أجمع مربو الماشية بعاصمة الغرب الجزائري، على أن غياب سياسة تلقيح محكمة للثروة الحيوانية، وتعثر العملية بناحية وهران منذ سنة، وراء إصابة العديد من الرؤوس بأمراض سارية وتهديدات الجوائح المرضية والأمراض الوافدة حديثا.
وأضافت مصادرنا، أن هذا الوضع من شأنه أن ينقل العدوى بسرعة، خاصة في وجود سوق جهوي لبيع مختلف رؤوس الماشية القادمة من الولايات المجاورة، وهو ما يحدث وسط غياب التعريف بالموال الحقيقي عبر ترقيم تسلسلي، كما هو معمول به عبر باقي الدول، كبطاقات تحمل عنوان الموال والمنطقة التي ينتمي إليها، لتسهيل المراقبة وعمل البياطرة. علما أن وهران تملك 12 ألف رأس من الأبقار و12 ألف رأس من الماعز. وتعتبر الأغنام في مقدمة الثروة بـ154 ألف رأس، بحسب آخر إحصائيات الغرفة الفلاحية لولاية وهران.
هذا ويشكو قطاع تربية الماشية من صعوبات عديدة، أثارتها نفس الجهة، تتعلق أساسا بنقص العلف بجميع أنواعه وغياب الدعم المادي. ويدعو المربون إلى توفير مادة النخالة بكميات كافية في ظل نقص العلف، بالإضافة إلى ضعف الموارد الطبيعية بالجهة التي تعاني فقرا في المساحات الرعوية، خاصة إذا علمنا أن أكثر من 80٪ من تكلفة اللحوم تتحكم فيها تغذية الأنعام، والتي لاتزال تعاني الفقر، خاصة في ظل تراجع المحاصيل الكبرى وعدم الاستقرار الذي يعانيه المربي، من منطلق أن وهران ساحلية لا تتوافر على مساحات رعوية كبيرة، فيما يفوق عدد سكانها المليون و500 نسمة، وهي من أبرز التحديات التي توجه مربي الماشية، خاصة منها شعبة الأغنام التي لم تستفد من الدعم على غرار شعبة الأبقار.
يذكر أن المساحة التي تخصص سنويا لإنتاج الحبوب تتراوح بين 50 إلى 55 ألف هكتار سنويا، تخصص منها 30 ألف هكتار لإنتاج الشعير، بحسب أحد أعضاء مجلس الغرفة الفلاحية.
في حين أشار محدثو “الشعب”، إلى أن أسعار اللحوم الحمراء سيطبعها الاستقرار خلال شهر رمضان مقارنة بمستواها الحالي ومعطيات أخرى، يتصدرها، بحسب ما ورد عنهم، توافر الولاية على سوق جهوي متخصص يعرف إقبالا كبيرا، إلا أن المعطيات تؤكد من جهة أخرى، أن الأسعار على مستوى أسواق التجزئة تعتبر بعيدة عن متناول المستهلك، خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان، ناهيك عن موسم الأفراح، في وقت فاق فيه سعر لحم الغنم 1300 دج والبقر يتراوح، أسبوعين قبل الشهر الفضيل، مابين 1400 إلى 1600 دج. فيما اعتبرت مصادرنا، أن ظاهرة المضاربة وتعدد الوسطاء وراء ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية، وأوضحت أن القطاع سيتدعم بأعداد هامة من الماشية ومختلف أنواع اللحوم لسد الطلب خلال شهر رمضان، وأكدوا أن قطاع التجارة في حاجة إلى مزيد من الضوابط التي من شأنها وضع حد لظاهرة الوساطة.