المستشارة السياسية لدى السفارة الصينية:

علاقاتنا مع الجزائر استراتيجية

فنيدس بن بلة

نوهت، السيدة ان كينغ، المستشارة السياسية لدى سفارة الصين بالجزائر، بالعلاقات الثنائية بين البلدين التي تعرف الرواج الدائم منذ أزيد من خمسينية، واصفة إياها بالشراكة الإستراتيجية.
 وذكرت السيدة كينغ، بمحطات تاريخية رسخت عمق الروابط وعززتها على ممر الأيام والسنين منذ مؤتمر باندونغ المحطة الحاسمة في دعم حركات التحرر واستقلال الشعوب منها الجزائر، التي كانت ترزخ تحت نير الاستعمار الفرنسي.
وقالت المستشارة في ندوة صحفية نظمتها عشية انعقاد منتدى الصين العالم العربي ببكين يوم 5 جوان الجاري، أن مساندة الصين لحركات التحرر مبدأ ثابت في سياستها الخارجية لن تحول عنه مهما كانت الظروف والأحوال.
وأعطت المتحدثة أمثلة عن تطبيق بكين لهذا المبدأ المقدس في دعم الدائم للقضية الفلسطينية، مرافعة من أجل اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وفق مقررات ولوائح الأمم المتحدة. اعطت كذلك أمثلة عن موقف الصين من ما تعرفه بعض الدول العربية من حراك سياسي واضطراب يحمل تسميات متعددة، مؤكدة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية وحدة سياسية.
وهنا تلتقي بكين من جديد مع المبدأ الذي تعتمده سياسة الجزائر الخارجية، التي تعارض الحلول الخارجية المبنية على الخيار العسكري. وهو خيار يعقد الأزمات أكثر ولا يحلها والأمثلة تعطيها ما تعرفه دول عربية وإفريقية جوارية.
عن تقييمها للعلاقات الاقتصادية بين الجزائر والصين، أكدت المستشارة السياسية أن أشياء كثيرة تحققت تترجم الإرادة السياسية لقادة البلدين الراغبين في إعطاء للروابط الثنائية حالة من التمايز والمرجعية والثوابت. تترجمها الأرقام المسجلة ممثلة في بلوغ ارتفاع حجم التطور الاقتصادي بين البلدين على مدار عشرية إلى 238.9 مليار دولار بعدما كان لا يتعدى 25 مليار دولار من قبل، كما يترجم هذا بلوغ التبادل التجاري عتبة 8 ملايير دولار العام الماضي بدل 4 ملايير دولار 2008. وتترجمها كذلك تزايد الشركات الصينية في مرافقة البناء الاقتصادي وتطويره وانتزاعها صفقات وسط منافسة حادة.
فقد انتزعت شركات البناء والأشغال العمومية والسكن الكثير من العقود المفتوحة للمنافسة وفرضت نفسها متعاملا من طراز عال، مؤكدة أنها اجدر بالصفقات والانجاز في الوقت وبالكلفة المضبوطة في دفتر الشروط. والأمثلة تعطيها الطريق السيار شرق غرب.
وعن كيفية انتزاع الصين المكانة الأولى في تموين الجزائر، أكدت المستشارة السياسية أن هذا أمر طبيعي بحكم جدية البلد الأسيوي والطريقة المتبعة في نسج علاقات متوازنة تتقاسم من خلالها الأرباح والأتعاب. على هذا الأساس انتزعت الصين مكانة أول زبون في 128 بلد.
التطور الاقتصادي بين الجزائر والصين هو امتداد طبيعي لنوعية العلاقات السياسية بين البلدين التي تعد نموذجية للحوار جنوب ـ جنوب. هي علاقات مرجعية تؤكد عليها الندوة الوزارية بين حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 التي احتضنتها الجزائر محتفلة بخمسينية المجموعة التي ترافع بلا توقف من أجل إقامة علاقات دولية أكثر ديمقراطية وتوازنا، تسمح لأمم الجنوب المشاركة في القرار الدولي، بعيدا عن المركزية التي كرستها يالطا، بوتسدام وسان فرانسيسكو بعد الحرب العالمية الثانية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024