توافق الكثير من دول المعمورة على الاحتفال بالبيئة في يومها العالمي الموافق للـ05 جوان من كل سنة، منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة على ذلك في سنة 1972، وأن تسطر المهرجانات الشعبية والأيام التحسيسية وندوات، النقاش يبقى التكفل بالمشاكل المتفاقمة التي تعرفها البيئة والمحيط بعيدا كل البعد عن حجم الأضرار الجسيمة التي ألحقها الإنسان بهما بدافع العصرنة والرقي والتقدم.
وكان شعار الاحتفالات باليوم العالمي لسنة 2012 هو»الاقتصاد الأخضر»، الداعي إلى التصنيع والزراعة في إطار يحترم البيئة ويقلل من التلوث. وقد اختير لاحتفائية سنة 2013 شعار: «كل، فكر واقتصد» الذي قال في شأنه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، في رسالته: «من المتوقع أن ينتقل عدد سكان العالم من سبعة مليارات حالياً إلى تسعة مليارات بحلول عام 2050. ولكن ليس من الضروري أن يزيد عدد الجياع أيضاً».
ورأى بان كي مون: «نحن قلصنا كميات ما يضيع من غذاء، سيكون بوسعنا أن نقتصد المال والموارد، وأن نقلل من الآثار البيئية، والأهم من ذلك، أن نمضي في اتجاه تحقيق عالم يكون فيه لكل شخص ما يسد حاجته من الطعام»..
وقد اختارت منظمة الأمم المتحدة هذه السنة شعار «ارفع صوتك...لا مستوى البحر» في محاولة منها لتحسيس الدول والحكومات على احترام المحيط والسهر على إيجاد حلول ناجعة لمشاكل التلوث والاحتباس الحراري الذي تعرفه المعمورة والذي بدأ يؤثر سلبا على التوازن الطبيعي للحياة عليها.
لكن بين الاحتفال بيوم البيئة العالمي، عن طريق المهرجانات والحفلات الموسيقية، والمسابقات الأدبية والثقافية والحملات التحسيسية، كما تنص عليه توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة وواقع التلوث وتدهور المحيط والمشاكل التي تعاني منها المعمورة أينما وجد الإنسان وطموحه العارم للتصنع والتحضر تبقى الهوة وللأسف عميقة جدا. وبالرغم من كل الإرادة والمجهودات المبذولة من قبل بعض الجهات التي تحاول بشتى الوسائل والطرق عبر عمليات التحسيس ودق ناقوس الخطر عن طريق التظاهرات الفنية والثقافية وحتى الاعتصام خلال محافل ولقاءات الدول الكبرى المصنعة، تبقى مشاكل تلوث المحيط والتعدي على الثروات الطبيعية لباطن الأرض وظاهرها وحتى لمياه المحيط وللهواء والغلاف الجوي المحيط بها مباح ومتواصل باسم رقي وتقدم الإنسان..