أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، أمس، على ضرورة توفير كل الوسائل اللازمة من أجل التكفل بالجانب الاجتماعي للمجاهدين وذوي الحقوق وكذا الحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة والتراث التاريخي الوطني، مؤكدا في ندوة صحفية نشطها في ختام اللقاء التقييمي السنوي للقطاع على وجوب «تعميم لامركزية القرار في مختلف المديريات الولائية للمجاهدين وذوي الحقوق من أجل الإسراع في حل مختلف المشاكل التي تخص المجاهدين وذوي الحقوق على المستوى المحلي وذلك وفقا للقوانين وباعتماد التكنولوجيات الحديثة».
كما شدّد على ضرورة «ترقية التكفل الاجتماعي والصحي وتعزيز النشاط الترفيهي في مراكز الراحة التابعة للقطاع لفائدة هذه الشريحة، لا سيما معطوبي حرب التحرير».
وبخصوص حماية الذاكرة الوطنية، ذكر الوزير بكل الأعمال التي يجرى إنجازها في هذا المجال من أجل «الحفاظ على التاريخ الوطني الحافل بالبطولات والأمجاد»، مشيرا إلى وجود «43 متحفا تاريخيا على المستوى الوطني يتولى حماية الذاكرة لفائدة الأجيال الصاعدة والتعريف بتاريخ الجزائر وما يزخر به من تضحيات جسام».
وشدّد في ذات السياق على أهمية «إعادة ضبط وتحيين المعطيات المتوفرة التي تم جمعها قبل إرسالها إلى المديرية المركزية للتراث الثقافي والتاريخي المرتبط بثورة التحرير والمقاومة الوطنية».
المتاحف منابر للذاكرة
وأشار في هذا الإطار إلى أنه سيتم مع نهاية هذه السنة استلام متحف جديد بولاية غليزان بعد الانتهاء من عملية الترميم والشروع في تهيئة متاحف أخرى بعدة ولايات، داعيا إلى «فتح هذه المتاحف في وقت مبكر وغلقها في ساعة متأخرة من الليل حتى يتسنى للجمهور الواسع، لاسيما الطلبة والأساتذة والمتمدرسون، الاطلاع على الذاكرة الوطنية».
ودعا إلى «تزويد هذه الفضاءات بكتب وأرشيف حول تاريخ الثورة التحريرية وتسجيل شهادات حية مع التركيز على تحديد مواقع المعارك والعمليات الفدائية وأهم مقابر الشهداء المتواجدة بكل مناطق الوطن».
وأضاف الوزير في هذا الاطار بأنه «سيتم قريبا تنظيم معرض متنقل سيجوب مختلف ولايات الوطن لمنح المتمدرسين فرصة الاطلاع ومعرفة بطولات تاريخ الثورة التحريرية حفاظا على ذاكرة الأمة وترسيخها لدى الأجيال الصاعدة».
تحيين قانون الأعياد الوطنية
وبالمناسبة، ذكر زيتوني، بأهمية الاحتفال بالأعياد الوطنية، مشيرا إلى أنه «سيتم قريبا تحيين قانون الأعياد الوطنية بإضافة أعياد تاريخية أخرى ليعرض بعد ذلك على الحكومة والبرلمان لدراسته وإثرائه ثم التصويت عليه».
كما أبرز أهمية إنجاز أفلام تاريخية حول شهداء الثورة التحريرية وأمجادها، حيث سيتم لاحقا —كما قال— إنتاج فليم حول شخصية الشهيد زيغود يوسف والشروع في تصويره قبل نهاية السنة الجارية وكذا إنتاج فيلمين آخرين حول الشهيدين محمد بوقرة وسي الحواس.
من جهة أخرى، أكد الوزير على ضرورة «إعادة النظر في قانون المجاهد والشهيد تماشيا مع متطلبات الجزائر الجديدة التي يعمل الجميع على تجسيدها»، لافتا إلى أن هناك بعض المواد «مجحفة»، الأمر الذي يستدعي —مثلما قال— «إعادة إثراء هذا القانون ومناقشته وإعادة صياغته».
وبخصوص استرجاع الأرشيف الوطني من فرنسا، أكد وزير المجاهدين أن «كل الملفات المطروحة في هذا الإطار من أجل استرجاع هذا الأرشيف الذي يعد من الذاكرة الجماعية للأمة الجزائرية، ستدرس في إطار لجنة مشتركة بين الجانبين»، معربا عن تفاؤله بإيجاد «حل لهذه المسألة عن قريب».