بدأت الحياة تدب وسط سكان قرية ايخليجن، بعد مرور 15 يوما عل موجة الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس في القرية، وخلفت عديد الضحايا في العائلة الواحدة ليتم دفنهم في مقبرة واحدة، لتكون شاهدة على المأساة والحزن الذي لم يفارق سكان هذه القرية الذين ما يزالوا يبكون من هول الفاجعة، ولكن بالرغم من ذلك يحاول السكان النهوض مجددا للبحث عن الحياة وسط ذلك السواد والرماد لتكون حملة التنظيف أول خطوة للمضي قدما رغم الألم.
التويزة أو ثيويزي كما يسميها سكان منطقة القبائل، هذه العادة الراسخة في الأذهان والمتوارثة أبا عن جد، كانت الانطلاقة نحو اشراقة جديدة وأمل يحذو النفوس للخروج من الرماد، وصنع أجمل الصور التي من شأنها أن تمحي بعضا من الحزن الذي يخنق النفوس.
سكان قرية ايخليجن التي تضررت كثيرا جراء الحرائق نظموا حملة تنظيف واسعة، وهذا بمساعدة سكان القرى المجاورة وحتى متطوعين من خارج الولاية والذي شدوا الرحال تلبية لنداء سكان القرية الذين طلبوا المساعدة من أجل القضاء على مخلفات الحرائق التي غيرت معالم القرية في لحظات.
حملة التنظيف الواسعة شهدت مشاركة كبيرة للمواطنين من مختلف المناطق والذين وصلوا في الساعات الأولى إلى القرية محملين بمختلف الوسائل وآلات القطع، التي تستخدم في التنظيف وإزالة الأعشاب الضارة والأشجار المتواجدة في الأماكن والتي تشكل خطرا على حياة السكان، لتكون هذه الهبة التضامنية التي شهدتها قرية سكان ايخليجن بمثابة مرهم ساعد في تخفيف الوجع والألم، خاصة وأنها قد عرفت تضافر جهود النساء والرجال، الذي اتحدوا مجددا من أجل إعادة إعمارها وعودة الحياة إليها.
وشهدت قرى أخرى نفس مظاهر التويزة على غرار قرى ميشلي، أين تكفل سكانها بعملية التنظيف لإزالة مخلفات الحرائق، ليكون الموعد مع قرى أخرى التي ستنظم حملات تنظيف خلال الأيام القليلة المقبلة بهدف إحياء عادة التويزة وبعث الأمل مجددا في نفوس سكان منطقة القبائل الذين يرفعون التحدي في كل مرة، على حد قولهم «المحن تولد الهمم» .