قال الباحث المتخصص في القضايا الاستراتيجية الدولية، توفيق هامل، أمس، إن الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبرى للدور الجزائري في المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي.
لا تضع الولايات المتحدة فارقا بين إفريقيا والشرق الأوسط في استراتيجيتها الدولية، الرامية لإبقاء السيطرة وغرس النفوذ إلى أبعد نقطة ممكنة، وتصنّفها ضمن «قوس اللاّأمن» أو الأزمات الذي يجب أن يغيب عن نظرها أو يبتعد عن أقدام جيشها.
وبحسب ما أكده الباحث، في منتدى يومية المجاهد، فإن الجزائر تدخل في صلب خارطة السياسة الخارجية الأمريكية. لافتا، إلى أن الجزائر بالنسبة للإدارة الاميريكية ليست العراق أو ليبيا، ولكنها دولة قوية تتمتع بمؤهلات عسكرية واقتصادية قوية، تجعلها الاستثناء في المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي ككل.
وأضاف، أنها تراهن عليها في التعاون والتنسيق الأمني، لمواجهة التحديات الإقليمية على الحدود. وأشار إلى أن القدرات القتالية التي يتمتع بها الجيش الجزائري ووسائله الحربية المتطورة، تجعلها قادرة على التصدي للمخاطر، رغم الانتشار الكثيف للأسلحة عبر الحدود ووصوله إلى الجماعات الإرهابية وبارونات المخدرات الناشطين في المنطقة.
وقال إن دوافع تتعلق بالسيادة والمبادئ التاريخية، دفعت الجزائر لرفض وبشكل مطلق طلب الولايات المتحدة الأمريكية، إقامة قاعدة عسكرية في الصحراء، والتي تريدها أمريكا ضمن ما تسميه مواقع التعاون المتقدم والتي تسمح لها بالمراقبة والتدخل السريع عند نشوب الأزمات، مفيدا أنها تستهدف دائما الدول التي تعرف هدوءاً واستقراراً لإقامة هذا النوع من القواعد، ولا يمكنها أن تنشئ قاعدة عسكرية في مالي بالنظر للظروف الأمنية المتردية هناك.
وأكد أن الجزائر دولة قوية عسكريا واقتصاديا، ولها نسيج اجتماعي متماسك وكلما استقوت جبهتها الداخلية كلما ازدادت قوتها في المنطقة، لذلك - يضيف - فإن أمريكا والدولة الأوروبية، تطلب منها لعب دور دركي المنطقة لبسط الأمن ومكافحة الإرهاب، وأن تكون في ذات الوقت حاجزا في وجه الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
أما الباحثة دليلة بدار فتطرقت في عرضها إلى التدخل الأمريكي في العراق، وأوضحت أن الولايات المتحدة حققت أهدافا استراتيجية جد هامة بعد احتلالها للعراق عام 2003، على رأسها الدخول والسيطرة على أحد أكبر احتياطي للنفط في العالم والذي يتميز بجودته العالية وسهولة استخراجه، كما ستظفر باستثمارات عامة لإعادة بناء العراق، حيث تفوق تكلفة الاستثمارات بـ1000 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، ناهيك عن فرص مراقبة المنطقة عسكريا، من خلال تواجد أزيد من 10 آلاف عامل بالسفارة ببغداد غالبيتهم مستشارون يسهرون على تنفيذ استراتيجية أمريكا.
قال إنها تملك قوة عسكرية واقتصادية، الباحث توفيق هامل:
واشنطــن تــولي أهميــة كـبرى لدور الجزائــر في المنطقــة
حمزة محصول
شوهد:271 مرة