عيّن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي وزيرا للرياضة، وهو تحدّ جديد كلف به المسؤول الأول على كرة القدم الجزائرية، للمساهمة في النهوض بقطاع الرياضة في الجزائر، والعمل على دفعه إلى بلوغ مكانة مرموقة دوليا، لرفع راية الجزائر عاليا في المحافل الدولية.
تنتظر وليد صادي تحديات جديدة على رأس وزارة الرياضة، التي قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بفصلها عن قطاع الشباب، حتى يتفرغ صادي لقطاع الرياضة، ليعرف تطورا أكبر رفقة كرة القدم، وهو الأمر الذي سيجعل الجزائر تكسب وقتا كبيرا لإيجاد الحلول واتخاذ القرارات الفعالة التي تخدم كرة القدم الجزائرية وتجسيدها في الميدان.
يأتي تعيين صادي على رأس وزارة الرياضة، بعد تحقيقه جملة من المكاسب لكرة القدم الجزائرية، منذ انتخابه على رأس “الفاف”، وهو الذي تمكن من إعادة الاستقرار للاتحادية بعدما عرفت عدة مشاكل، أين تمكن من إيجاد موارد مادية جديدة لـ “الفاف”، الذي وجد بخزينتها عجزا بقيمة 400 مليار سنتيم، حيث جلب ممولين جددا وحافظ على رواتب عمال الفاف.
تمكن صاحب 44 عاما من إعادة هيكلة الرابطة الوطنية لكرة القدم، وحقق قفزة نوعية في مجال التحكيم بتخصيص دورات تكوينية للحكام، وفرض التحكيم بتقنية الفيديو المساعد “الفار” خلال مباريات الرابطة المحترفة، في انتظار تعميمها على كل مباريات القسمين الأول والثاني بوصول المعدات التي تم اقتناؤها، وهو ما قلل من الأخطاء التحكيمية منذ انطلاق الموسم الكروي (2024 - 2025)، بالإضافة إلى تكوين عدد هائل من المكونين والمدربين واللاعبين القدامى، للحصول على شهادات التدريب بمخلف أصنافها، مع النجاح في اختيار الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش وطاقمه، الأمر الذي أعاد “الخضر” إلى سكة الانتصارات بعد نكسة “كان” كوت ديفوار، حيث حقق التقني البوسني الهدف الأول الذي أمضاه بعقده، وهو التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
سيقوم وليد صادي بإيجاد حل سريع وفوري لمعضلة ملاعب كرة القدم، ومشكل العشب التي تعود في كل مرة إلى الواجهة، وأرقت الأندية والمنتخب وكذا عشاق الساحرة المستديرة، وهي نقطة سيشتغل عليها الوزير الجديد لقطاع الرياضة للقضاء عليها نهائيا.
سيكون من أولويات صادي القضاء على مشكل تسيير الملاعب الجديدة (وهران، تيزي وزو، براقي، الدويرة)، بتعيين مؤسسات تتفرغ لتسيير عملية بيع التذاكر بها وصيانتها والوقوف على جاهزية العشب وتنظيم المباريات، الأمر الذي سيسهل مهمة فرق مولودية الجزائر وشبيبة القبائل ومولودية وهران في تسيير منشآتها الجديدة، ويتيح للطاقم الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم اختيار الملعب الذي يناسبه لاستقبال منافسيه في مختلف الاستحقاقات التي يخوضها.
سيكون صادي، وفق مراقبين، أمام مهمة إعادة الاستقرار لبعض الاتحادات التي تعرف اهتزازا، للسماح لها بالإقلاع من جديد والشروع في التحضير للمنافسات الدولية والقارية المقبلة، مع تجهيز الجيل الجديد لدخول غمار أولمبياد لوس أنجلس 2028 بقوة، لحصد أكبر عدد من الميداليات وتأكيد نتائج أولمبياد باريس 2024، كما أنه سيكون مطالبا بإعادة قوة بعض الاتحادات، في مقدمتها اتحادية كرة اليد الرياضة الجماعية التي جلبت أكبر عدد من الألقاب للجزائر قاريا.
تقلد المناجير السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم مهمة وزير الرياضة، ستجعله يكسب الحنكة التي تساعده في التفوق في رهان الدبلوماسية الرياضية، للسماح لأكبر عدد من الإطارات الجزائرية بدخول الهيئات الرياضية الإفريقية والدولية، في مشروع النهوض بالرياضية الجزائرية وإعادة هيبتها، وحمايتها.
سيكون الوزير ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على موعد لعودة التمثيل الجزائري، على مستوى المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، شهر مارس 2025، بعدما أعلن ترشحه وحيدا عن منطقة شمال إفريقيا في الانتخابات المقبلة للتجديد النصفي للمكتب، بعد 7 سنوات من الغياب بنهاية عهدة محمد رواروة سنة 2017.
تجدر الإشارة، أن وليد صادي مر على عديد المسؤوليات في كرة القدم الجزائرية والإفريقية، حيث كان مسيرا لفريق وفاق سطيف خلال تتويجه بلقب كأس العرب للأندية البطلة والبطولة الوطنية سنة 2007، وساهم في تأهل “الخضر” في مناسبتين لكأس العالم و4 مناسبات لنهائيات كأس أمم إفريقيا، حين كان يشغل منصب مناجير عام للمنتخب الوطني، بالإضافة إلى بلوغه رفقة المنتخب نهائيات “كان” 2025، وشغله منصب نائب رئيس اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم في الفترة التي يرأس فيها حاليا الاتحادية الجزائرية للعبة، كما عمل بمنصب عضو بلجنة التسويق وحقوق البث للاتحاد الإفريقي للعبة، وعضو في الاتحاد العربي من 2011 إلى غاية 2015.