دقت الحركة الطلابية من منظمة الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، والمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي، ناقوس الخطر من الأوضاع التي آلت إليها الجامعة، بسبب عدم التكفل بالمشاكل المتعلقة بالطلبة على جميع الأصعدة، خاصة الاجتماعية البيداغوجية منها، داعين الوصاية إلى العناية بالوضع الاجتماعي للطالب الجامعي والتكفل به، مع إشراك مختلف المنظمات الطلابية الجامعية في بلورة رؤية واضحة للنهوض بالجامعة الجزائرية.
أكد، سعدي هشام، أن عديد المشاكل تواجه الطالب الجامعي بشقيها البيداغوجي والاجتماعي، ففي الشق الاجتماعي تطرق «ضيف الشعب» إلى تدهور نوعية الخدمات على مستوى النقل، الإطعام والإيواء.. هذا الأخير الذي ما يزال يعرف نقائص بالجملة خاصة بعد أن تم حصره في إطار الإطعام والإيواء فقط، منبها في هذا السياق إلى ضرورة جعله يتماشي والنمط الجامعي، من خلال خلق فضاءات بيداغوجية، على غرار مكاتب لفائدة المقيمين، قاعات الانترنت مع ضرورة الاهتمام بالمحيط داخل الحرم الجامعي وجعله فضاء يريح الطالب مع تعزيز بداخله النشاطات الثقافية لتنمية معارفهم.
وأشار إلى أن الحوار، الذي عادة ما يجمعهم مع المسؤولين لإيجاد حلول ملموسة لمشاكل المطروحة داخل جامعاتنا، لا يؤدي إلى نتيجة فعلية، وهو ما يجعل منه حوارا غير جاد، وهنا دعا ضيفنا إلى ضرورة الاهتمام بانشغالات الطلبة وأخذها على محمل الجد.
وفي الشق البيداغوجي، تطرق سعدي إلى نظام «أل.أم.دي» الذي اعتبره بالقرار غير المدروس، حيث لم يتم من خلاله اخذ بعين الاعتبار رؤية إستراتجية بعيدة المدى لهذه المنظومة وتداعياتها على مستوى التكوين والتأطير وعالم الشغل، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة الوقوف وقفة تأمل من خلال عقد ندوة تقييم المنهجي والعلمي لتطبيق هذا النظام بما يتلاءم ورفع المستوى البيداغوجي وتحسين فرص الشغل والعمل بالنسبة لحاملي الشهادات في إطاره.
أما الآن، ونحن نعيش عصر المعلوماتية والتطور والسعي لبلوغ ما بلغته دول أخرى في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ـ يضيف ممثل الاتحاد الوطني للاتحاد الطلبة الجزائريين ـ توجب علينا كمنظمات طلابية المرافعة من اجل الرقي بمستوى جامعاتنا وجعلها تتماشي والعصر التكنولوجي الراهن.
من جهته رافع ممثل المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي على حقوق الطالب الجزائري، الذي ما يزال يواجه الكثير من العراقيل خلال مشواره الدراسي، حيث تطرق في سياق حديثه لبعض النقائص التي ما تزال تعرفها الإقامات الجامعية المتمركزة داخل الحرم الجامعي، غير انه أكد من جهة أخرى أن مجهودات كبيرة تقوم بها الدولة من اجل بلوغ طالب في غرفة واحدة، على غرار ما تعرفه الاقامات الجامعية المتمركزة، بولاية سيدي بلعباس كما تم تحسين الوجبات الغذائية في بعض الاقامات على أن يتم تعميمها على كل الاقامات الأخرى.
أما في المجال البيداغوجي أكد «ضيف الشعب»، أن نظام أل،م،دي ليس مشكل وزارة التعليم العالي فقط، بل تتحمل مسؤوليته عدة وزارات، وفي هذا الإطار دعا كافة المعنيين بإعادة مراجعة هذا النظام، وجعله أكثر اختصاص يتماشى والسوق الوطنية الحالية، حتى لا يجد الطالب نفسه في دوامة البطالة.
وفي ظل جملة هذه المشاكل التي ما يزال يواجهها الطالب الجزائري اليوم، طالبا ضيفا «الشعب» من هذا المنبر الإعلامي وبمناسبة الاحتفال بيوم الطالب المصادف لـ19 ماي من كل سنة، بضرورة فتح أبواب الحوار مع كافة الشركاء الاجتماعيين ومناقشة المشاكل والأوضاع بجدية، وأخذها بعين الاعتبار، وكذا التدخل لإيجاد الحلول اللازمة واحتواء الوضع الذي يهدد الطلبة وتحصيلهم العلمي من خلال عقد ندوة وطنية يتم خلالها الوقوف على ما تم تحصيله خلال العشرية الأخيرة على مستوى جامعاتنا، والوقوف عند النقائص التي قد تكون حاجزا أمام التحصيل العلمي المطلوب.