شكل صالون النحاس المنظم بقسنطينة إلى غاية ١٩ جوان الجاري واجهة للحرفيين والمواطنين المهتمين بهذا القطاع الحساس الذي يعرف منافسة غير شرعية من منتوجات أجنبية متدفقة من كل جهات المعمورة وبالخصوص آسيا.
وأظهر الصالون الذي يعد مراة عاكسة لما وصلته صناعة النحاس في عاصمة الشرق بالخصوص، مدى الصعوبات التي تعترض الحرفيين الذين يتحدون العقبات من أجل حماية المهنة من خطر الاستيراد الزاحف من الهند والصين.
هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان، ناقلة انشغالات أهل المهنة ونداءاتهم من أجل دعمها ومرافقتها في معركة النهوض والتطور، باعتبارها موروثا وطنيا وهوية لا تقبل المساس.
أكدت عائشة طاقابو، الوزيرة المنتدبة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية المكلفة بالصناعة التقليدية أثناء تدشينها الصالون الوطني 13 للنحاس بقسنطينة، على هذا الحقائق، قائلة: «إن الدولة لن تدخر أي جهد في النهوض والرقي بالصناعة التقليدية، باعتبارها أحد المقومات الأساسية للثقافة الوطنية، مبرزة أن فخامة رئيس الجمهورية يولي اهتماما خاصا للقطاع».
وقالت الوزيرة، خلال الزيارة التفقدية التي قادتها إلى قسنطينة، إنه لابد من الإدماج النوعي للحرفيين التقليديين ومنتجاتهم المختلفة في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، لإبراز كل أشكال الإبداع التي تزخر بها مختلف مناطق الوطن واعتبار التظاهرة فرصة للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي الهام.
وكانت الوزيرة قد اطلعت في مستهل زيارتها، على واقع نشاطات غرفة الصناعة والحرف لولاية قسنطينة، حيث قدمت لها عروض عن قطاع السياحة والصناعة التقليدية. كما عاينت بمدرسة الحرف بنفس الغرفة، منهج وطرق التدريس في مختلف الحرف التقليدية ووقفت على نماذج في فني الطبخ التقليدي القسنطيني والخياطة.
وبحي القصبة في أعالي المدينة، قامت الوزيرة بزيارة «دار عزي» للباس التقليدي القسنطيني والمتمثل في «قندورة الفرقاني» الشهيرة و»الكاراكو» وغيرها من الملبوسات التي اشتهرت بها قسنطينة خلال القرنين الماضيين، ولاتزال هذه الحرفة فخرا لكثير من العائلات القسنطينية التي حافظت عليها حتى اليوم وحمتها من الاندثار والزوال.
كما عاينت عائشة طاقابو، بشارع بلوزداد، مشروع «المطعم والمتحف وغرفة الحرف» وهو المشروع الذي سيقام على مساحة كبيرة وسط المدينة وسيعرف انطلاق الأشغال به في الأيام القليلة القادمة، حيث يعتبر إحدى الدعائم الثقافية الأساسية لاستقبال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015.
من جهة أخرى، وبعد تدشينها الصالون الوطني 13 للنحاس، الذي يستمر حتى 19 من هذا الشهر، بوسط المدينة، طافت الوزيرة بمختلف أجنحة المعرض التي نصبت له 40 خيمة احتوت مختلف التحف النحاسية التي اشتهرت وتشتهر بها قسنطينة عبر العصور، كما اطلعت على انشغالات الحرفيين التقليديين ومنها ندرة وغلاء مادة النحاس التي تعتبر المادة الأولية في هذه الصناعة التقليدية.
الجدير بالذكر، أنه يوجد بقسنطينة 11 ألف حرفي ينشطون في أكثر من 210 نشاط بين صناعة وحرفة وخدمات، كما استفاد في سنة 2013 نحو 146 حرفي من دعم مباشر من قبل الدولة بمبلغ إجمالي وصل إلى 36 مليون دينار، في حين استفاد 63 حرفيا في النحاس، في إطار التعاون الجزائري - الأوروبي، وهذا ضمن برنامج واسع يهدف إلى إقحام هذا المنتوج في السوق الدولية.
دشنته طاقابو بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة
صالون النحاس واجهة المهنيين ووجهة المواطنين
قسنطينة: أحمد دبيلي
شوهد:239 مرة