توفيت المجاهدة إيفلين سفير لافاليت، زوجة الإعلامي الراحل عبد القادر سفير، أول أمس بمسكنها الكائن بحي ثنية الحجر بالمدية، عن عمر ناهز الـ 87 عاما بعد مرض في الأمعاء لازمها منذ الخميس الماضي.
وشيّع جثمان المجاهدة، ذات الأصول الفرنسية، بمقبرة بن عكنون، بعد عصر أمس.
ولدت السيدة ايفلين بالرويبة سنة 1927، استقرت بالجزائر، رافضة تبني أفكار المنظومة الكولونيالية، كما قضت طفولتها وريعان شبابها بالرويبة بالعاصمة، بينما شاركت في الثورة، قادمة من الجهة الأخرى؛ جهة الأقدام السوداء التي تنتمي إليها عائلتها التي استقرّت في الجزائر أكثر من 66 سنة ورفضت مغادرة البلد مع بني جلدتها، مفضلة الاستقرار في البلد الذي رأت فيه نور الحياة.
وكانت تعيش قبل رحيل زوجها الصحفي القدير عبد القادر سفير، في جانفي 1993، في منزله بمدينة بن شكاو بالمدية، وهي المدينة التي قضت فيها سنوات رفقة زوجها.
وعن مراحل حياتها ومحطاتها تحدّثت السيدة ايفلين، في مذكّراتها صدرت عن منشورات “البرزخ” بعنوان “جزائرية فقط”: “في الأربعينيات عملت كمدرّسة بالقصبة السفلى، وفي تلك المرحلة لم تكن الطائفتان المسلمة والأوروبية تلتقيان، وهل بإمكاننا اليوم أن نتصور أن حجم ذلك التنافر كان موجودا”، وتضيف أن النظام الكولونيالي اتسم بانعدام المساواة والعنف والعنصرية والابتعاد عن القيم الإنسانية، وكل هذه المظاهر كانت تشكل يوميات “الأنديجان” في المدرسة أو في العمل، لكن هذا لم يمنع بعض الأوروبيين، تضيف المجاهدة الراحلة السيدة ايفلين، من الالتفاف في جمعيات كانت تسعى لإيصال التعليم للأطفال الجزائريين المحرومين منه.
يذكر أن هذه الشخصية، كانت شاهدة على أهم التحولات التي حدثت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي مكّنتها من الانغماس في العمل الجمعوي، بالأخص بعد منح النساء حق الانتخاب كما أشارت إلى جمعية “الشباب الجزائري من أجل الحركة الاجتماعية”، التي كانت عضوا فاعلا فيها، وكانت السيدة ايفلين إحدى المساهمات في ميلاد وتوزيع مجلة “الوعي المغاربي” الشهيرة، التي أسسها أندري ماندوز، بما مكّنتها من التقرب من رئيس الحكومة المؤقتة بن يوسف بن خدة، وبالتالي من الحركة الوطنية والثورية الجزائرية. وقالت: “بعد زلزال مدينة “أورليانس فيل”، اكتشف مأساة الأهالي، وبعد فترة وجيزة اكتشفت بيان أول نوفمبر، وقمت بتبني أفكاره” علما بأنه قد لا يسع ذكر محطات هذه المجاهدة التي أبت إلاّ أن تكون جزائرية قلبا وقالبا، مع الإشارة بأن خبر وفاتها ولد صدمة وتضامنا وحزنا عميقا لدى من عرف المجاهدة من سكان المدية، لا سيما جيرانها الذين يشهدون لها بنبل وطيبة أخلاقها، وكذا تفاعلها الكبير مع المناسبات والأعياد الوطنية التي كانت تحييها الولاية.
روت نضالها في الثورة التحريرية في مذكراتها “جزائرية فقط”
المجاهدة إيفلين سفير في ذمة الله
المدية: م.أمين عباس
شوهد:389 مرة