاقيات تعددت مجالاتها، بنحو 50 اتفاقية وطنية وأخرى مع جامعات دولية، منها اتفاقيات تخص قطاع الفلاحة محليا مع الديوان الوطني للحبوب والبقوليات الجافة، وهي اتفاقية مثمرة من بين بنودها المشاركة في ايجاد بروتوكول معالجة كيميائية للحبوب الصلبة واللينة من اجل تحسين المردود والنوعية، زيادة على اتفاقية أخرى مع غرفة الفلاحة للبحث في كيفية الرفع من الانتاج الفلاحي، تثمينه وتطويره.
طلبة من البيض وعين تموشنت
- عشية الدخول الجامعي، ما هي ترتيباتكم لإنجاح الموسم الجديد؟
 تجهزنا مسبقا للموسم الجامعي الجديد، بحكم اننا استفدنا من تجربتنا في مواجهة الوباء المستجد في الموسم الماضي، وهذه التجربة مكنتنا من التنظيم المحكم للتسجيلات الجامعية، من خلال نظام التسجيل عن بعد، وحتى التسجيلات الحضورية ستعتمد على اللامركزية في التسجيل تنفيذا للبروتوكول الصحي، وعليه كل كلية ستهتم بالتسجيل الحضوري لطلبتها.
سجّلنا 5800 طالب جديد موزّع على 11 ميدانا و50 تخصصا، وأكثر من 80 % من الطلبة الجدد حازوا على اختياراتهم الثلاثة الأولى.
من المتوقع أيضا أن نستقبل هذا الموسم  طلبة من ولايتي البيض وعين تموشنت بحكم توفر المقاعد البيداغوجية بجامعة معسكر، وكذا من حيث وفرة الأسرّة الجامعية.
أما بخصوص سير عملية التلقيح، فقد تقدّمنا بنسبة 60 % من حيث تلقيح الأساتذة وتلقيح 85 % من العمال، كما نستعد لتوسيع عملية التلقيح بين الطلبة بعد فتح ثلاثة مراكز تلقيح بالاقطاب الجامعية بمعسكر
- هل من مستجدّات أخرى تفضّلون التّطرّق إليها؟
 هناك جديد على الصعيد الثقافي يتعلق باكتشاف تاريخي، أفضّل أن أتطرّق إليه في وقت وموضوع لاحق، لاتسامه بعنصر التحفظ، إلى ذلك الحين أتمنى التوفيق لمجمّع «الشعب» في مساره الاعلامي ومنهجية عمله الجديدة القائمة على الرفع من الأداء الاعلامي النوعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024