تركيب 550 شاحنة خلال السنة الجارية وتشغيل ٣ آلاف عامل
بعد انتظار، تمكنت الشركة الوطنية للسيارات الصناعية “اسنفيي” بالرويبة بالجزائر العاصمة، من تركيب أول شاحنة للوزن الثقيل في إطار شراكة جزائرية ـ ألمانية ـ إماراتية، تحت علامة “مرسيدس بنز”، يوم الأربعاء الفارط، حيث تعد هذه المركبة من طراز “اكتروس” من بين الأنواع الـ5 للشاحنات التي سيتم تركيبها بهذا المصنع.
كان لإظهار أول شاحنة من علامة عالمية، تم تركيبها بالجزائر، وقعه لدى الشركاء الثلاثة، الذين اعتبروه ثمرة جهود وعمل في إطار تشاركي منذ سنتين، أين تم تأسيس شراكة لهذا الغرض برأسمال يقدر بـ103 مليون أورو من أجل تنفيذ هذا المشروع الصناعي، الذي سيساهم في خلق نسيج مؤسساتي متكون من مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال المناولة وصناعة الإكسسوارات.
ويحوز الطرف الجزائري على 51 بالمائة من حصص هذه الشركة المختلطة، ممثلا بالشركة الوطنية للسيارات الصناعية (34 بالمائة) ووزارة الدفاع الوطني (17 بالمائة)، والشركة الإماراتية “آبار” تحوز على 49 بالمائة، وبالنسبة للصانع الألماني دايملر (مرسيدس ـ بنز) فهو شريك تكنولوجي.
وكشف الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسيارات الصناعية، حمو تزروتي، أن الشاحنة ستدخل السوق في آجال لا تتعدى 20 يوما، مؤكدا أن طراز “أكتروس” من بين الأنواع الـ5 للشاحنات التي ستركب في نفس الموقع الصناعي، الذي تقدر طاقته السنوية بـ550 شاحنة سنة 2014.
وأبرز في سياق متصل، أن حجم الإنتاج سيكون في تصاعد بلوغ 2000 شاحنة سنة 2015، مشيرا إلى ان طاقة تصنيع الشركة تصل إلى 16500 بين شاحنة وحافلة، لتغطية السوق الوطنية، مع إمكانية التصدير، وذلك بعد الحصول على موافقة الشريكين.
ومن جهته، اعتبر الرئيس المدير العام للشركة المختلطة، ياسر ابراهيم، أن الشاحنة المركبة في الجزائر باعتماد التكنولوجية الألمانية المتطورة، انجاز كبير، وثمرة عمل، وفى من خلالها الطرف الألماني بوعده لنقل التكنولوجيا، والدعم التقني الذي تطلبه انجاز هذا المشروع الكبير.
أما ممثل الشركة الألمانية “مرسيدس ـ بنز”، فقد أعلن بدوره عن طاقة تصنيع وتركيب تصل إلى 20 شاحنة يوميا، مشيرا إلى أن عدد العمال الذين قاموا بتركيب الشاحنة، لا يتعدى 60 عاملا، مؤكدا أن عددهم سيتضاعف ليصل إلى 3000 عامل مستقبلا.
وكان للحدث نكهته الخاصة، إذ تزامن خروج هذا المنتوج الصناعي من تركيب جزائري، عشية الاحتفال بعيد العمال، قد رصدت “ الشعب” خلال تغطيتها لهذا الحدث الهام في الاقتصاد الوطني، انطباعات العمال (الشباب) الذين عبروا لنا عن فرحتهم، بعد أن تمكنوا من تركيب شاحنة من خلال مخطط على الورق، ما أعطاهم ثقة أكبر في أنهم يمكن أن يثبتوا كفاءاتهم في هذا المجال.
وقالوا في تصريحات لـ« الشعب “، أنهم فرحين بما حققوه من انجاز لصالح الجزائر، بتمكنهم من تركيب شاحنة من علامة عالمية بأيديهم، بفضل التأطير والتكوين الذي يخضعون له باستمرار، منوّهين بجوّ العمل المريح الذي يسود مصنع رويبة، مبدين ثقتهم الكبيرة في أنفسهم وفي أن أبناء الجزائر قادرون على تحقيق المستحيل بإرادتهم وعزيمتهم.