أعطى فاتح بوطبيق، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، قراءته للمشهد السياسي المتغيّر، مقيّما الحملة الانتخابية، التي توشك على أسبوعها الـ3، بما لها وما عليها.
وذكر بوطبيق من منبر ضيف «الشعب»، أمس، أن الرئاسيات في الجزائر محط أنظار مختلف الأوساط في الداخل والخارج، كونها تأتي في إطار قانوني جديد وإصلاحات متعددة الأوجه وإعلام تعددي متناغم، زادته حرارة وديناميكية فتح قطاع السمعي البصري؛ وهو قطاع سمح بدخول فضائيات خاصة المشهد، أعطت إضافة للتغطية الإعلامية، سامحة للمترشحين بتمرير رسائلهم وبرامجهم.
وقال رئيس لجنة المراقبة، في ظل هذا الجو، الذي يحرص من خلاله الجميع على بناء الديمقراطية حسب التجربة الجزائرية دون السقوط في وصفات الآخر وابتزازه، لابد من التحلي بثقافة النقد وقبول الرأي والرأي المعاكس دون الادّعاء بامتلاك الحقيقة وتمرير القاعدة «أنا وحدي على صواب».
«لابد من التحلي بالليونة والاستماع للآخر وهضم الهزيمة والاعتراف بالضعف، إنْ كان، واتخاذه مطيّة للإصلاح وتقوية الذات بدل التمادي في التهجم والانتقاد والترويج لعبارة التزوير إلى درجة الإفراط وتكوين رأي عام مشبع بالأفكار المسبقة والتشكيك في كل شيء، إلى درجة تجعله يتقبل فكرة العزوف الانتخابي واعتباره أمراً مقبولا». هكذا انتقد بوطبيق من لا يتحلى بقواعد اللعبة السياسية ويتمادى في إقصاء الآخرين والتأكيد الخاطئ أنه أحق من غيره وأولى بالاهتمام وترويج أفكاره وفرضها على الآخر بعيداً عن الحوار والتواصل.
على هذا الأساس انتقد بوطبيق دعاة المقاطعة وتماديهم في إمطار الآخر بادّعاءات تشكك في ما تحقق والترويج إلى «التزوير» وتكراره بغرض إقناع الآخر، دون الاستناد إلى أسس وتحري الواقع.
من هذه الزاوية، تعمل اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وتتحرك لتصحيح وضع وسدّ أية فجوة لا تخدم الممارسة الديمقراطية، مستندة إلى الطعون التي تتلقاها من المرشحين إلى الرئاسيات وإعلام الرأي العام بتفاصيل نشاطها والإجابة الفورية على كل مشكل في وقته دون ترك المجال للإشاعة والدعاية وما تولده من أفكار هدامة وكليشيهات تفسد البناء الديمقراطي التعددي في أوسع مداه وأبعده.