إعـادة تنظيـم الإقليــــم لعلاج مشكـــــل الاختـــلالات

آسيا مني

قيّم محمد قماري طبيب خبير في علم النفس المعرفي، واقع البيئة في الجزائر بالسلبي حيث ما يزال يمتاز بالتدهور بسبب عدة عوامل على غرار التوزيع الجغرافي الذي  يتمركز بنسبة كبيرة من الكثافة السكنية في شمال البلاد، فضلا عن النظام العمراني الذي يطبع المدن الجزائرية والذي جاء بصفة عشوائية بالنظر إلى الظروف التاريخية التي مرت بها الجزائر و أدت إلى سرعة التعمير، دون أن ينسي الحديث عن مشكل الورشات  المفتوحة  غير المدروسة  و التي لا تراعى فيها التأثيرات السلبية على البيئة.
 أوضح الطبيب من منبر ضيف «الشعب» أن الوضع البيئي في الجزائر، يتطلب منا اليوم تخطيطا  يشمل رؤية ديناميكية كفيلة ببعث إعادة تنظيم الإقليم بهدف تصحيح الاختلالات الملاحظة وتثمين كل الزوايا والقدرات المتوفرة بهدف السهر على ديمومة تنمية كل مناطق  ومدن  وأرياف الوطن  من خلال السعي إلى وضع سياسة بيئية حضرية تتمثل في مسعى متجانس من أجل تسيير مندمج للنفايات الصلبة الحضرية وكذا الوقاية والتلوث الصناعي والتقليص منه.
وفي إطار الإجراءات  الرامية إلى الدفع بالمخطط المدير لتهيئة الإقليم وتكييفه مع المعطيات تحدث عن المبادرة  والتحرك من أجل البيئة والتنمية المستدامة والمتمثلة في تحقيق تقليص لوتيرة تدهور البيئة، وضرورة إعادة النظر في الورشات التي  تطلقها الجماعات المحلية دون أن تراعي فيها المجال البيئي من جهة وحياة وأمن المواطنين من جهة أخرى.
وبالمقابل تمت المبادرة بأعمال من أجل حماية البيئة والمحافظة  عليها من خلال إدماج المجتمع  المدني عبر مختلف الجمعيات والنوادي الخضراء الناشطة في هذا المجال لتحقيق ذلك.
 من جهته أكد مالك وضاح رئيس لجنة حماية البيئة لولاية الجزائر أن واقع البيئة في الجزائر لا يبعث على الارتياح حيث ما تزال الجزائر تعاني العديد من النقائص التي حالت دون توفير بيئة ملائمة، حيث يرى أنه وبالرغم من الطابع الاستعجالي للنهوض بقطاع البيئة إلا أنه تم تسجيل تأخر في إنجاز برامج لتفادي السلبيات على غرار كثرة المفارغ العشوائية وترسيخ المظاهر السلبية وتشجيعها.
 ودعا محدثنا في هذا السياق إلى ضرورة  تطوير المدينة  وتشجيع العمل على خلق قرى جديدة يتم بناؤها بطرق مدروسة يراعى فيها الجانب البيئي باعتبار الجزائر اليوم ترتكز على مدن فوضوية تم بناؤها بطرق غير مدروسة.
 كما أكد من جهة أخرى أنه لا يمكن تحميل مسؤولية التدهور البيئ الذي تعرفه الجزائر اليوم إلى الأفراد بل يضيف ضيف منبر الشعب قائلا – هناك شبكة علاقات في المجتمع  فلا يجب أن ننسى دور السلطات المحلية في توفير كل ما هو ضروري من أجل توفير بيئة ملائمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024