احتضنت ولاية البويرة، الخميس، الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ٦٩ لمجازر 8 ماي 1945 تحت إشراف الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، مرفوقا بمحمد علي بوغازي، مستشار برئاسة الجمهورية، وحضور الوجوه التاريخية أمثال سعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين، بوحفص رئيس جمعية معطوبي الحرب، نورالدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، خالفة مبارك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين.
الاحتفالات انطلقت بمربع الشهداء، بحضور ناصر معسكري، والي الولاية، والسلطات المدنية والعسكرية والأسرة الثورية.
بعد رفع العلم من طرف عناصر من الجيش الوطني الشعبي، توجه الحاضرون إلى متحف المجاهدين، حيث وقف الوزير مطوّلا أمام المحطات التاريخية للثورة الجزائرية، مجسّدة في قطع من السلاح المسترجعة من جنود الاستعمار، وكذا صور لشهداء وأبطال الثورة المجيدة.
في قاعة المحاضرات، قرأ محمد علي بوغازي رسالة الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والستين لمجازر 8 ماي 1945.
الرسالة التي استمع إليها الحضور بتمعّن، تحمل دلالات ومعنى لهذه المحطة التاريخية، وكذا التطلع إلى مستقبل أفضل. بعد ذلك ألقى الدكتور جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، محاضرة تطرق من خلالها إلى أهم المحطات التي استبقت مجازر 8 ماي 1945. هذه الأحداث التي انطلقت منذ أول ماي في عدة مناطق، منها الجزائر العاصمة، سطيف، عنابة، خنشلة، وهران، قالمة، غليزان وسور الغزلان، وهذا باعتراف رسمي من الاستعمار، حيث بعث حاكم الجزائر تقريرا مفصّلا آنذاك إلى وزيري الخارجية والداخلية الفرنسيين حول الأحداث. حاول الاستعمار، بالتواطؤ مع الصحافة الغربية، تحويل مسار المطلب بالاستقلال إلى مطلب «الرغيف». لكن لأول مرة ترفع مطالب بالاستقلال، كان ذلك في 12 مارس 1945 بقسنطينة.
أول شهيد كان الكشاف الجزائري «سعال بوزيد» بسطيف سقط وهو يرتدي راية الكشافة الجزائرية، ثم يليه شهدن «الحفاف وبوسطاف» ببلكور بالجزائر العاصمة.
عاين الوزير بالمناسبة مشاريع القطاع، منها مشروع إعادة تهيئة المقابر والمعالم التذكارية التي رصد لها غلاف مالي يقدر بـ50 مليون دينار جزائري، كما زار مشروع إنجاز مديرية المجاهدين و50 مسكنا تساهميا لفئة المجاهدين وذوي الحقوق.
الوزير وقف مطولا أمام الدراسة الخاصة بمركز التعذيب إبان حرب التحرير بعد ترميمه بتيليوة (باهل القصر). هذا المركز، الذي مورست فيه أبشع صور التعذيب، حرك ضمير بعض الجزائريين الذين ساندوه ثم قاموا بعملية وطنية في سنة 1961 أين أخرجوا من الثكنة كل السلاح وزوّدوا به جيش التحرير. العملية التي خلقت هلعا كبيرا في صفوف العدو.
وببلدية الهاشمية زار الوزير الموقع المخصص لإنجاز مركز الراحة للمجاهدين بالمنطقة الحموية «حمام كسانة».