تتوفر على أراضي خصبة مصدر نهضة فلاحية

مزرعة “حجاج بشير” بقسنطينة تتحول إلى مفرغة عمومية

مفيدة طريفي

كارثة بيئية تهدد المنطقة

لا تزال العديد من بلديات قسنطينة تعيش العزلة والتهميش، في عديد من النقاط الضرورية التي يعتمد عليها المواطن في العيش بكرامة بعيدا عن مظاهر المعاناة والاحتجاج.

 تعتبر المنطقة المعروفة “بد الاريو” أو بالأحرى “حجاج بشير” الكائنة تحديدا بمدخل بلدية أولاد رحمون التي تبعد عن مقر ولاية قسنطينة بـ27 كلم منطقة زراعية محضة والمعروفة بإنتاجها الفلاحي الوفير.
تعرف اولاد رحمون في كل موسم فلاحي، وضعية مزرية بسبب انتشار القمامة والفضلات بشكل يستدعي التدخل السريع خاصة وأن من بين هذه السكنات تحولت بعد برنامج الدعم الريفي إلى سكنات تتماشى وقوانين البناء المتعارف عليها.  
«الشعب” في زيارة ميدانية قامت بها إلى المنطقة المعروفة بمزرعة “حجاج بشير 1” رصدت الوضعية المزرية التي يعيشها سكان المزرعة. أحد المواطنين ورغم ظروفه الصحية والإعاقة الجسدية يتخذ من مساحة صغيرة تجاور مسكنه كقطعة أرض بسيطة يزرع بها مختلف الخضروات والفواكه ليتحدى بها أمورا كثيرة و يقهر بها حالة التهميش و الإهمال .
تجولنا داخل المنطقة  كانت دهشتنا كبيرة عندما لمحنا ذلك العزم و التحدي الذي يتمتع به المواطن المدعو “مزياني حسان” البالغ من العمر 43 سنة أب لبنتين، وهي الإرادة التي يحاول أن يهزم بها ظروف إعاقته التي لم تمنعه من إصلاح الأرض الصغيرة التي كانت بورا في بادئ الأمر.
 لكن خبرته في المجال بحكم أنه تربى على يد فلاح جعلته يجتهد و بوسائل بسيطة و أسمدة حيوانية ينجح في جعلها صالحة لشتى أنواع الخضر و الفواكه، لتكون تلك المزروعات التي تجود بها الأرض مصدر رزق له،.
أكد مزياني أنه في غالب الأحيان لا يحتاج إلى اقتناء الخضر من الأسواق لأنه يكتفي بمزروعاته بل أنه و في مرات قام ببيع الخس الذي طرح كميات كبيرة و من نوعية رفيعة، فحبه للأرض والعمل وتحدي الظروف حتى لو كانت جد قاسية جعلته يصارع من أجل تحقيق أحلامه في تربية أولاده على قدر رفيع من العلم والثقافة مهما كلفه الأمر.
 أحلام بسيطة لكنها تبدو صعبة نوعا ما فنبرة الحزن التي لمحناها في عين هذا المواطن البسيط خاصة بعد قرار البلدية في تمرير الطريق بتلك المساحة الضيقة التي يتخذها كمصدر رزق يعيش منه هذا إلى جانب كونها تعطيه الدفعة للعمل رغم حالته الصحية توحي بأنه لن يقوى على الحراك مجددا فهي المساحة الوحيدة التي تعطيه القوة و تنسيه بعضا من آلامه حول المساحات الأخرى المحيطة بالمنطقة التي تحولت بفعل القاذورات و فضلات الردم إلى مفرغة عمومية.
 هي الوضعية التي دفعتنا للتساؤل عن كيفية تحول منطقة فلاحية مزروعة لتكون على هذا القدر من الإهمال؟ كيف للردم و النفايات أن تحتل المساحات الزراعية الخصبة وتكون عائقا في استصلاح الأراضي، هذا في غياب السلطات المحلية والولائية وكذا جمعيات حماية البيئة التي لا تلبث وأن تحاضر عن موضوع التنمية الريفية وحماية البيئة ويشاد بأهميتها في كل المناسبات، المنطقة وفي غياب التكفل والاهتمام بالمساحات الزراعية، ليطالب سكان المنطقة بضرورة التكفل بمنطقتهم والعمل على إزالة القمامة و الردوم و منع أيا كان من التفريغ العشوائي مع ضرورة تخصيص أماكن ترمى بها القمامة والوقوف على إزالتها بشكل دوري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024