كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، التي حلّت ضيفة على منبر جريدة “الشعب”، عن وجود لجان عمل مكونة من إطارات ومختصين وممثلي المجتمع المدني وأئمة، يسهرون على إعداد بطاقية وطنية خاصة بالمعوزين، لاسيما وأنهم سجلوا ما يقدر بـ47 بلدية مصنّفة في خانة أفقر البلديات، على غرار بلدية بني ملوك بتيبازة التي انطلقت بها العملية، على أن يتم تعميمها على باقي أنحاء الوطن على مدار السنة، لإعطاء شفافية أكبر واحترام الأولويات تدعيما لثقة الشعب في الدولة ومؤسساتها.
أكدت بن حبيلس عدم ثقتها في القوائم الخاصة بالمعوزين لوجود جملة من الشروط والوثائق الإدارية القابلة للتحايل وليس في شخص رؤساء البلديات، موجهة نداء الضمير إلى عابري السبيل وغيرهم لترك الإعانات إلى من هم بحاجة ماسة وفعلية إليها، تدعيما لمجهودات الدولة سياسيا وماديا، لاسيما وأن الأخيرة لم تقطف ثمارها بسبب جملة العراقيل المتواجدة داخل مجتمعنا.
وشددت ذات المتحدثة، على إن الهلال الأحمر الجزائري يرفض التضامن “الظرفي” خلال المناسبات الدينية فقط، بل مجهوداته متواصلة على مدار السنة، مفيدة بوجود إرادة سياسية قوية من طرف الحكومة لنشر العدالة الاجتماعية المتجسدة عن طريق توفير ميزانية ضخمة تقاس بالمليارات.
وعن إمكانية تحويل قفة رمضان إلى صكوك مالية حفظا لكرامة المواطنين وتجنيبهم الطوابير الطويلة التي يندى لها الجبين ككل سنة، أجابت بن حبيلس أن الهدف الأساسي للدولة هو احترام كرامة الإنسان من خلال احترام خياراته، والأمر يتطلب وجود آلية لتجسيد ذلك بشفافية تامة عن طريق حل وخيار وحيد وهو البطاقية التي تحدد الأولويات.
وأعربت ضيفة الجريدة، عن سعيهم لتأسيس نادٍ إعلامي في ظل انعدام هيكل تنظيمي داخل الهلال الأحمر الجزائري، سيما على مستوى الإعلام والعلاقات العامة، الأمر الذي يتطلب تطوع جميع الطاقات والتجارب لانعدام الميزانية المالية والأجور اللازمة، مشيرة في ذات السياق إلى رفضها القاطع لما أسمته بـ«المساومة” من أجل أجر خاص بها، لأنها متطوعة بالدرجة الأولى، كما أن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.