أكد الأستاذ والباحث الجامعي الجزائري، محمد لخضر معقل، أمس، أن الدافع الذي أدى بالبرلمان الأوروبي إلى المصادقة على لائحة حول «الوضع في الجزائر»، هو توظيف القضايا الديمقراطية والحريات لضمان المصالح الأوروبية.
في تصريح لـ(وأج) تعليقا على مصادقة البرلمان الأوروبي، أول أمس، بستراسبورغ، على لائحة حول الوضع السياسي في الجزائر، قال لخضر معقل، أستاذ في المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم ألإعلام إن «الدافع الذي أدى بالبرلمان الأوروبي اليوم ليوظف القضايا الديمقراطية والحريات والحقوق من أجل ممارسة الضغط على القيادة الجزائرية المقبلة لفتح مشاورات وإعادة النظر في لب العلاقات السياسية والاقتصادية مع أوروبا مستقبلا ابتداء من 2020 لضمان مصالحهم الخاصة».
ولفت الباحث الجامعي، إلى أن المتتبع لقرارات ولوائح البرلمان الأوروبي المتعلقة بالجزائر يجد أن هناك «تغيرا في السياسية الأوروبية في تعاملها مع العديد من القضايا التي يرافع عنها اليوم»، مرجعا ذلك كون نفس الدول التي تدعو إلى تطبيق الحريات في الجزائر قد أطبقت الصمت في الماضي بعد أن ضمنت مصالحها الاقتصادية والسياسية في البلاد.
أما اليوم -يضيف معقل- فإن البرلمان قد خرج عن صمته في وقت تقبل فيه الجزائر على «مرحلة جد مهمة» وهي الانتخابات الرئاسية التي «ستحدد شكل النظام السياسي المقبل وتفرض بالتالي واقعا تعاملاتيا سياسيا واقتصاديا جديدا وهوالأمر الذي يثير -كما قال- «مخاوف كبيرة لدى بعض الدول الغربية لاسيما في أوروبا الشرقية».
وأضاف الأستاذ قائلا إن هناك «إنشقاقا كبيرا» في الموقف الأوروبي فيما يخص تنظيم الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، فبينما باركها الاتحاد الأوروبي ومجموعة الخمسة المتوسطية يرفضها البرلمان الأوروبي ويحاول التشويش عليها من خلال مثل هذه الاجتماعات واللوائح.
كما اعتبر معقل، أنه بعد «الفشل الذريع» الذي منيت به المخططات الغربية الاستعمارية في الجزائر بهدف «خلق الفوضى» من خلال تكريس التناقضات في المجتمع الجزائري بإستخدام ورقة الهويات والثقافية اللغوية التي تغلبت عليها السلطة الجزائرية من خلال ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ها هواليوم يوظف «ورقة جديدة وخطيرة جدا» للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر من جديد.
وأوضح الباحث الجامعي، أن» البرلمان الأوروبي يستخدم اليوم ورقة المعتقد وممارسة الشعائر الدينية في البلاد مع خلق تيارات طرقية هدامة مدعمة من قبل قوى اقتصادية عالمية تفوق في قوتها كما قال الماسونية الهدف منها فتح أبواب لصراع طائفي في البلد».